التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في بكين اليوم (الاثنين)، حيث قام الجانبان بتبادل وجهات نظر متعمقة حول أزمة أوكرانيا. وأطلع أوربان شي على زيارتيه الأخيرتين لأوكرانيا وروسيا، فيما أعرب الرئيس شي عن التقدير لجهود أوربان في تعزيز التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا، واستعرض آراء الصين ومقترحاتها ذات الصلة. وأكد شي أن الوقف المبكر لإطلاق النار والتسوية السياسية أمران يصبان في صالح جميع الأطراف، قائلا إن الأولوية هي تهدئة الوضع من خلال الالتزام بالمبادئ الثلاثة المتمثلة في عدم توسيع ساحة المعركة، وعدم تصعيد القتال، وعدم تأجيج الوضع من قبل أي طرف. ودعا شي المجتمع الدولي إلى خلق الظروف وتقديم الدعم لاستئناف الحوار المباشر والمفاوضات بين الجانبين، قائلا إنه فقط إذا ضخت جميع الدول الكبرى طاقة إيجابية وليست سلبية، فإنه يمكن لهذا الصراع أن يشهد وقفا لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن. وأضاف شي: "ما برحت الصين تدفع بنشاط محادثات السلام بطريقتها الخاصة وتشجع وتدعم كل الجهود المفضية إلى التسوية السلمية للأزمة"، مشيرا إلى أن ثمة اتساقا بين الصين والمجر من حيث المقترحات الأساسية واتجاه الجهود، وأن الصين مستعدة للبقاء على اتصال مع المجر وجميع الأطراف المعنية. وأشار شي إلى أنه خلال زيارة الدولة الناجحة التي قام بها إلى المجر قبل شهرين، تم الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة في كل الأحوال في العصر الجديد، ما أعطى أهمية تاريخية جديدة للذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية هذا العام وضخ زخما قويا في التنمية رفيعة المستوى للعلاقات بين البلدين. وفي معرض إشارته إلى عقد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الأسبوع المقبل، قال شي إن الصين ستعمل على تعميق الإصلاح الشامل وتعزيز التنمية عالية الجودة والانفتاح رفيع المستوى على نحو أكبر، ما سيقدم فرصا جديدة ويخلق زخما جديدا للتعاون بين الصين والمجر. وقال شي إنه ينبغي على البلدين الحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز الاتصال والتنسيق الاستراتيجيين، ومواصلة دعم بعضهما البعض بقوة، وتعزيز التعاون العملي في مختلف المجالات، ودفع تعاون الحزام والطريق عالي الجودة، ومواصلة إثراء الشراكة الاستراتيجية الشاملة في كل الأحوال في العصر الجديد، بغية تحقيق فائدة أفضل لشعبي البلدين. وهنأ المجر على تولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قائلا إنه لا يوجد تناقض جيوسياسي أو تضارب أساسي للمصالح بين الصين والاتحاد الأوروبي. وقال شي إن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي لها أهمية استراتيجية وتأثير عالمي، مؤكدا أنه ينبغي الحفاظ على التنمية المستقرة والسليمة لهذه العلاقات، داعيا الجانبين إلى الاستجابة للتحديات العالمية بشكل مشترك. وقال شي إن العام المقبل يوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه يتعين على الجانبين البقاء ملتزمين بالمسار الصحيح للشراكة الثنائية مع وضع التعاون باعتباره الاتجاه المحدد لهذا المسار، ومواصلة تعزيز الانفتاح ثنائي الاتجاه، وتعزيز التنسيق الدولي، والإسهام في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار على الصعيد العالمي. كما أعرب شي عن أمله في أن تلعب المجر، باعتبارها الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي، دورا إيجابيا في تعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وتسهيل التفاعلات البناءة. بدوره، قال أوربان إنه خلال الشهرين الماضيين، نفذ الجانبان بجدية النتائج المهمة لزيارة الرئيس شي إلى المجر، وعززا الصداقة والثقة المتبادلة، ووضعا أساسا متينا للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية. وأوضح أوربان أنه في مواجهة الوضع الدولي الحالي المضطرب، فإن الصين لا تحب السلام فحسب، بل طرحت أيضا سلسلة من المبادرات البناءة والمهمة، لتثبت من خلال أفعالها الملموسة أن الصين قوة استقرار مهمة للسلام العالمي. وأضاف أن المجر تقدر وتثمن بشدة دور الصين وتأثيرها، ومستعدة للحفاظ على اتصالات وتنسيق على نحو استراتيجي ووثيق مع الصين. وقال أوربان إن المجر تؤيد تعزيز التعاون مع الصين، وتعارض تشكيل تكتلات إقصائية كما تعارض المواجهة بين الكتل. وأعرب عن استعداد المجر لاستغلال الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي كفرصة لتعزيز التنمية السليمة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
مشاركة :