نزوح متواصل وسط قصف إسرائيلي عنيف على مدينة غزة

  • 7/9/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فرّ آلاف الفلسطينيين من مدينة غزة الإثنين بعدما اقتحمها الجيش الإسرائيلي بالدبابات، داعياً إلى إخلاء أحياء إضافية، فيما احتدم القتال مع تواصل القصف. ومع دخول الحرب في قطاع غزة شهرها العاشر، تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لهدنة، ومن المقرر إجراء محادثات جديدة في هذا الصدد خلال هذا الأسبوع في قطر ومصر، وهما دولتان تؤديان دور الوسيط مع الولايات المتحدة. على الأرض، تواصلت المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر. وفي شماله، أفاد شهود عيان والدفاع المدني والمكتب الإعلامي لحماس أن الدبابات الإسرائيلية اقتحمت العديد من الأحياء في مدينة غزة خلف وابل من القصف من الطائرات الحربية والمسيّرات، ما دفع الآلاف إلى الفرار مجددا. وشاهد مصورو وكالة فرانس برس فلسطينيين يغادرون المكان سيرا على الأقدام وعلى دراجات وعربات تجرها حمير، حاملين أمتعتهم عبر الشوارع المليئة بالركام وتحت أزيز المسيرات. ننام بين الردم وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى إخلائها. في 27 حزيران/يونيو، دعا الجيش إلى إخلاء جزء من شرق القطاع، خصوصا منطقة الشجاعية وحيي التركمان والتفاح. والأحد في 7 تموز/يوليو، أمر بإخلاء بعض المناطق المجاورة للشجاعية. والاثنين أمر بإخلاء منطقة أوسع نطاقا تشمل حي الرمال وهو من أكبر أحياء مدينة غزة. وتبقى مناطق غير مشمولة حاليا بأوامر الإخلاء وهي المنطقة الساحلية التي تضم مخيم الشاطئ والمناطق الجنوبية بما فيها حي الزيتون والمناطق الشمالية بما فيها حي الشيخ رضوان. ودعا الجيش الإسرائيلي الاثنين السكان للتوجه إلى الجنوب، نحو دير البلح، لكن شهود عيان أفادوا وكالة فرانس برس أن النازحين يفضلون التوجه إلى الغرب والشمال. من جهتها، اعتبرت حماس في بيان أن “تصعيد جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على أحياء مدينة غزة، واستهدافه عشرات الآلاف من السكان المدنيين وإجبارهم على النزوح من بيوتهم تحت وطأة القصف الوحشي هو إمعان في حرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر تسعة أشهر”. وقال عبدالله خمّاش وهو أحد سكان حي الرمال “إلى أين نذهب؟ قالوا لنا اذهبوا من هنا إلى هناك ثم يأتون إلينا. هذا يجعلنا نريد أن ندفن أنفسنا أحياء”. وأضاف “عند الساعة الثالثة صباحا غادرنا منزل الجيران ونمنا في الشوارع. والآن سنعود لننام بين الردم”. وأعلن الدفاع المدني في غزة “تلقي بلاغات بوجود عشرات الشهداء والمصابين” مشيرا إلى أن طواقمه لا تستطيع الوصول إليهم “في ظل القصف العنيف”، مشيرا إلى أن “قوات الاحتلال تحاصر عشرات العائلات”. وفي جنوب القطاع، حيث صدرت تحذيرات لسكان في الأيام الأخيرة بوجوب إخلاء مناطقهم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عشرات المقاتلين في الشجاعية وأكثر من ثلاثين منهم في رفح واستهدف مواقع إطلاق صواريخ في خان يونس. وفي 7 أيار/مايو، شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح، المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر وُصفت بأنها المرحلة الأخيرة من الحرب ضد حماس، ما دفع مليون فلسطيني إلى الفرار، وفقا للأمم المتحدة. وحذّرت مسؤولة الشؤون الإنسانية في المجلس النرويجي للاجئين ميساء صالح الإثنين لدى عودتها من مهمة ميدانية من أنّ قسماً من المدنيين توجّهوا إلى دير البلح في وسط القطاع حيث الأوضاع الإنسانية تتفاقم. وقالت إنّ “السؤال الأول الذي يطرح كل صباح هو نفسه: ماذا سنأكل اليوم؟”، وأضافت “خلال فترة تواجدي في دير البلح، لم أرَ شيئا أشبه بمساعدة. إنها تقريبا غير موجودة”. مزيد من العقبات بعد أشهر من المفاوضات غير المباشرة وغير المثمرة، تنطلق حلقة جديدة من المباحثات بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن محتجزين “يرجّح جدا” أن تبدأ الأربعاء بمشاركة دول الوساطة الثلاث، وفق ما أعلن الإثنين مصدر فلسطيني. وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته إنّ مدير الـ”سي آي إيه” وليام بيرنز ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع “يتوجّهان الى الدوحة الأربعاء”. وأضاف إنّ الرجلين سيلتقيان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وبحسب قناة “القاهرة الإخبارية”، يفترض أن يشارك وفدان إسرائيلي وأميركي في القاهرة في مفاوضات بهدف التوصل إلى هدنة مرتبطة بتحرير الرهائن. والأحد، قال قيادي في حماس لوكالة فرانس برس إن الحركة وافقت “أن تنطلق المفاوضات” حول المحتجزي الإسرائيليين “من دون وقف إطلاق نار” دائم في قطاع غزة. والإثنين اتّهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعرقلة المفاوضات و”بوضع مزيد من العقبات”. وقالت الحركة في بيان إنّه “في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير” فإنّ رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية “أجرى اتصالات عاجلة مع الإخوة الوسطاء، محذّراً من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة، كما في رفح وغيرها”. وتسببت الحرب في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية وسط شح المياه والغذاء، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مرارا عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطرة، محذّرة من خطر المجاعة جراء الحرب والحصار الإسرائيلي للقطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة. وتهدد الحرب في غزة بامتداد الصراع إلى لبنان بعدما شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تكثيفا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه رصد إطلاق 24 “قذيفة صاروخية” من لبنان، مشيراً من جهته إلى أنّه “قضى” على قيادي في حزب الله بغارة في جنوب لبنان، وهو ما أكده الحزب. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد

مشاركة :