اتفاقية التجارة الحرة بين أوروبا وأمريكا مهددة بالفشل

  • 4/25/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذر سيجمار جبرييل وزير الاقتصاد الألماني من أن معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي "تي تي آي بي" ستفشل في حال لم تقدم الولايات المتحدة تنازلات، وذلك على هامش زيارة الرئيس باراك أوباما برلين للدفاع عن الاتفاقية التى تأتي في وقت يتراجع فيه التأييد لهذه الشراكة في ألمانيا والولايات المتحدة. وبحسب "الفرنسية"، فقد ذكر الرجل الثاني في الحكومة الألمانية في مقابلة مع صحيفة "هاندسبلات" الاقتصادية الألمانية أن الأمريكيين لا يريدون فتح عقودها العامة أمام الشركات الأوروبية، وهذا يتناقض كليا مع التبادل الحر، مضيفا أنه "في حال أصر الأمريكيون على هذا الموقف فلسنا بحاجة إلى معاهدة التبادل الحر والمعاهدة ستفشل". وجاء هذا التحذير في الوقت الذي افتتح فيه أوباما أمس مع ميركل المعرض الصناعي في دنفر الذي كان مناسبة للزعمين للدفاع عن مشروع اتفاق أمام الرأي العام في بلديهما، ومن المقرر أن تبدأ غدا في نيويورك جولة مفاوضات حول معاهدة التبادل الحر وستكون الـ 13 رسميا منذ عام 2013، وتهدف واشنطن وبرلين إلى التوصل إلى اتفاق هذا العام ولكن يبدو أنه من الصعب تخطي الخلافات قبل نهاية العام. ويتلخص موقف الأمريكيين في "شراء ما يصنع في أمريكا" في هذه الاتفاقية وهذا أمر "غير مقبول" حسب جبرييل، وإضافة إلى ذلك، حذر الوزير الألماني أيضا من أنه لن يوقع أي معاهدة تنص على محكمة تحكيم خاصة. وهناك اعتراض كبير على معاهدة التبادل الحر في ألمانيا حيث تظاهر ما بين 35 و90 ألف شخص في هانوفر أول أمس، والاعتراض ليس فقط خشية تدني المعايير البيئية والصحية الأوروبية، لكن ستكون هناك إمكانية أمام الشركات المتعددة الجنسية للاحتجاج على قوانين أي دولة أمام محكمة تحكيم. وحيال هذه النقطة الأخيرة، تبدو إدارة أوباما منفتحة على بدائل، حيث دعت الحكومة الأمريكية إلى الانتهاء من المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المعروفة باسم "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي" خلال هذا العام. وقالت بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأمريكية "إن البلدين قادران على إيجاد تسوية تخدم هدفهم المشترك في حماية الاستثمار مع الحفاظ على المصلحة العامة"، مضيفة أن "إدارة البيت الأبيض تريد اتفاقا وتود التوصل إليه هذا العام". وأضافت وزيرة التجارة الأمريكية أنه "يمكن للولايات المتحدة وأوروبا العمل سويا على وضع معايير للتجارة في القرن الحادي والعشرين"، ودعت الحكومة الاتحادية إلى تعزيز سعيها لإبرام اتفاقية التجارة الحرة، مشيرة إلى أنه من الضروري للحكومة الألمانية وللأوساط الصناعية الألمانية أن تروج لمزايا الاتفاقية بشكل أقوى، تماما مثلما هو ضروري القيام بذلك في الولايات المتحدة. ودافعت بريتزكر عن المفاوضات الخاصة بالاتفاقية التي يتم إجراؤها سرا، مشيرة إلى أن هناك حاجة لدرجة معينة من السرية من أجل التفاوض على إبرام اتفاق يتسم بالنجاح لكلا الطرفين. وفيما تتصدر المنتجات الألمانية معرض هانوفر الصناعي، من المتوقع أن يغتنم القادة الأمريكيون والألمان وجود هذه الحشود من رؤساء الشركات ورجال الأعمال للترويج لاتفاق التبادل الحر الجاري التفاوض بشأنه بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لدى جمهور مقتنع تماما بفائدته. من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في محاولة تدخل أخيرة مثيرة للجدل في السياسة الداخلية البريطانية "إن بريطانيا قد تنتظر عشر سنوات قبل التوصل إلى اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة إذا ما اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي". وأمضى أوباما - الذي تفصله تسعة أشهر عن نهاية ولايته - الأيام الثلاثة الماضية في لندن في إقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي، في حين يستعد البريطانيون للإدلاء بأصواتهم بشأن ما إذا كانوا يريدون خروج بلادهم من التكتل في استفتاء يجرى يوم 23 حزيران (يونيو) المقبل. وأشار أوباما إلى العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين ليحذر من أن ترك الاتحاد الأوروبي سيعتبر خطأ من وجهة النظر الأمريكية، مضيفا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" عندما سئل عن آفاق الاتفاق التجاري مع بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد "قد يستغرق الأمر خمسة أعوام أو عشرة أعوام قبل أن نتمكن فعليا من إنجاز الأمر". وبذلك كرر أوباما تحذيره السابق الذي أطلقه الجمعة الماضي من أن بريطانيا قد تجد نفسها في نهاية الصف عند توقيع اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة إذا تركت الاتحاد الأوروبي. وأثارت زيارة أوباما وتدخله في الجدل الدائر بشأن الاتحاد الأوروبي استياء الحملة الداعمة للانسحاب من التكتل التي قالت مرارا "إن البريطانيين يمكنهم التفاوض بسهولة في الاتفاقيات والتوصل إلى بنود أفضل خارج الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة". ويأتي تحذيره بعد تدخلات كبيرة أخرى في الفترة الأخيرة ألقت الضوء على التأثير الاقتصادي السلبي لخروج بريطانيا من الاتحاد في حين تظهر استطلاعات الرأي أن قطاعا كبيرا من الرأي العام البريطاني بدأ يتحول باتجاه البقاء داخل الاتحاد. وأضيفت صورة لأوباما إلى حملة المؤيدين لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد ووضع تحتها شعارا يقول "أوباما يعتقد أن بريطانيا أقوى وهي داخل أوروبا"، وتريد هيلاري كلينتون التي تتقدم سباق الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح له في انتخابات الرئاسة الأمريكية أن تبقى بريطانيا داخل الاتحاد. وانتقد بوريس جونسون رئيس بلدية لندن والقائد الفعلي للحملة الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشدة تصريحات أوباما بشأن التجارة، وقال للنسخة الإلكترونية من صحيفة ديلي ميل، "إنه من السخف التحذير من أن بريطانيا ستصبح في آخر الصف فيما يتعلق باتفاق التجارة الحرة"، مضيفا أن "بريطانيا لم تتمكن من إبرام اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة على مدى 43 عاما مضت لأننا أعضاء في الاتحاد الأوروبي". وردا على هذا الانتقاد، قال أوباما "إن تدخله مبرر نظرا للعلاقة الخاصة بين البلدين وإنه يأمل أن ينجح في إقناع بعض الناخبين البريطانيين"، مشيرا إلى أن بريطانيا لن تتمكن من التفاوض على أي شيء مع الولايات المتحدة أسرع من الاتحاد الأوروبي، ولن نتخلى عن جهود التفاوض على اتفاق تجاري مع أكبر شريك تجاري لنا وهي السوق الأوروبية. وأشار إلى أنه يأمل في انتهاء محادثات اتفاقية الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي وهي اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل نهاية ولايته على الرغم من قوله "إن الكونجرس قد لا يصدق على الاتفاق قبل مغادرته منصبه".

مشاركة :