مقالة خاصة: آلاف السودانيين يفرون من سنار وسط البلاد إلى القضارف بسبب المعارك

  • 7/14/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سيرا على الأقدام على مدى ثلاثة أيام فرت المسنة السودانية مكة علي، من ولاية سنار وسط السودان، حيث تدور معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى ولاية القضارف بشرقي البلاد. ومكة علي هي واحدة من آلاف النازحين الذين فروا من سنار وتدفقوا على القضارف وسط توقعات بتزايد أعدادهم خلال الفترة القادمة. وتعتبر سنار ساحة مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 24 يونيو الماضي. ويدافع الجيش السوداني عن مدينة سنار الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم، فيما تسعي قوات الدعم السريع للسيطرة عليها باعتبارها آخر مدينة مهمة بالولاية بعد أن بسطت نفوذها على مدينة سنجة عاصمة الولاية، ومدن الدندر والمزموم وجبل موية. وأدت المواجهات بولاية سنار إلى موجة نزوح واسعة لسكانها نحو ولايات القضارف وكسلا والنيل الأزرق. وقالت النازحة مكة علي البالغة من العمر (69 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أنا نازحة من منطقة جبل موية بولاية سنار، وقد أتيت إلى هنا مشيا على الأقدام، وفي ثلاثة أيام". وأضافت "لقد خرجنا من ديارنا دون أن نحمل أي شيء، وقد فقدنا كل شيء، ونحتاج لتوفير معينات الحياة". وتابعت ""تمت استضافتنا من قبل حكومة القضارف في مركز للإيواء، نحن نشكرهم على ذلك، ولكننا نعاني من نقص في الخدمات". وعلى غرار مكة علي، فرت السودانية جليلة سعيد إلى القضارف. وقالت سعيد البالغة من العمر (46 عاما) "لقد نزحت على مرحلتين بسبب الحرب، كنت قد نزحت في شهر ديسمبر الماضي من ولاية الجزيرة إلى ولاية سنار، والآن نزحت من سنار إلى القضارف، وذلك كله بسبب الحرب التي شرّدتنا من بيوتنا". وأضافت "لقد هربنا من سنار سيرا على الأقدام، ومعنا أشخاص من كبار السن مثل جدّي وجدتي، نقيم الآن في مركز للإيواء، ونحتاج للمياه، كما أن هناك انتشارا كثيفا للبعوض والذباب، وهذا يمكن أن يتسبب في انتشار الأمراض". ووفق إحصائيات حكومية بولاية القضارف، فقد وصل أكثر من 135 ألف نازح من سنار إلى القضارف. وقال مدير الإجراءات بمفوضية العون الإنساني بولاية القضارف محمد آدم محمد لـ((شينخوا)) اليوم (السبت) "لقد نزح إلى ولاية القضارف ما يزيد على 135 ألف من ولاية سنار، وقد قمنا بتكوين غرفة طوارئ عليا لإيواء هذا العدد الكبير من النازحين". وأضاف محمد "لدينا أكثر من 20 مركز إيواء تم تخصيصها لنازحي ولاية سنار، الذين واجهوا معاناة كبيرة للوصول إلى القضارف خلال فصل الخريف الذي بدأ، ووعورة الطرق". ومع تدفق النازحين، ناشد محمد المنظمات الدولية المساهمة مع جهود حكومة الولاية لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين. وقال إن "تدخل المنظمات الدولية واستجابتها ضعيفة للغاية، لدينا نقص كبير جدا في غالب الخدمات الضرورية، وكنا نتوقع دورا أكبر من هذا من قبل المنظمات الدولية". وأقامت السلطات بولاية القضارف مركزا رئيسيا للإيواء على مساحة نحو 80 فدانا لاستقبال آلاف النازحين القادمين من ولاية سنار. وأقيم هذا المركز بمنطقة أم شجيرات بمحلية القلابات الغربية بولاية القضارف، وفق رئيس لجنة إيواء النازحين بولاية القضارف أحمد الأمين آدم. وأفاد آدم في تصريح صحفي اليوم بإسكان نحو 100 أسرة قادمة من ولاية سنار في المركز بعد اكتمال الإنشاءات بالموقع ونصب الخيام التي تم توفيرها بواسطة المجلس النرويجي للاجئين. وأكد أن حكومة ولاية القضارف بذلت مجهودات مقدرة في تهيئة الموقع لاستقبال القادمين ومواقع أخرى ثانوية دائمة لايواء القادمين عبر توفير المعينات الصحية والإيوائية، بالإضافة لتوفير عيادات لتقديم الخدمات الطبية وتوفير الكوادر العاملة. ومع استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بولاية سنار، فإن التوقعات تشير إلى استمرار تدفق النازحين نحو ولاية القضارف. وذكرت منظمات أهلية أن آلاف النازحين من ولاية سنار مازالوا عالقين على الطريق بين سنار والقضارف بسبب صعوبة الحركة ووعورة الطرق وهطول الأمطار وعدم توفر مركبات النقل. وقال المركز السناري، وهو كيان قانوني غير رسمي في بيان صحفي، "يعاني الآلاف، وغالبيتهم من النساء والأطفال من الجوع والمرض وانعدام الدواء والبرد وتساقط الأمطار مع انعدام المأوي". وأضاف "كما يوجد آلاف الأشخاص العالقين بالطرق المؤدية إلى ولايتي القضارف وكسلا مع انحسار وسائل النقل والممرات الآمنة". وناشد المركز المنظمات الإنسانية التدخل الفوري لاحتواء الخطر الذي يعاني منه آلاف الفارين من الحرب بولاية سنار نحو ولاية القضارف. ووفق أرقام صادرة في وقت سابق عن سلطات ولاية سنار، فإن مدن سنار وسنجة والدندر كانت تستضيف حوالي 286 ألف نازح من الخرطوم والجزيرة، وذلك قبل تصاعد المعارك مؤخرا، وأن آلاف النازحين قد يعانون من النزوح للمرة الثانية أو الثالثة. وبلغ العدد الإجمالي للنازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 إلى نحو 7.3 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة. كما أدت الحرب إلى لجوء نحو مليوني شخص إلى دول الجوار، وخاصة مصر وإثيوبيا وتشاد وأريتريا وجنوب السودان، وفق تقارير سابقة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت نحو 13100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.

مشاركة :