السيناريست مدحت العدل، صاحب أرقام قياسية في تاريخنا الفني، سواء في الشعر الغنائي أو في التلفزيون والسينما، قدم أعمالاً ارتبط بها الجمهور العربي مثل همام في أمستردام، ومسلسل الداعية، وأغنية الحلم العربي، وأخيراً مسلسل حارة اليهود، الذي كان من أنجح الأعمال في رمضان الماضي. حول مشروعاته الفنية المقبلة، ومشواره الطويل في مجال الكتابة التي عشقها، فاعتزل الطب وتفرغ لها، كان لنا معه هذا الحوار: * بداية كيف واتتك الجرأة لكتابة مسلسل الداعية وتقديمه في عهد الإخوان؟ - بالطبع كان ذلك من المخاطرة، لكني امتلكت الشجاعة وأمسكت بقلمي وكتبته، لأنني أفكر بشكل مختلف عن المنتجين والكتاب، آخر ما أضعه في اعتباري هو العامل المادي، فالمهم هو الهدف والقيمة، في ظل مد المدعين للإسلام، دخلت في موضوع الداعية، بعد أن أصبح الدعاة نجوماً، ووصلوا لمرحلة تهديد المشروع الوطني المصري، كتبت عن كيفية تحول شاب ضحل دينياً إلى نجم، هذا الشاب حوَّله الحب والفن بعد ذلك إلى إنسان رائع، فقرر المتأسلمون أن يقتلوه، المسلسل كان قضية حياة أو موت، ليس لشركة العدل جروب، ولكن للوطن. * ما الرسالة التي أردت تقديمها بالضبط؟ - أردت أن أقول: لا تفتروا لمن يتحدث باسم الله، الإسلام شيء ومن يتحدث عنه شيء آخر. * ألم تخش من عدم بيع المسلسل؟ - لولا ثورة 30 يونيو لما بيع المسلسل، كل المحطات خافت أن تشتريه، جميعها بدون استثناء، وبعد الثورة، أكبر عدد منها اشترته. * في فيلم أصحاب ولا بيزنس، تعاطفت مع القضية الفلسطينية، وفي مسلسل حارة اليهود تعاطفت مع اليهود المصريين، ما هذا التناقض؟ - كل عمل فني له وقته وظروفه، القضية الفلسطينية في قلب الجميع، أما بخصوص مسلسل حارة اليهود، فأردت أن أبين فيه أن الصراع بيننا وبينإسرائيل سياسي وليس دينياً، خرجت عن الشكل النمطي في تقديم الشخصية اليهودية ذات الأنف المعقوف، التي تتآمر طوال الوقت، فأنا قدمت 9 شخصيات يهودية، 3 منها يحبون مصر، و6 يناصرون إسرائيل، فاليهود المصريون كانوا جزءاً من نسيج المجتمع المصري، وكانت منهم شخصيات وطنية مثل يعقوب صنوع وشحاتة هارون، وغيرهما. * الأحداث تدور عام 1948، وأغنية يا مسافر وناسي هواك التي تم تقديمها في المسلسل كانت من فيلم شاطئ الغرام عام 1950، ألم تنتبه لهذا الخطأ؟ - لا أتذكر هل كتبتها أنا أم وضعها المخرج، لأنني أحياناً أكتب كلمة أغنية ثم أترك للمخرج الاختيار، لكن على كل حال مثل هذه الأخطاء تحدث في جميع الأعمال، حتى على مستوى العالم، لكن الأحداث التاريخية دقيقة تماماً، وكان معنا شخص من الطائفة اليهودية أثناء التصوير، لتلافي أي خطأ. * ما مصير مسلسل فعل فاضح؟ - كتبته للفنانة غادة عبد الرازق، وكان مقرراً تصويره، لكن تم تأجيله. * ومسلسل الشهرة لعمرو دياب؟ - سنصور جزءاً منه قبل رمضان هذا العام، ونستكمل التصوير بعد العيد، وسيعرض في 2017، والمسلسل ليس قصة حياة عمرو دياب كما أشيع، وبالمناسبة عمرو مرعوب من التصوير. * ما أزمة فيلم الراهب؟ - فيلم الراهب صورنا منه أسبوعاً ثم توقف، لأن الرقابة قلقة منه، رغم أني حصلت على موافقة الكنيسة، لكن مشكلة الرقابة أنها تضم مجموعة من الموظفين، تم تعيينهم عشوائياً. * بدأت الكتابة بالفانتازيا، ثم اتجهت للواقعية، ما السبب؟ - بدايتي في السينما كانت من خلال فيلم آيس كريم في جليم، ثم انطلقت، وقدمت الفانتازيا كما في فيلم حرب الفراولة وغيره، لأنني كتبت السينما كما كنت أشاهدها في الخارج، ثم اتجهت للواقعية، لأنها تعكس المجتمع، وعاهدت نفسي أن أقدم قضية في كل عمل، ولا أكتب إلا ما يرضي ضميري، وما ترضى عنه الأسرة المصرية، فمهمة الفن أن يلتحم مع الناس، ولا ينفصل عن الواقع، ويعيش في برج عاجي. * لماذا ابتعدت عن السينما واتجهت للتلفزيون؟ - هناك تحالف ثلاثي يحتكر سوق التوزيع، ويستطيع إفشال أي فيلم، وكان سبباً في تراجع شركة العدل جروب، التي أنقذت السينما من حالة الموت السريري، ومنحت الفرصة للشباب للبطولة المطلقة بداية من فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية، مروراً بفيلم همام في أمستردام، وغيرهما، واتجاهي لمجال الدراما التلفزيونية أتاح لي الوصول لأكبر شريحة من الناس والأعمال كلها قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني، قدمنا مسلسل قضية رأي عام عن الاغتصاب ومسلسل ريا وسكينة عن جرائم القتل بغرض السرقة، وفي 2012 قدمنا بجسارة مسلسل الداعية عن تجار الدين، العام الماضي قدمنا حارة اليهود عن المجتمع المصري، إبان حرب فلسطين، وتحت السيطرة عن الإدمان، وبين السرايات عن التعليم، نحن الشركة الوحيدة التي تنتج المسلسل قبل أن تتفق على بيعه. * ماذا عن مشروع 10 أفلام في السنة الذي أعلنته؟ - حال السينما حالياً معروف للجميع، وعندنا في الشركة، اقترحنا هذا المشروع بشرط أن تكون أفلاماً قليلة التكاليف، على أن تكون بوجوه جديدة ونصوص جيدة، ونتمنى أن نكون أصحاب اتجاهات سينمائية جديدة بهذا المشروع، فكل الاتجاهات السينمائية الجديدة خلقت من رحم أزمة. * ومشروع المسرح؟ - مجال المسرح غير مربح، لكن في عنقنا دين لهذا الوطن، لذا فقد استأجرنا بالفعل مسرح الزمالك لتقديم 12 مسرحية في السنة، بواقع مسرحية كل شهر، بطولة نجم شهير، ومعه مجموعة من الشباب، المشروع بالتعاون مع المخرج خالد جلال وهو رجل محترم، وله باع في اكتشاف شباب موهوب. * لماذا توقف برنامجك أنت حر؟ - الدورة الأولى منه انتهت، وسيعود الشهر المقبل، لكن على القناة الثانية الرسمية لتلفزيون الدولة، والقناة الفضائية المصرية، وسأطرح فيه أفكاراً تنويرية عن المبدعين في الفن والصناعة والعلم. * اعتزلت الطب من أجل الكتابة ألم تكن مغامرة؟ - بالطبع مغامرة، لكنني أقول لأي شاب، افعل ما تحبه، يوسف إدريس ومصطفى محمود ويحيى الفخراني وخالد يوسف اعتزلوا مهنتهم التي درسوها سنوات طويلة من أجل الإبداع، أياً كان شكله، الموهبة لا تشترط وظيفة معينة، وما ساعدني أني وجدت داخل أسرة فنية، وأتيح لي ما لم يتح لغيري، لذا فمغامراتي كانت محسوبة، وما كنت لأترك الطب إذا لم ينجح فيلمي الأول. * ما جديدك خلال الفترة المقبلة؟ - على المستوى الشخصي، سيصدر قريباً ديوان شعر بعنوان وجوه، أما على صعيد الشركة يجري حالياً تصوير مسلسل سقوط حر بطولة نيللي كريم، ومسلسل خيط حرير بطولة يسرا.
مشاركة :