لم يتوقع الشاب متعب الشمري أن تكون فكرته البسيطة التي اقترحها خلال جلسة سمر قضاها مع أصحابه أثناء رحلة برية في أحد سفوح جبال أجا، أن تشق طريقها للنجاح وتتحول إلى منفذ اقتصادي يقبل على العمل فيه كثير من الشباب العاطلين وتكون دخلا ماليا إضافيا لهم، حيث قام بتجهيز سيارة متنقلة للرحلات البرية تحوي جميع مستلزمات مثل هذه الرحلات من خيمة وفرش وحطب ودلال وأباريق وأدوات طبخ وجميع ما تحتاج إليه الرحلة البرية ليتم تأجيرها بسيارتها وسائقها على هواة البر بمقابل مادي. في البداية أوضح لـ"الاقتصادية" متعب الشمري أن هذه الفكرة راودته منذ زمن طويل خلال رحلة برية مع زملائه لتجد تأييدا كبيرا منهم وتشجيعا على البدء في تطبيقها، مضيفا: "جهزت سيارة من نوع داتسون موديل 89م كانت بحوزتي ووضعت شنطة حديدية في الصندوق الخلفي لها تحوي جميع مستلزمات الرحلة البرية من أباريق ودلال وحطب وفرش وماء وقمت بنقل كفالة سائق أجنبي يعمل معي بالراتب الشهري ليتولى استقبال الاتصالات من الزبائن بعد أن وضعت إعلانا في مواقع التواصل الاجتماعي. وأفاد أنه يتم استقبال الاتصال من الزبون الذي بدوره يحدد المكان الذي يريد الخروج إليه في سفوح جبال أجا أو النفود وتكون الأماكن قريبة للمدينة ويقوم السائق بالتحرك للموقع مبكرا مع تجهيز جميع الاستعدادات ليصل الجميع إلى الموقع وكل شيء مجهز لهم. ولفت إلى أن هذه الفكرة تريح الراغبين في الرحلات البرية القريبة التي نسميها في مصطلحنا الحائلي " قيلة " وهي الخروج من العصر إلى منتصف الليل في سفوح الجبال والأودية القريبة من المدينة، وتبدأ أسعار التأجير لليوم الواحد من 300 – 500 ريال حسب الموقع ومسافته وكذلك متطلبات الرحلة، وإذا كان هناك تجهيز عشاء يرتفع السعر لأن السائق أيضا لديه القدرة على الطبخ بمهارة. وأضاف، في بداية المشروع لم يتقبل الناس هذه الفكرة ولكن مع مرور الوقت أصبحت مطلبا لكثير منهم وشهدت إقبالا كبيرا وحجوزات كبيرة حققت مكاسب مالية جيدة ما دفع للتوسع فيها وشراء سيارتين من نوع فان وتجهيزها بمتطلبات الرحلات البرية كذلك وتشغيلها، كما أن هناك عددا من الشباب قاموا بالعمل على هذا المشروع البسيط الذي لا يتطلب رأسمال كبير. بدوره أكمل الشاب عمر سند الشمري أن مشروع تجهيز سيارات متنقلة لاستئجار متطلبات الرحلة البرية مشروع ناجح ومربح فهو لا يكلف مبدئيا سوى 20 ألف ريال مع السيارة التي تكون سيارة تستطيع حمل متطلبات الرحلة، مشيرا إلى أنه لا يمتلك وظيفة وقرر شق طريقه بهذا المشروع الذي يدر دخلا مقبولا بواقع 15 طلعة برية في الشهر وتكون في حدود المدينة مثل منتزهات مشار وعقدة والرعيلة التي تكون مسافتها قريبة، مشيرا إلى أن هناك من الشباب من لديه عدة سيارات يتم تشغيلها ويتجاوز دخله 10 آلاف ريـال شهريا.
مشاركة :