ما أجمل أن يترك الإنسان أثراً طيباً في مسيرة حياته، والذي سيبقى بكل تأكيد خالداً حتى بعدد مماته إياً كان نوع هذا الأثر سواء عمل أو نصيحة أوهدية أو مساعدة أو عبارة أو كلمة أعطت الجانب الآخر أمل وتفاؤل في حياته لن ينساه مهما مرت وطالت عليها الأيام والأعوام بل انها تتجدد يوما تلو الآخر ولا يُقدر معناها إلا الشهم الذي جربها وأحدد هنا من يتصف بالشهامة لأنه يتميز بعدم نسيان المعروف كبر أو صغر، فالأثر الجميل يحدد مكانته في قلوب من حوله، ويعتبر من الإحسان، والتربة الخصبة في زراعة بذور السيرة الحسنة والكلمة الطيبة تجاه الناس، فما أجمل أن تترك أثراً طيباً حيثما كنت، فلا تدري لعل الله يصلح بأثرك نفساً كان قد أتعبها وأرهقها عناء السنين. أقول هذا الكلام بعد أن بلغني نبأ تقاعد الأستاذ قبلان بن محمد الحزيمي الموجه بتعليم وادي الدواسر، ومدير مكتب مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر في المحافظة، الذي عزم على الترجل عن ميدان التعليم مبكراً بعد أن قدم جهوداً متميزة خلال فترة عمله في أكثر من موقع ، وساهم مع زملائه بكل جِدٍّ في خدمة منظومة التعليم بوادي الدواسر، وحقق الكثير من النجاحات على مستوى المملكة خاصة في النشاط الطلابي، كما حقق نجاحات تربوية يشهد بها الداني والقاصي كان لها الأثر الطيب لدى أولياء أمور الطلاب الذين كان قريب منهم طيلة فترة عمله، يرشدهم ويوجههم ويستشيرهم ويستشيرونه ، صاحب موهبة وجدانية متميزة تجعله يؤثر فيمن حوله تأثيراً عميقاً بحيث ينساقون إلى العمل معه بإخلاص ومحبة، يعتمد أسلوب التشجيع وإنزال الأشخاص منازلهم، حريص اشد الحرص على الالتزام والانضباط ، صاحب إضاءات مُشرقة عندما كان معلماً يذكر طلابه أنه لم يكن يهتم كثيراً بالمعلومات في المنهج الدراسي قدر اهتمامه بالمبادئ والأسس والقيم. عرفته منذُ أن كان طالباً متميزاً ومتفوقاً على أقرانه، يتقد حماساً لأية أمراً كان هو عضو فيه، وعرفته بعد أن أصبح موظفاً في التعليم ، وفي مجال النشاط الطلابي تحديداً، وزميلاً في بلاط الصحافة ” صاحبة الجلالة” فكان يأسرني بتواضعه الجم ، ورجاحة العقل، وطيبة القلب، وجمال الحديث الذي لا يمل، وكرم الروح واليد، يبادل الناس وداً بود ، ويبر أصدقائه وزملائه ومعارفه ، شهماً إذا احتاجوه ، تعامله مع الجميع دون استثناء بعفوية ومن غير تكلف، يؤكد طلابه الذين يتسنمون اليوم الكثير من المواقع انه صاحب تأثير إيجابي في حياتهم وكان قدوة حاضرة كبيرة لهم بإخلاصه وجده ومثابرته ، فضلاً عن انه كما يعرفه كل من عمل معه ملهماً للهمة ، رشيق العبارات، حسن المعشر، حاضر النكتة شديد التواضع. جمعنا العمل وإياه في عدة مناسبات فما وجدت إلا رجلاً تربوياً استثنائياً في اريحيته وعواطفه الجياشة، وفكره النير وتواضعه الجم، عندما تسمع عن سيرته فكلها حسن وصل وتواصل وحرص على منفعة الآخرين الأمر الذي أوجد له مساحة في القلوب التي أحبته وقدرت مواقفه الطيبة وأخلاقه النبيلة فهو كأزهار فصل الربيع ما أن تداعبها نسائمه العليلة حتى تنثر أريجها في كل مكان، من يعرفه عن قرب ويعرف ما قدم لمجتمعه سواء من خلال الصحافة أو من خلال عمله التربوي والتعليمي يدرك وأنا أولهم أنه كان ولازال وسيستمر – إن شاء الله- رمزاً من رموز الخير والعطاء والنماء ، وعلماً من اعلام المحبة والمودة والوفاء ، ونموذجاً من نماذج التآخي والتعاون والإباء. وخلاصة القول إن “أبا محمد” كان جامعاً للخير من كل جوانبه علماً وعملاً وتعاملاً، وما السطور بعالية إلا جزء يسير من سيرة التربوي العلم قبلان بن محمد الحزيمي كما عرفته وعرفه المحيطون به. للتواصل مع الكاتب @mawdd3 قبلان الحزيمي
مشاركة :