اثنينية الذييب تناقش الموهبة في الحضارة الإسلامية

  • 7/11/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور بكري معتوق عساس مدير جامعة أم القرى السابق، والكاتب والباحث الأكاديمي، على أهمية الموهبة ودورها في الارتقاء بالشعوب، وشدد على أهمية أن تسهم الجامعات المنتشرة في بلادنا، وبما لديها من الخبرة والتجربة جديرةُ بأن تكون ذات إسهامٍ فاعلٍ في تخريج جيل من الموهوبين والمبتكرين بدلاً من المتعلمين، لتصبح بذلك جامعات عظيمة. جاء ذلك خلال اللقاء الذي شهدنه اثنينية الذييب، والتي عاودت استئناف نشاطها الثقافي والفكري بمحاضرة عن "الموهبة في الحضارة الاسلامية"، وقد استهلها الدكتور عساس بالتعريج على دور الأصول الإسلامية وكيف أنها تحفز على الموهبة والإبداع، وتعمل على ترسيخ روح الابتكار في الأمة الإسلامية، مما جعلها تساهم بإنجازات عظيمة في مختلف العلوم. ولفت الدكتور بكري معوق إلى قيمة الإنجازات التاريخية التي حققها المسلمون حيث أكد بأن الريادة الأولى في العديد من المخترعات كانت لعلماء مسلمين موهوبين، مثل الكاميرا، وأدوات الجراحة، والساعات الميكانيكية، والتخدير، والطواحين الهوائية، ونظام الترقيم، والبصريات، والكيمياء، وعلم الجبر، واللوغاريتمات، وعلم الاجتماع. ومن أبرز هؤلاء العلماء: البيروني والرازي وابن النفيس وابن البيطار وابن زهر وابن الهيثم والخوارزمي والإدريسي. بعدها استعرضت الورقة دعم المواهب في الإسلام وأشار إلى أن هذه الأسماء الإسلامية الموهوبة لم تكن لتسجل حضورها وأثرها في التاريخ لولا أن الأمة الإسلامية كانت تحتضن المواهب وتشجع النابغين، مما ساهم في تطورها وازدهارها. وفي مقارنة مع الغرب في العصور الوسطى نوه الدكتور بكري معتوق. إلى الفارق بين العالم الإسلامي والغرب في العصور الوسطى، حيث كانت الكنيسة تحرِّم صناعة الطب، بينما كان الأطباء العرب والمسلمون يسجلون إنجازات طبية عظيمة. بعدها استعرض أمثلة على الإبداع رغم الإعاقة ولفت لأسماء وشخصيات بارزة حققت إنجازات رغم إعاقتها، مثل الصحابي ابن عباس وأنه كان كفيفاً لكنه بات حبر الُأمّة، كذلك الإمام الترمذي كان أعمى، ومثله الشيخ عبدالعزيز بن باز، وكذلك من الغرب المخترع أديسون الذي كان أصمّاً، وهيلين كيلر (صماء وبكماء) ولويس برايل (كفيف). ثم عرّج الدكتور معتوق على التعليم ودعم المواهب في العصر الحديث حيث شدد على أهمية بناء المؤسسات التعليمية لاكتشاف ودعم المواهب، وبيّن أن الدول المتقدمة تعتمد على ما يجود به العقل البشري أكثر من الموارد الطبيعية. وضرب مثلاً بالجامعات الأمريكية والصينية وكيفية استثمارها في البحث العلمي لدعم المواهب. ودلّل الدكتور بكري معتوق بما تقوم به جامعات الصين والتي تحذو الآن حذو أمريكا؛ حيث إن برنامج "الألف موهبة" في الصين، يمثل نموذجاً لمحاولة الإحلال الصيني محل الولايات المتحدة في مجال البحث العلمي؛ فالصين -وفقاً للدكتور بكري- تدرك أن "البحث العلمي" هو الذي قاد أمريكا إلى الصدارة العالمية، وأن المعادلة التي تحكم فلسفة العصر الحديث هي أن الجامعات العظيمة هي التي جعلت أمريكا قوة عظمى. وختم الدكتور بكري ورقته بالتأكيد على ضرورة الانتباه إلى أن الاستثمار في الإنسان والعقل البشري هو الاستثمار الأكثر ربحاً والأكثر تأثيراً، مستشهداً بقيمة الأجهزة التكنولوجية التي تعتمد على الإبداع الفكري أكثر من الموارد الطبيعية. وشهدت الأمسية العديد من المداخلات التي أكدت على دعم المواهب واكتشافها كما لفتت إلى ما تقوم به بلادنا من جهود ف تشجيع العلم والمواهب وما قدمته بلادنا من نماذج مميزة حققت حضوراً عالمياً في الإبداع والابتكار. ونوه بكري بدور رؤية المملكة 2030 وكيف أنها عملت على الاستثمار في العقول والمواهب من خلال خارطة الطريق التي وضعت المستقبل والريادة نصب أعينها وتوقد بلادنا للإنجاز والابتكار والتميز. من جهته قدم الزميل مدير التحرير للشؤون الثقافية مداخلة أشار فيها إلى ما تقدمه رؤية 2030 التي رسمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من دعم لمواهب والابتكار وتحفيز الموهوبين لافتاً إلى أن الاحتفاء بالعقل والفكر هو نهج سعودي منذ التأسيس؛ حيث كان الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه - يستثمر العقول المبدعة منهم الوزراء والمستشارين الذين ساهموا في بناء الدولة، كما لفت الحسني إلى ما قامت به المملكة مؤخراً بتوجيه من القيادة بتجنيس ذوي الخبرات والمواهب والقدرات المتميزة ليساهموا مع أبناء الوطن في البناء والتنمية والإنجاز. حمود الذييب مكرمًا د. بكري معتوق عساس جانب من الحضور

مشاركة :