هل كان سمو وزير الرياضة مقنعًا للجميع في حواره المطول مع برنامج (سقراط) الذي يُبث على منصة (يوتيوب)؟! وهل استطاعت إجاباته أن تغير من قناعات الجماهير، خصوصًا تلك التي تتعارض مع نظرية المؤامرة أو المظلومية التي تسيطر على شريحة يقودها ووقودها شرذمة من إعلاميين ومغردين وجدوا بضاعتهم في التحريض والتأليب؟!. بعض إجابات الوزير لم تأتِ على هوى تلك الشريحة، ولم ولن يغير حديثه من تفكير عقول سلَّمها أصحابها لمنتفعين يعلمون جيدًا أنَّ أدوارهم ستكون معدومة في أي بيئة فكرية نظيفة ومتزنة، أمَّا العقلاء فيدركون الواقع جيدًا، وعقولهم ترفض مسبقًا كل الاتهامات والأقاويل والافتراءات التي نقلها المحاور لسمو وزير الرياضة قبل أن يدحضها الأمير بنفسه!. أكذوبة "اللوبي الأزرق" لم تكن بالنسبة للعقلاء بحاجة للنفي؛ فهم يدركون أنَّ من يملك هذه القوة المزعومة والنفوذ المكذوب لم يكن ليتعرض لعقوبة الحرمان من التسجيل لفترتين في قضية كنو، ولا لحرمانه من حقه في تأجيل القرار ورفض طلب التدابير الوقتية قبيل مشاركته في كأس العالم التي ذهب إليها وحقق وصافتها وهو تحت سطوة العقاب، ولم يكن ليتعرض في كل موسم لذلك الضغط الرهيب في جدولة مبارياته بحجة أنَّه يدفع ضريبة منافسته على كل البطولات!. العقلاء يدركون تمامًا أنَّ الدولة تقف على مسافة واحدة من جميع الأندية، وأنَّ الفروقات في عالم الرياضة وفي كرة القدم تحديدًا تصنعها معطيات أخرى لا علاقة لها بمنظمات الدولة وتنظيماتها؛ لكنَّ الخطاب المتعقل والعاقل لا يسمن ولا يغني من جوع عند أناس يعتقدون أنَّ ناديهم يتعرض لمؤامرة كونية في وقت تُضخ فيه مئات الملايين من وزارة الرياضة وبرنامج الاستقطاب وصندوق الاستثمار للنهوض به، بدءًا من سداد ديونه الكارثية أكثر من مرة، وإنقاذه من عقوبات دولية قاصمة أكثر من مرة، مرورًا بجلب أشهر وأغلى المدربين له، وانتهاء بتدعيمه بأشهر وأبرز نجوم العالم، فكيف لعاقل أن يصدق بأنَّ كل هذا يُقدم لكيان يُراد تدميره وإبعاده عن المنافسة؟!. ضمن الحوار أكد الأمير أنَّ مشكلة بعض الأندية إدارية وليست مالية، واستشهد بتفوق التعاون هذا الموسم على الاتحاد على الرغم من فارق الدعم المالي بينهما، ليكشف أنَّ قضية هؤلاء الذين أجَّروا عقولهم أو الذين أجَّروا أقلامهم وضمائرهم هي مع الهلال، لذلك يغمضون أعينهم عن كوارث أنديتهم الإدارية، ويتفرغون لشيطنة الهلال والتحريض عليه، وهؤلاء لن يرضيهم ويقنعهم ويحقق مفهومهم عن العدالة سوى أن يتم إيقاف الهلال ووضع العراقيل له وإبعاده عن المنافسة، فهذه هي العدالة التي ينشدونها ويطالبون بها!. قصف في وسطنا الرياضي ومع وجود مواقع التواصل لم يعد الجاهل خصيم نفسه؛ بل أصبح قائدًا ومؤثرًا وملهمًا لبعض صغار السن أو العقل!. يُريدون أن تُطلق أيديهم مجددًا للعبث بالمال العام وتوريط أنديتهم بالديون كما فعلوا وفعل غيرهم في السابق، أو سيطلقون (مهابيلهم) لتحريض الجماهير وتأليبهم وترسيخ فكرة المظلومية ونظرية المؤامرة!. حتى وزير الرياضة ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم لم يسلم من الهجوم والتكشيك لمجرد أنَّه قال (قبل) نهائي البطولة العربية إنَّها بطولة ودية!. لا تستطيع أن تلوم مشجعًا بسيطًا حين تشاهد كيف تعامل لؤي ناظر الذي كان مسؤولا قبل سنوات في اللجنة الأولمبية السعودية مع التنظيم الإداري الجديد للأندية الرياضية وتحديدًا أندية الصندوق!.
مشاركة :