مركز الخليج للأبحاث يختتم فعاليات ملتقى الخليج للأبحاث السنوي في دورته الرابعة عشر

  • 7/11/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت اليوم الخميس 11 يوليو 2024م في جامعة كامبريدج ببريطانيا، فعاليات "ملتقى الخليج للأبحاث" في دورته الـ(14)، والذي نظمه مركز الخليج للأبحاث خلال الفترة من 9- 11 يوليو 2024، بمشاركة أكثر من (400) باحث من مختلف دول العالم لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بمنطقة الخليج. واستهل الملتقى فعالياته بجلسة افتتاحية رفيعة المستوى تحدَّث فيها كل من صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير الخارجية للمملكة العربية السعودية "عن بُعد"، ومعالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي البارونة باتريشيا اسكتلند، الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث، ومعالي السيد لويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج العربي. وخلال كلمته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أهمية تعزيز النظام الدولي القائم ليكون بمثابة حصن ضد الفوضى والصراعات، وتوفير إطار للتعاون والتعايش السلمي بين دول العالم مشدداً على أهمية ذلك في ظل ما يشهده العالم من تحديات، مجدداً في الوقت ذاته التأكيد على ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي والحل السلمي للنزاعات. وقال سموه إن الصراعات التي تلوح في الأفق تلقي بظلالها على التطلعات نحو الرخاء والتقدم، مشيرًا إلى أهمية التحلي بضبط النفس والحكمة والبصيرة في جميع الأفعال، ودور المملكة في دعم الاستقرار وتعزيز التعاون، وسعيها إلى بناء جسور التفاهم والتضامن التي تتجاوز الحدود والانقسامات، للوصول إلى بيئة حاضنة للابتكار والازدهار لجميع شعوب المنطقة والعالم. وأكد سمو وزير الخارجية الحاجة الملحة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة معترف بها، مشيراً إلى أن أعمال العنف وإراقة الدماء المستمرة في غزة هي بمثابة تذكير بالتكلفة الإنسانية الباهضة للصراع، والحاجة الملحة إلى حل دائم له، ومجدداً مطالبة المملكة ودعوتها المستمرة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والالتزام بالحوار والمفاوضات وفقاً لمبادئ العدالة والمساواة والاحترام المتبادل. من جانبه أكد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وبناء العلاقات الإستراتيجية والشراكات الدولية. وقدَّم البديوي في كلمته الشكر والتقدير للدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مجلس إدارة مركز الخليج للأبحاث، على دعوته للمشاركة في هذا الملتقى الهام، مشيداً معاليه بدور جامعة كامبريدج ومنظمي الحدث في جمع هذه المجموعة المتميزة من الشخصيات الدبلوماسية لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي. وشدَّد معاليه على أن الملتقى لهذا العام يحمل أهمية خاصة نظراً للظروف الاستثنائية والصعبة التي تشهدها المنطقة والعالم ونشوب العديد من الأزمات والتوترات في مناطق مختلفة من العالم، وهو الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود لتعزيز التشاور والتنسيق والتعاون بين الدول، لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة. وتطرق معاليه إلى الأحداث الجارية في العالم ومنها التصعيد في غزة والضفة الغربية وتأثيره على الأمن الإقليمي، موضحاً بأن مجلس التعاون يحث المجتمع الدولي بصورة دائمة للقيام بمهامه وواجباته باتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار ووقف التصعيد والعنف ضد الفلسطينيين، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما تحدَّث معاليه خلال كلمته عن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ومنها جهود مجلس التعاون في دعم الاستقرار في اليمن من خلال المشاورات اليمنية اليمنية والوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار، وأشار كذلك إلى الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، وجهود مجلس التعاون في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية مثل الأزمة السودانية والصراع الأوكراني الروسي. من جانبه، أعرب مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر خلال كلمته الترحيبية عن امتنانه لجميع المشاركين في الملتقى، مشيراً إلى أنَّ "المجتمع العلمي مستمر في الاستجابة لندائنا" الذي لا يبني إلا على نجاح الماضي، وتقديم وجهات نظر متنوعة حول القضايا التي ربما تكون أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى. وعقب الجلسة الافتتاحية، شهد الملتقى جلسة نقاشية شاركت فيها السفيرة الشيخة جواهر ابراهيم دعيج الصباح مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الانسان بدولة الكويت، والسفيرة نانسي عبدالله جمال رئيس قطاع الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية بمملكة البحرين، والدكتورة منال حسن رضوان المستشار في وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية. وعلى مدي يومي 10 و11 يوليو تواصلت أعمال الملتقى من خلال 13 ورشة عمل تناولت عبر أوراق ومساهمات بحثية مجموعة واسعة من موضوعات السياسة الدولية والاقتصاد والأمن والطاقة، والعلوم والاجتماعية، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بمنطقة الخليج. وتناولت ورشة العمل الأولى موضوع "نحو تحالف عالمي: دول الخليج ومجموعة بريكس+ ومستقبل النظام العالمي"، فيما ناقشت ورشة الثانية العمل الثانية موضوع "مجلس التعاون الخليجي بين إقليم كوردستان والعراق". وسلَّطت ورشة العمل الثالثة الضوء على موضوع "تأمين المستقبل: توجهات دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع التسليح وتكنولوجيا الحرب والسياسة الدفاعية"، بينما ركزت ورشة العمل الرابعة على قضية "التحديات الاقتصادية الهيكلية التي تواجه اقتصادات دول الخليج في مسيرتها نحو التنويع الاقتصادي والاستدامة". أمَّا ورشة العمل الخامسة فناقشت موضوع: "الخليج الأزرق: نماذج وأنظمة مبتكرة للبيئات والمجتمعات المستدامة لمواجهة تحديات التغير المناخي وارتفاع مستوى سطح البحر"، في حين جاءت ورشة العمل السادسة تحت عنوان: "الأسرة الخليجية: بين التغيير والتمسك بالموروث". وكان موضوع "توجه دول الخليج نحو الرياضة: توجهات محلية وعالمية" هو محور ورشة العمل السابعة، فيما استقصت ورشة العمل الثامنة موضوع "مستقبل الذكاء الاصطناعي في منطقة الخليج العربي: الفرص والتحديات". وناقشت ورشة العمل التاسعة قضية "دبلوماسية النزاعات في الخليج والعالم: استراتيجيات الوساطة ومؤشرات النجاح"، بينما بحثت ورشة العمل العاشرة موضوع "الهجرة إلى دول الخليج العربي". وتناولت ورشة العمل الحادية عشرة مسألة "مستقبل الطاقة في الخليج: نحو أمن واستدامة الطاقة"، بينما ركزت ورشة العمل الثانية عشرة على موضوع: "طريق الحرير أم طريق التوابل؟ تعزيز أواصر العلاقات الخليجية مع آسيا وأفريقيا وأوروبا"، وناقشت ورشة العمل الثالثة عشرة قضية "سياسات وتدابير التغير المناخي في الخليج". تجدر الإشارة إلى أن "ملتقى الخليج للأبحاث" الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث سنوياً منذ عام 2010م في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، يعد أهم ملتقى بحثي دولي للأبحاث والدراسات المتعلقة بمنطقة الخليج.

مشاركة :