تتجه الأنظار الأحد إلى القمة المرتقبة حيث يواجه الصربي نوفاك ديوكوفيتش الإسباني كارلوس ألكاراز حامل لقب النسخة الماضية في نهائي بطولة ويمبلدون للتنس، وسط تطلع لإحراز اللقب والتربع على عرش الكرة الصفراء. لندن - قدم نوفاك ديوكوفيتش، البطل سبع مرات، بعضا من أفضل لمحاته ليتفوق على الإيطالي لورينتسو موسيتي المصنف 25 بنتيجة 6 -4 و7-6 و6-4 الجمعة ويبلغ نهائي بطولة ويمبلدون للتنس للمرة العاشرة حيث سيواجه حامل اللقب كارلوس ألكاراز في تكرار لمباراة 2023 المثيرة. وسيكون لقاء الأحد هو المرة الأولى التي يتنافس فيها نفس الثنائي على لقب البطولة في عامين متتاليين منذ مواجهة الصربي ومنافسه الكبير روجر فيدرر في 2014-2015. وقال ديوكوفيتش للجماهير في الملعب الرئيسي “لقد قلت ذلك مرات عديدة، ويمبلدون كانت حلم طفولتي أن ألعب وأفوز. حلمت منذ أن كنت طفلا في السابعة من عمري باللعب في أفضل ملعب في العالم". وأضاف "كنت أصنع جوائز مقلدة لويمبلدون من أي مادة موجودة في الغرفة. كانت رحلة مذهلة. أحاول ألا أعتبر ذلك أمرا مفروغا منه في كل مرة أجد نفسي فيها في هذا الملعب الفريد. لا أريد أن أتوقف هنا. آمل في الفوز باللقب". ومع استمرار امتلاء الملعب الرئيسي بعد فوز ألكاراز 6-7 و6-3 و6-4 و6-4 على دانييل ميدفيديف المصنف الخامس قبل فترة قصيرة كسر ديوكوفيتش المصنف الثاني إرسال منافسه بعد تبادل ماراثوني للضربات شمل 26 تسديدة في الشوط السادس من المجموعة الافتتاحية. ورفع اللاعب المخضرم (37 عاما) ذراعيه وطلب من الجماهير تشجيعه بعد غضبه منها في مباراة الدور الرابع التي فاز فيها على هولجر رونه لمساندتها منافسه وإطلاق صيحات استهجان ضده لكن ذلك دفع موسيتي إلى الرد إذ كسر اللاعب الإيطالي (22 عاما) إرسال ديوكوفيتش ليجعل النتيجة 4 – 5 بضربة أمامية قبل أن يهدي المجموعة لمنافسه بعد ذلك بسبب إرساله السيء. وأصلح موسيتي الأمور في المجموعة الثانية ليتقدم 3 – 1 لكن ديوكوفيتش لم يكن منزعجا واستعاد مستواه بشكل كبير في النهاية ليحسم الشوط الفاصل. ومع اقترابه من الوصول إلى النهائي للمرة السادسة على التوالي في نادي عموم إنجلترا والأول له في موسم غير معتاد، كسر اللاعب الحاصل على 24 لقبا في البطولات الأربع الكبرى إرسال منافسه في الشوط الأول بالمجموعة الثالثة بضربة خلفية ناجحة. ونوع ديوكوفيتش طريقة لعبه ليصبح موسيتي في ورطة قبل أن يحبط انتفاضة متأخرة من اللاعب الإيطالي لينقذ نقطة لكسر إرساله وينتصر في رابع فرصة لحسم المباراة عندما أرسل موسيتي الكرة بعيدا. واحتفل ديوكوفيتش بالفوز من خلال تقليد العزف على الكمان بمضربه، في إشارة إلى ابنته في المدرجات التي تتعلم العزف على الآلة، لكنه أثار المزيد من صيحات الاستهجان من الجماهير. ولن يمانع ديوكوفيتش في أن يكون الشرير إذا تمكن من تحقيق لقب ويمبلدون الثامن معادلا الرقم القياسي للرجال، خاصة وأن مشاركته كانت محل شك بعد أن خضع لجراحة في الركبة قبل خمسة أسابيع فقط. ◙ ديوكوفيتش احتفل بالفوز من خلال تقليد العزف على الكمان بمضربه، في إشارة إلى ابنته التي تتعلم العزف على الآلة وقال ديوكوفيتش "لقد جئت إلى لندن قبل ثمانية أيام من بدء البطولة. لم أكن أعرف (إذا كنت سألعب). كنت أبقي كل شيء مفتوحا حتى يوم القرعة. لقد لعبت عدة مجموعات تدريبية مع أفضل اللاعبين وأثبت ذلك لي أنني كنت في حالة جيدة بما يكفي ليس فقط للمشاركة في ويمبلدون، ولكن أيضا للوصول إلى أبعد مدى في البطولة. أحتفظ دائما بهذا النوع من التفكير. شكرا لأفراد الفريق المعاون لمساعدتي". وتحسر موسيتي، الذي استدرج ديوكوفيتش إلى خمس مجموعات في رولان غاروس الشهر الماضي، على هزيمة أخرى وفرصة ضائعة جديدة لتحقيق مفاجأة كبيرة. وقال موسيتي "كانت هذه هي المرة السابعة التي نلعب فيها ضد بعضنا البعض ولم يكن ديوكوفيتش بهذه القوة من قبل. أنا معجب به جدا.. أعتقد أن التنس الذي يقدمه يتناسب بشكل جيد مع هذه الأرضية. خاصة كيفية رد الضربات. حسم النقاط المهمة، خاصة في المجموعة الثانية، كما هو الحال في النهاية، أتيحت لي فرص لكسر إرساله، لكنه كان يرسل بشكل جيد حقا. لقد استحق الفوز". من جهته، استعاد كارلوس ألكاراز أخيرا أفضل مستوياته ليتغلب على دانييل ميدفيديف ويصعد إلى نهائي بطولة ويمبلدون للتنس للمرة الثانية تواليا إذ تعافى حامل اللقب من مجموعة أولى متقلبة ليهزم منافسه الروسي 6 – 7 و6 – 3 و6 – 4 و6 – 4 الجمعة. وافتقر ألكاراز، الذي عانى من تراجع التركيز خلال مبارياته في هذه النسخة حتى الآن، للقوة ليحسم ميدفيديف المجموعة الأولى بعد شوط فاصل. لكنه رفع مستواه ليفوز على المصنف الخامس الروسي من الدور قبل النهائي للعام الثاني على التوالي. واحتاج بطل فرنسا المفتوحة إلى خمس مجموعات ليتغلب على فرانسيس تيافو في الدور الثالث وأربع مجموعات ليتغلب على أوجو أومبير في الدور التالي كما تأخر أمام الأميركي تومي بول في دور الثمانية. لذلك، كان بوسع ميدفيديف، بطل أميركا المفتوحة 2021 والذي خسر أمام ألكاراز بمجموعات متتالية حين التقيا في نفس المرحلة العام الماضي، الفوز بالمباراة بعدما حسم المجموعة الأولى في الشوط الفاصل. لكن عندما بدا أن ميدفيديف وضع اللاعب الإسباني في موقف صعب، تماسك ألكاراز وفي غمضة عين انتزع المباراة من اللاعب الروسي. وقال ألكاراز "كان يسيطر على المباراة وينفذ ضربات الإرسال بشكل رائع. كان من الرائع التقدم 2-1 وبعد ذلك تمكنت من الاستمتاع بالمباراة. بشكل عام أعتقد أنني قدمت مباراة جيدة". ولخصت المجموعة الأولى مشوار ألكاراز في البطولة حتى الآن إذ تخللتها تسديدات مذهلة وفي الكثير من الأحيان أخطاء سهلة وهي هدايا قبلها ميدفيديف بسعادة. وتبادل اللاعبان كسر الإرسال مرتين، ورد ألكاراز مرة أخرى عندما كان اللاعب الروسي يرسل لحسم المجموعة والنتيجة 5-3 وحصل ميدفيديف على تحذير من الحكم بسبب رد فعله. ومع ذلك، لا يبدو أن هذا قد أخرجه عن المسار، حيث أنهى الشوط الفاصل لصالحه سريعا. لكن الرجل الذي قال ألكاراز عنه قبل البطولة إنه "مثل الجدار المنيع" أظهر هشاشة كبيرة. وبدأ ألكاراز في ممارسة ضغط أكبر على منافسه مع تحين اللحظة المناسبة. وكسر إرساله في الشوط الرابع من المجموعة الثانية بضربة أمامية قوية وبعد أن أدرك التعادل في نتيجة المباراة زاد الضغط. وكسر إرساله ليتقدم 2 – 1 في المجموعة الثالثة عندما أرسل ميدفيديف ضربة أمامية بعيدا. وبعد أن حسم المجموعة كسر إرسال ميدفيديف مجددا في بداية المجموعة الرابعة بضربة أمامية قوية تركت ميدفيديف في حالة من الذهول وأثارت شهقات الجماهير في الملعب الرئيسي. لكن الروسي لم يستسلم وعاد لكسر إرسال منافسه على الفور لكن ألكاراز لم يسمح لمستواه بالتراجع مرة أخرى لينهي المباراة لصالحه ويقترب خطوة أخرى من لقبه الرابع في البطولات الأربع الكبرى. وأشاد ميدفيديف بمنافسه وقال إنه "لاعب متكامل". وأضاف "أعتقد أن كارلوس يختلف عن العديد من اللاعبين، لدينا جميعا تفضيلاتنا قليلا، شخص يفضل الدفاع، شخص يفضل الهجوم المضاد، شخص يفضل أن يكون أكثر جرأة. يمكنه فعل كل ذلك". انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :