الإذاعة بها سحر على الأسماع وأسعى لتنمية قدراتي في كتابة السيناريو تلفزيونيًا وسينمائيًا

  • 4/25/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بصوته الجهوري ومن أستوديو إذاعة القرآن الكريم بإذاعة البحرين كانت انطلاقته، ولأنه متيّم بالجو الإذاعي، أصبح بينه وبين الميكرفون علاقة وطيدة، وكأنهما عاشقين ألتقيا تحت سقف واحد.. حسن الساعاتي، المذيع البحريني الذي يصفه البعض بالخجول جدًا، وينعته آخرون بصاحب الصوت الذهبي. خلال اللقاء معه، أكد على أن الإذاعة علمته المهارات المثلى في العمل الإعلامي وفي توصيل الفكرة للمستمع أيًا كان، كما أشار إلى أن واجب الإعلام اليوم هو مواكبة المتغيرات المتسارعة على كل الأصعدة، لافتًا إلى أن المشاهد والمستمع العربي لازال متعطشًا للمزيد. يسلّط الحوار التالي على شخصية الإعلامي حسن الساعاتي.. كيف دخلت مجال الإعلام؟ ومن أين كانت الانطلاقة؟ كانت بدايتي في المجال الإذاعي تحديدًا عام 2006 للميلاد عن طريق تسجيل فواصل لإذاعة القرآن الكريم من البحرين، ومنها كانت انطلاقتي إذ وجدت فيها الجو المناسب للتخصص الجامعي، والميول الجامحة نحو اللغة العربية. هل هناك ما تذكره في بداياتك؟ كانت البداية كما ذكرت، ولكنها كانت من توفيق الله، ولا أنسى من كان سببًا في دخولي الإذاعة وهو الزميل والأخ العزيز محمد عبدالعزيز بهزاد الذي عرفني على أجواء الإذاعة إذ كان ضمن الفريق المناط به تطوير الإذاعة آنذاك، كما لا أنسى الأساتذة المخرجين الذين وجدت لديهم الاهتمام والتشجيع وأخص بالذكر الأستاذ المخرج خالد المرباطي الذي تشرّفت بأول تعامل معه في بداية المشوار الإذاعي. حدثنا عن أهم المواقف التي مررت بها في مسيرتك الإعلامية؟ لعل المواقف تتجدد في كل يوم، ولكن ربما هناك ما زلت أذكره لا يفارقني على الإطلاق. وأقصد هنا المرة الأولى التي قدمت فيها برنامجًا على الهواء مباشرة، فقد اعتدت قبل ذلك على أجواء التسجيل، الذي يتمتع فيه المذيع بحرية إعادة ما يتطلب الإعادة والاستراحة في وقت التسجيل، بينما لا تجد ذلك في برامج البث المباشر بطبيعة الحال. كان ذلك في شهر رمضان وكان مذيع برنامج المسابقات الدينية قد اعتذر عن مواصلة تقديم البرنامج في منتصف الشهر لإجراء عملية جراحية، فانتدبت من قبل الإدارة حينها بتقديم البرنامج، ولم أتصور جو الارتباك الذي قد يحدث لي بسبب أن البرنامج في البث المباشر، ولكن أحمد الله أن تعرضت لهذا الموقف الذي فتح لي آفاق مواجهة الجمهور بأريحية بعد ذلك، لا أجزم بأني لا أعاني من ارتباك في بداية تقديم بعض البرامج، ولكنه لا يقارن على الاطلاق بالمرة الأولى. الإذاعة تجربة فريدة ومتميزة في حياتك.. ماذا أضافت لك كمذيع؟ الإذاعة هي البداية الممتازة للمذيع وإن كان تلفزيونيًا، عبارة تعلمتها منكبار المذيعين الذين تشرفت بالتعامل معهم وكانوا ضمن الجيل المؤسس لإذاعة البحرين من أصحاب الخبرة في هذا المجال، وقد كانوا ولازالوا على حق، فعلاوة على أن الإذاعة تعيش مع الناس وتؤثر بهم أكثر من تأثير التلفزيون، إلا أن بها سحرًا على الأسماع لا ينكره المرء، فحاسة السمع حساسة تجاه الأصوات والمشاعر، ما يجعلنا في بعض الأحيان نسأل عن حالة من نتصل بهم هاتفيًا حين نلمس من نبرة صوتهم حزنًا وقلقًا وأمرًا جللاً لا سمح الله، وبالتالي تعلمت في الإذاعة المهارات المثلى في توصيل الفكرة للمستمع أيًا كانت. ماذا عن التلفزيون؟ هل فكرت في خوض التجربة؟ امتزجت بدايتي المتواضعة في المجال الإعلامي بتجربة في التلفزيون، وذلك ما جعلني أعشق الإذاعة أكثر، لا أغفل في هذا الجانب دور التلفزيون المهم في التأثير على المشاهد وتوصيل الخبر والقصة بطريقة فنية واحترافية، إلا أنني في الوقت الراهن لا أجد نفسي كمذيع تلفزيوني، وفي ذات الوقت أعتز وبشدة بتجربتي في التلفزيون بتقديم بعض اللقاءات التي كانت تحت إشراف الأستاذ القدير الراحل عبدالوهاب عطا، الذي كان خير موجه ومشجع لي في تقديم تلك اللقاءات، بالإضافة إلى تقديمي لنقل صلاة الجمعة من جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي والذي كان طموحًا بالنسبة لي قد تحقق بفضل الله. ما رأيك بالإعلام العربي والخليجي؟ وهل أنت متفائل بما يقدم على الشاشات؟ أجد الإعلام العربي والخليجي مختلفًا عن السابق بشكل إيجابي في بعض الجوانب وبشكل سلبي من جانب آخر، فالإعلام اليوم مطالب أن يواكب المتغيرات المتسارعة يومًا عن يوم، وقد تحول التلفزيون اليوم إلى ما يشبه المارد السحري الذي يلبي حاجات الإنسان المختلفة، فما إن ضجر من قناة تلفزيونية ومن نمط طرحها حتى وجد في قناة أخرى ضالته المنشودة، سواء كان ذلك على مستوى البرامج أو المسلسلات، وبالطبع متفائل بما يقدم على الشاشات عندما نشاهد بعض القنوات بما فيها من برامج ومسلسلات تتبنى الأفكار الراقية والاجتماعية، في قوالب احترافية من تمثيل وتقديم وإخراج، ولكن هذا لا يعني بأننا قد بلغنا ذروة النجاح، فلا زال المشاهد العربي متعطشًا للمزيد، ولا يكون إشباعه إن كان مشاهدًا أو مستمعًا إلا بمعايشته وإشراكه في خطط التطوير قدر المستطاع والتعرف على آرائه ومشاكله وما يريد أن يرى ويسمع. إذا ما انتقلنا بالحديث عن المحطات الإذاعية المنتشرة.. كيف ترى هذه الظاهرة؟ وما رأيك في مستوى ما يطرح بشكل عام؟ في الحقيقة إن تركيزي على متابعة المحطات الإذاعية يرتكز على عدد يسير منها إذ أجد فيها ما يصقل المهارة ويزيد الاطلاع، ولكن بشكل عام كلما تعددت المحطات الإذاعية، تعددت مواضيع الطرح وطرق الطرح كذلك، ما يضع المسؤولية بشكل أكبر على عاتق الإذاعات التي لا تستطيع المشاركة في سباق المنافسة وإن كانت إذاعات ذات عراقة وتاريخ تليد كما يوصف في بعض الأحيان، وحاليًا هناك عناية في بعض الإذاعات للوصول إلى المستمع بأي طريقة كانت وبالشكل الذي يجذبه إليها. برامج التوك شو الشبابية كثيرة.. فهل ترى أنها نجحت في معالجة قضايا الشباب؟ من وجهة نظري تعتبر برامج التوك شو متنفسًا يصل من خلاله صوت المشاهد والمستمع بشكل أوضح وأسرع بغية حل مشكلة أو استفسار عن مواضيع قد تكون مبهمة، وقد أبدع الشباب في تصدر هذه البرامج، بحيث أنهم يوصلون رؤاهم وتطلعاتهم إلى أصحاب القرار بشكل جديد وأسلوب متنوع، وبالرغم من أن مثل هذه البرامج نجحت غالبًا في طرح المشكلة إلا أن منها ما يعرض المشكلة دون حلول، وبالتالي فلن نضع الكرة في ملعب الشاب ليستوعب محيطه ويحل مشكلاته ولن نعطي المجتمع الفرصة لحل هذه المشكلات بالطريقة التي تؤثر ولا تشعر بالإحباط أو تجعل الشاب في قفص الاتهام. قضايا الشباب لن تحل جميعها في برنامج واحد أو برنامجين، ذلك لأنها تتجدد كل يوم وتستلزم معالجة متجددة. ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟ أطمح بالاستمرار في العمل الإذاعي، تنمية قدراتي في كتابة السيناريو تلفزيونيًا وسينمائيًا. المصدر: حاوره - حمد المرباطي

مشاركة :