في ظل المساعي التي تقودها واشنطن والوسطاء بالقاهرة والدوحة للتوصل إلى هدنة في غزة، يشهد الوضع الإنساني في القطاع المحاصر تدهورا خطيرا، حيث تتناثر الجثث في الشوارع وتتصاعد المخاوف من تفاقم الأزمة. وسلط تقرير لرويترز الضوء على أن سكان مدينة غزة محاصرين في منازلهم بينما تتعرض المدينة لهجوم إسرائيلي مكثف. وأشار التقرير إلى أن مدينة غزة، التي كانت تضم أكثر من ربع سكان القطاع قبل الحرب، تعرضت للدمار في الأسابيع الأولى من القتال العام الماضي. ومع ذلك، عاد مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى أطلال منازلهم وسط الدمار والأنقاض، بينما يأمرهم الاحتلال الآن بإخلاء المنطقة من جديد. حصار سكان غزة وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بتقارير عن سكان محاصرين وعالقين وآخرين استشهدوا داخل منازلهم في حي تل الهوى وحي صبرة في مدينة غزة دون أن يتمكن المسعفون من الوصول إليهم. وقال الدفاع المدني إن تقديراته تشير إلى استشهاد 50 فلسطينيا على الأقل في تل الهوى وإن فرقه غير قادرة على انتشال الجثث من الشوارع. وعلى الرغم من إصدار الجيش أوامر لسكان مدينة غزة باستخدام ممرين «آمنين» للتوجه صوب جنوب القطاع، رفض العديد من السكان الانصياع لتلك الأوامر. ونشر بعضهم وسما على وسائل التواصل الاجتماعي يرفض المغادرة بعنوان (#لن_نرحل). ونقلت رويترز عن أحد سكان غزة، محمد علي (30 عامًا)، عبر رسائل نصية: «نموت ولا ننزح على الجنوب، إحنا تحملنا المجاعة والقنابل تسع شهور ولدينا استعداد نستشهد هنا». وأوضح علي أن عائلته نزحت أكثر من مرة داخل المدينة وأنهم يعانون من نقص الغذاء والمياه والأدوية. وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في مايو/أيار الماضي إلى أن أكثر من 10 آلاف شخص يعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض في غزة. وذكر المكتب أن انتشال الجثث يمثل تحديًا كبيرًا بسبب نقص الجرافات والحفارات والطواقم، موضحًا أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات باستخدام الأدوات البدائية المتوفرة لدى الدفاع المدني الفلسطيني. البحث عن الأشلاء وفي جنوب القطاع، أفاد مراسل الغد بالعثور على جثامين 3 شهداء فلسطينيين استشهدوا في يناير/كانون الثاني الماضي. وقال المراسل إن الطواقم الطبية تمكنت من انتشال الجثث من محيط منطقة الصناعة بمدينة خان يونس ونقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى لمعاينتها ودفنها في مقابر الشهداء وسط قطاع غزة. يأتي ذلك بالتزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة. وفي أحدث تقرير لها، قالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 38345 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 88295 آخرون جراء العدوان على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وأضافت الوزارة أن نحو 50 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 54 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد