أبوظبي (وام) يعبر كوكب عطارد أمام قرص الشمس يوم الاثنين الموافق 9 مايو المقبل في حدث فلكي نادر يمكن مشاهدته من الوطن العربي وتسمى هذه الظاهرة فلكياً بـ«العبور»، في حين لا يمكن مشاهدة هذه الظاهرة بالعين المجردة بل بالتلسكوبات الصغيرة، ولكن من الضروري جدا استخدام مرشح شمسي خاص؛ لأن النظر مباشرة نحو الشمس يؤدي لفقدان النظر الدائم. وبهذه المناسبة سينظم مركز الفلك الدولي بالتعاون مع جمعية الإمارات للفلك رصداً عاما للحدث من مدينة أبوظبي من منطقة الكاسر بالقرب من مركز المارينا وذلك ابتداءً من الساعة الثالثة عصراً وحتى غروب الشمس. سيبدأ العبور الساعة 11:12 صباحاً بتوقيت غرينتش وسيصل إلى الذروة الساعة 02:58 عصراً بتوقيت غرينتش وسينتهي الساعة 06:42 مساء بتوقيت غرينتش لتكون مدة العبور سبع ساعات ونصف، ولأن كوكب عطارد عبارة عن قرص وليس نقطة فإن قرص كوكب عطارد يحتاج إلى 11 ثانية ليدخل أو يخرج من الشمس كاملاً. ولا يحدث العبور إلا لكوكبي الزهرة وعطارد فقط.. ويحدث العبور عندما يمر الكوكب بين الأرض والشمس ويكون على نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس وعندها يبدو الكوكب كقرص أسود صغير أمام قرص الشمس، وفي حين أنه يمكن رؤية عبور كوكب الزهرة بالعين المجردة فإن عبور كوكب عطارد لا يمكن رؤيته إلا باستخدام الأجهزة الفلكية ولذلك ينصح الراغبون برؤية الحدث بالمشاركة في إحدى الأرصاد العامة التي تقيمها الجمعيات الفلكية للجمهور في الأماكن العامة. وبشكل تقريبي يبدأ العبور وينتهي في الوقت نفسه، إذ أن فروق التوقيت في هذا الحدث بين الدول العربية لا تتجاوز الدقيقتين، وستكون أبوظبي ومسقط من أوائل العواصم العربية التي ستشهد الحدث، حيث سيبدأ العبور في مسقط في الساعة الحادية عشرة وإحدى عشرة دقيقة بتوقيت غرينتش في حين أنه سيبدأ في أبوظبي في الساعة الحادية عشرة وإحدى عشرة دقيقة وست ثوان بتوقيت غرينتش، ثم يبدأ في الرياض ونواكشوط عاصمة موريتانيا كآخر عاصمة عربية يبدأ فيها العبور، وستكون موريتانيا والمغرب وغرب الجزائر الدول العربية الوحيدة التي يمكنها مشاهدة العبور كاملاً، حيث ستغيب الشمس في باقي الدول العربية قبل انتهاء العبور، وعليه فإن الدول العربية الواقعة في الغرب هي الأفضل لرصد هذه الظاهرة الفلكية النادرة. يذكر ان آخر عبور لكوكب عطارد كان في 6 يونيو 2012 وسيكون المقبل بمشيئة الله في 11 نوفمبر 2019 والذي يليه سيكون في 13 نوفمبر 2032 وبشكل عام يحدث عبور عطارد 13 مرة في القرن.