كشفت الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية عن جهودها المتواصلة لتعزيز التدريب في مجال مكافحة العدوى، وذلك من خلال إطلاق برامج تدريبية مكثفة في الترصد للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية.
وتأتي هذه المبادرة في ضوء التقديرات العالمية التي تشير إلى أن نسبة حدوث العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تتجاوز 14%، بتكلفة تتخطى 4 مليارات دولار.
برامج تدريبية مكثفة
وأطلقت الإدارة برنامجين تدريبيين رئيسيين هما: برنامج (HAIOS) الذي يمتد لمدة 12 أسبوعًا ويركز على الترصد والتفشيات للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وبرنامج (HSIC) الذي يستمر لمدة 6 أسابيع ويركز أيضًا على الترصد للعدوى.
أ
وقيمت هذه البرامج في مراكز تدريبية مؤهلة، وشهدت مشاركة واسعة من الكوادر الصحية في 18 منطقة بالمملكة.
منذ بدء تنفيذ البرنامجين، تم تخريج 104 متدربين من برنامج (HAIOS) خلال الفترة من 2022 إلى 2024، بينما تخرج 53 متدربًا من برنامج (HSIC) خلال عام 2024.
وتضمنت البرامج وحدات متخصصة في ترصد أنواع مختلفة من العدوى، مثل عدوى مجرى الدم المرتبط بالقسطرة الوريدية المركزية، وعدوى المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة البولية، وعدوى موقع العمليات الجراحية، بالإضافة إلى التهابات مجرى الدم المرتبطة بغسيل الكلى، ومسببات الأمراض المقاومة لمضادات الميكروبات.
منصة تعليمية للترصد
وفي إطار جهودها المستمرة، أطلقت الوزارة منصة تعليمية للترصد الإلكتروني للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية. حتى الآن، اجتاز اختباراتها 831 متدربًا، بينما استفاد منها أكثر من 4195 متدربًا.
تعكس هذه الجهود التزام وزارة الصحة السعودية بتعزيز سلامة المرضى والكوادر الصحية على حد سواء، من خلال بناء قدرات وطنية متخصصة في مجال مكافحة العدوى، لضمان تقديم رعاية صحية آمنة وفعالة.
التدريب لمكافحة العدوى
من جهتها أكدت الأخصائية في مكافحة العدوى عائشة مشبب الشهري، بأن العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تُعد من أبرز التحديات التي تواجه نظم الرعاية الصحية عالميًا، مشدده على أهمية تعزيز التدريب لمكافحة العدوى كجوهر وأساس للرعاية الصحية الآمنة، مشيرة إلى أن الترصد لعدوى الرعاية الصحية يعد من الركائز الأساسية.
وقالت الشهري: "التدريب المستمر والتوعية بالمخاطر والإجراءات الوقائية اللازمة أساسيان لضمان سلامة المرضى والعاملين على حد سواء".
وسائل الحماية الشخصية
وأوضحت " الشهري " أن الدراسات تؤكد أن التدريب المنتظم والفعال يسهم بشكل كبير في تقليل معدلات العدوى وتحسين جودة الرعاية الصحية. وأضافت أن التعقيم والتطهير يلعبان دورًا حيويًا في مكافحة العدوى، مشددة على ضرورة إجراء عمليات التعقيم والتطهير للأدوات والأسطح بانتظام وبدقة لضمان القضاء على الجراثيم والبكتيريا.
وأشارت " الشهري " إلى أهمية استخدام وسائل الحماية الشخصية مثل القفازات والأقنعة والملابس الواقية بشكل صحيح يحد من انتقال العدوى بين المرضى والعاملين.
وأكدت أن الترصد والتقييم المستمر للحالات يعدان من الركائز الأساسية لمكافحة العدوى، مبينة أن هذه العمليات تتطلب مراقبة دقيقة للحالات وتقييم الإجراءات الوقائية بشكل دوري لضمان فعاليتها.
التعاون والتواصل
وأبرزت " الشهري " أهمية التعاون والتواصل بين مقدمي الخدمة في مختلف الأقسام داخل المنشآت الصحية يعزز تطبيق أفضل الممارسات وخلق بيئة صحية آمنة، مؤكدة أن تحقيق الفوائد المتوقعة من تطبيق برامج مكافحة العدوى يتطلب التزامًا جماعيًا من جميع العاملين في القطاع الصحي.
تحسين كفاءة النظام الصحي
وأكدت " الشهري " على أن مكافحة العدوى ليست مجرد مسألة تتعلق بالصحة والسلامة، بل هي أيضًا عنصر أساسي في تحسين كفاءة وفعالية النظام الصحي ككل. وأضافت: "من خلال تعزيز التدريب والتوعية والالتزام بالإجراءات الوقائية والتعاون المستمر، يمكن تحقيق بيئة صحية آمنة تلبي احتياجات ورضى المرضى وتضمن سلامتهم وسلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية.