لا ينتهي عالم كرة القدم عند اعتزال اللعب، بل يمتد ليشمل آفاقًا جديدة ومثيرة. ففي مسيرة عدد من النجوم السابقين، كان امتلاك أندية كرة القدم خطوة طبيعية ومنطقية لتوسيع آفاقهم وتحقيق طموحاتهم. ولم تكن هذه الخطوة مجرد خيار استثماري بل تجاوزت ذلك لتشمل الطموح والرغبة في البقاء في عالم كرة القدم ومواصلة شغفهم به، وتنويع استثماراتهم، وترك بصمة اجتماعية وإرث دائم. ومن بين هؤلاء النجوم نجد أسماء لامعة مثل ديفيد بيكهام وساديو ماني والأسطورة رونالدو الذين وجدوا في امتلاك الأندية وسيلة للحفاظ على مكانتهم في الساحة الرياضية وإدارة المواهب الشابة وتوسيع نطاق أعمالهم وتحقيق المزيد من النجاحات على الصعيد العالمي. بعد اعتزاله في عام 2013، خاض النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام مسيرة جديدة في مجال الاستثمار الرياضي خارج نطاق المستطيل الأخضر. ففي البداية، استحوذ بيكهام على حصة بنسبة 5% في نادي بيرنلي الإنجليزي عام 2019، ثم أسس فريق "Inter Miami CF" في دوري MLS الأمريكي، ليصبح هذا المشروع حجر الأساس في رحلته الاستثمارية المميزة. خلال رحلة تأسيسه للنادي، قاد بيكهام الفريق لتحقيق إنجاز تاريخي بصعوده لأول مرة إلى دوري MLS في عام 2020، ولعب دورًا مهمًّا في جذب لاعبين دوليين بارزين مثل غونزالو هيجواين وبليز ماتويدي، ما أسهم في رفع مستوى التنافسية. ولم يكتفِ بيكهام بذلك، بل عمل أيضًا على بناء منشآت تدريبية متطورة في ميامي، ما أسهم في تطوير برنامج تنمية اللاعبين الشباب وتعزيز قدرات الفريق. ولم تقتصر جهود بيكهام على الناحية الرياضية فقط، بل أسهم أيضًا في زيادة شعبية الفريق وجذب جماهير جديدة، ما أدى إلى تعزيز الوضع المالي والتسويقي للنادي بشكل كبير. وبذلك، أظهر بيكهام نموذجًا رائدًا لريادة الأعمال في مجال الاستثمار الرياضي، محافظًا على بصمته كأحد اللاعبين البارزين الذين استمروا في التأثير على عالم كرة القدم بعد اعتزالهم الاحترافي. لم يكتفِ النجم السنغالي ساديو ماني، مهاجم الدوري السعودي البارز، بتألقه في الملاعب الأوروبية، بل سعى لترك بصمة أكبر في بلده الأم من خلال مشاريعه الاستثمارية الرياضية. ففي عام 2020، أسس ماني نادي "Generation Foot" في السنغال بهدف تطوير وإعداد اللاعبين الشباب من جميع أنحاء إفريقيا ومنحهم الفرصة للعب في الدوريات الأوروبية. ويعتبر ماني أن امتلاك النادي هو فرصة لترك إرث اجتماعي عميق في مجتمعه المحلي وتقديم الدعم للمواهب الشابة في السنغال وتعزيز دور الرياضة في تنمية المجتمعات الإفريقية. وبذلك، يُثبت ماني أنه ليس مجرد نجم رياضي بارز، بل هو رائد أعمال ناجح يسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في بلده والعالم. لم يكتفِ النجم البرازيلي رونالدو بمسيرته الكروية المظفرة، بل امتدّت طموحاته إلى ما وراء الملعب ليدخل عالم الاستثمار الرياضي بقوة. ففي عام 2018، استحوذ رونالدو على حصة في نادي ريال بلد الوليد الإسباني، ما شكل خطوة استثمارية استراتيجية وشخصية لحفظ مكانته وتأثيره في عالم كرة القدم الذي عشقه وأبدع فيه. قاد رونالدو الفريق للتأهل إلى الدوري الإسباني الدرجة الأولى في موسم 2018-2019، محققًا أول صعود للفريق منذ 10 سنوات. لعب دورًا مهمًّا في بناء البنية التحتية للنادي وإعادة هيكلته، ما أسهم في استقراره ونجاحه في المواسم التالية. يُجسد رونالدو نموذجًا فريدًا للاعب كرة القدم الذي نجح في توظيف خبرته ومهاراته في عالم الاستثمار الرياضي ليصبح أحد أبرز المستثمرين في هذا المجال. تُظهر رؤيته الاستثمارية الثاقبة والتزامه الدائم بتطوير ونجاح الأندية التي يستثمر فيها مدى تأثيره الإيجابي على عالم كرة القدم وحرصه على استدامة نجاحه وإلهام الأجيال القادمة. في مارس 2021، وسّع نجم دوري كرة السلة الأمريكي، ليبرون جيمس، آفاقه الاستثمارية ليشمل عالم الرياضة عبر شراكة مع مافريك كارتر. فقد أصبحا شريكين في مجموعة فينواي الرياضية (FSG)، ما منحهم حصة أقلية في فريق بوسطن ريد سوكس. لا يقتصر اهتمام جيمس على كرة السلة فقط، بل يُظهر شغفًا كبيرًا بالاستثمار في مختلف الرياضات. ففي عام 2011، استحوذ على حصة 2% من نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم. وبعد بيعه لهذه الحصص، أعاد جيمس الدخول إلى عالم الاستثمار الرياضي من خلال شراكته مع مافريك كارتر في مجموعة فينواي الرياضية (FSG). وتُعدّ هذه الخطوة تأكيدًا على رؤيته الاستثمارية الثاقبة ورغبته في توسيع نطاق مشاركته في عالم الرياضة. وبذلك، يُثبت جيمس أنه ليس مجرد نجم رياضي بارز، بل هو رائد أعمال ناجح يمتلك مهارات استثمارية استثنائية ويُسهم في تعزيز مكانة الرياضة كأحد أهم مجالات الاستثمار. بعد مسيرته الاحترافية المميزة في ملاعب البيسبول، خاض نجم اللعبة أليكس رودريجيز تحديًا جديدًا في عام 2021 بدخوله عالم الدوري الأمريكي للمحترفين كمالك جزئي لفريق مينيسوتا تمبروولفز وفريقه النسائي في اتحاد كرة السلة الأمريكي للمحترفين، مينيسوتا لينكس. في ربيع عام 2021، توصل رودريجيز ورجل الأعمال مارك لور إلى اتفاق لشراء الفريق من المالك السابق جلين تايلور مقابل 1.5 مليار دولار. وبدأت عملية نقل ملكية الفريق بتسليم حصة أولية بنسبة 20% لرودريجيز ولور في عام 2021. وتشمل الصفقة خيارات لشراء حصة إضافية تصل إلى 40% من الفريق خلال السنوات الأولى من إتمامها. وبذلك، سيحصل رودريجيز ولور على الأغلبية في النادي وفقًا لتقارير الدوري الأمريكي للمحترفين NBA. لم يكتفِ نجم كرة السلة العالمي مايكل جوردان بتحقيق الإنجازات على أرض الملعب، بل امتدّت طموحاته إلى ما وراء اللعبة ليصبح مالكًا لفريقه الخاص. ففي عام 2010، استحوذ جوردان على نادي شارلوت هورنتس، الذي كان يُعرف سابقًا باسم بوبكاتس، مقابل 275 مليون دولار. بدأ جوردان رحلته الاستثمارية في النادي عام 2006 كأحد المستثمرين الأقلية. وبعد 4 سنوات، في عام 2010، حقق جوردان إنجازًا تاريخيًّا باقتنائه حصة الأغلبية في النادي، ليصبح أول لاعب سابق في تاريخ الدوري الأمريكي للمحترفين يمتلك نسبة الأغلبية في فريقه. أسهم استثمار جوردان في تعزيز مكانة النادي وتحسين أدائه على أرض الملعب. كما لعب جوردان دورًا مهمًّا في تنمية قاعدة جماهيرية قوية للنادي وجذب الاستثمارات المختلفة. يُعدّ جوردان نموذجًا فريدًا للاعب كرة السلة الذي نجح في توظيف خبرته ومهاراته في مجال الاستثمار الرياضي ليصبح مالكًا ناجحًا لفريقه. لم يكتفِ نجم كرة القدم العالمي ديديه دروغبا بإنجازاته المميزة على أرض الملعب، بل أثبت مهارات استثنائية في مجال الاستثمار الرياضي. ففي عام 2017، اتخذ دروغبا خطوة جريئة بشراء حصة أقلية في نادي Phoenix Rising، الذي ينافس في دوري كرة القدم المتحدة (USL) الأمريكي، مع الاستمرار في اللعب مع الفريق في الوقت نفسه. لعب دروغبا دورًا محوريًّا في نجاحات Phoenix Rising بفضل خبرته ومهاراته الكروية، حيث ساهم بشكل كبير في فوز الفريق بلقب USL Western Conference في عام 2018. وبعد اعتزاله اللعب في نهاية ذلك الموسم، استمر دروغبا كمستثمر نشط في النادي، حيث بدأ العمل على تحقيق رؤيته لجعل Phoenix Rising يصعد إلى الدوري الأمريكي لكرة القدم. يُجسد دروغبا نموذجًا فريدًا للاعب كرة القدم الذي نجح في تحقيق التوازن بين اللعب النشط والاستثمار في مستقبل الرياضة التي أحبها. وتُظهر تجربته قدرته على الجمع بين مهاراته الكروية وذكائه الاستثماري لتحقيق إنجازات مميزة على أرض الملعب وخارجها. ويُعدّ دروغبا شخصية رياضية محترمة وملهمة أسهمت بشكل كبير في تطوير كرة القدم على مستوى العالم. لم يكتفِ النجم العالمي زلاتان إبراهيموفيتش بإنجازاته المميزة على ملاعب كرة القدم، بل امتدّت طموحاته إلى ما وراء اللعبة ليصبح مالكًا جزئيًا لنادي هاماربي السويدي، الذي يحمل مكانة خاصة في قلبه. تأسس نادي هاماربي في مدينة ستوكهولم عام 1915، ونجح في تحقيق لقب بطولة دوري الدرجة الأولى السويدي مرة واحدة في تاريخه. وفي عام 2019، أقدم إبراهيموفيتش على خطوة استثمارية كبيرة عبر شراء حصة 23.5% من أسهم النادي. وهدف إبراهيموفيتش من خلال هذا الاستثمار هو تعزيز البنية التحتية للنادي ودعمه في تحقيق النجاحات على المستويين المحلي والقاري. تحت قيادة إبراهيموفيتش، نجح هاماربي في الفوز بلقب كأس سفينسكا في موسم 2020/21. كما شارك الفريق في المسابقات الأوروبية، وقدم أداءً لافتًا رغم التحديات التي واجهها. يواجه هاماربي تحديات في الحفاظ على استقرار النجاح الذي حققه في الفترة الأخيرة. ويعمل إبراهيموفيتش بجدية على تحقيق هذا الهدف من خلال استثماراته ودعمه المستمر للنادي. فالنادي يُعتبر بالنسبة له جزءًا مهمًا من تراثه الرياضي ومسيرته المهنية، ويسعى جاهداً لجعله أحد أفضل الأندية في السويد وأوروبا. ديفيد بيكهام: رحلة النجاح في Inter Miami CF بالدوري الأمريكي ساديو ماني: قائد يرسم الأمل في Generation Foot رونالدو: قائد الصعود والتألق في ريال بلد الوليد الإسباني ليبرون جيمس: من نجم السلة إلى مالك بوسطن ريد سوكس وليفربول ليبرون جيمس: مسيرة استثمارية ناجحة في مجال الرياضة: أليكس رودريجيز: من نجم البيسبول إلى مالك مينيسوتا تمبروولفز مايكل جوردان رحلة من اللاعب الأسطوري إلى مالك النادي ديديه دروغبا زلاتان إبراهيموفيتش
مشاركة :