حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية اليوم (الاثنين) من عودة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى "نقطة الصفر" على خلفية طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء أحياء واسعة من مدينة غزة. وقالت حماس في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن هنية أجرى اتصالات عاجلة مع الوسطاء، مصر وقطر، محذرا من التداعيات الكارثية لما يجري في القطاع. وذكر البيان أن الاتصالات جاءت في ضوء ما يجري من تهديد الجيش الإسرائيلي لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من "مجازر وقتل وتهجير، كما هو الحال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وغيرها". وحذر هنية من أن ذلك من شأنه أن يعيد العملية التفاوضية إلى "نقطة الصفر"، معتبرا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وجيشه يتحملان المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار. وطالب الجيش الإسرائيلي في بيان للناطق باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي اليوم السكان في عدد من أحياء غزة بإخلائها فورا إلى مآوي دير البلح في المنطقة الإنسانية. وقال أدرعي على حسابه في منصة ((إكس)) "نداء عاجل إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق الصبرة والرمال وتل الهوى والدرج في عدد من البلوكات من أجل أمنكم - عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى مآوي دير البلح في المنطقة الإنسانية". وفي بيان ثان، ذكر أدرعي أن قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) باشرت تحت قيادة الفرقة 99 حملة لإحباط الأنشطة "الإرهابية" في مدينة غزة بما فيها مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الذي يقع في المنطقة. وقال أدرعي إن مجمع الأونروا يحتوى على وسائل قتالية وغرف حبس ومباحث وتحقيقات تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). ولم يصدر أي تعقيب فوري من الحركة والوكالة الأممية في هذا الشأن. وتابع أدرعي أن قوات جيش عملت في المنطقة في الماضي وقضت واعتقلت العديد من عناصر حماس ودمرت مسار نفق واسع كان يمر تحت المجمع. وأكد أن الجيش سيواصل العمل وفق أحكام القانون الدولي ضد منظمتي حماس والجهاد العاملتين بشكل "سخيف وممنهج من داخل بنى تحتية مدنية بما فيها مجمعات الأونروا وتستخدمها بغية تخطيط وتنفيذ اعتداءات إرهابية ضد دولة إسرائيل". وتأتي العملية العسكرية في تلك الأحياء بعد ساعات من مطالبة الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) سكان حيي التفاح والدرج ومناطق أخرى بإخلائها فورا إلى المآوي المعروفة غرب المدينة. من جهتها، اتهمت حركة حماس في بيان نتنياهو بوضع المزيد من "العقبات" أمام المفاوضات. وقالت الحركة إنه في الوقت الذي تقدم فيه المرونة والإيجابية لتسهيل التوصل لاتفاق لوقف "العدوان" الإسرائيلي، فإن نتنياهو يقوم بوضع المزيد من "العقبات" أمام المفاوضات ويصعد "عدوانه وجرائمه" ضد الشعب الفلسطيني ويمعن في محاولات "تهجيره قسراً" من أجل إفشال كل الجهود للتوصل لاتفاق. ومن المقرر أن تستضيف مصر وفودا إسرائيلية وأمريكية الأسبوع الجاري للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق تهدئة بقطاع غزة، وفق قناة ((القاهرة الإخبارية)) المصرية. واليوم وصل وفد أمريكي برئاسة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة للقاء الوفد الأمني المصري في مستهل جولة جديدة لمفاوضات الهدنة في غزة، حسب ما ذكر للقناة مصدر رفيع المستوى. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا ضد حركة حماس أودت بحياة أكثر من 38 ألف فلسطيني في قطاع غزة وخلفت دمارا واسعا وأزمة إنسانية، بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.
مشاركة :