لم تنسف المجزرة الإسرائيلية في مواصي خان يونس مخيمات النازحين فحسب، ولكن المفاوضات أيضا. فبعد 3 أيام من مباحثات على الطاولة وقصف في الميدان تم تجميد كل شيء إلى أن يثبت حسن النية في تل أبيب. القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين اتهامات واضحة لنتنياهو بمحاولة تأخير الاتفاق خوفا من خسارة ائتلافه المتشدد حيث تعهدت الأحزاب اليمينية المتطرفة بالانسحاب حال إبرام اتفاق. وبحسب مسؤول آخر فإن شرط نتنياهو ببناء آلية لمنع تحرك أعضاء حركة حماس إلى شمال غزة وكذلك السيطرة على الحدود مع مصر، تسبب في تعطيل المفاوضات لأسابيع. مصادر أمنية مصرية أعربت من جهتها عن غضب القاهرة مما وصفته بالتناقضات والتأخير من قبل المفاوضين الإسرائيليين وإدخال شروط جديدة خلافا لما تم الاتفاق عليه سابقا، ما يوحي بوجود حالة عدم اتفاق داخلي في إسرائيل بشأن الصفقة. وبحسب المصادر المصرية، فإن تل أبيب تحاول استهلاك الوقت في مفاوضات شكلية بهدف استيعاب غضب الرأي العام الداخلي لا أكثر. ووفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، اتهمت عائلات المحتجزين نتنياهو بوضع العراقيل أمام أي اتفاق محتمل، ما قد يكلفهم حياة أبنائها مطالبين بوضع الاعتبارات الشخصية والسياسية جانبا. وفي محاولة على ما يبدو لاستعاب الغضب الداخلي والدولي من المماطلة في المفاوضات، قال مسؤول أجنبي مطلع لهيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الموساد سيشارك في محادثات جديدة هذا الأسبوع في قطر. مصر والتعامل مع إسرائيل بداية، قال أحمد المسلماني، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاسترايتجية، إن رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد الذهاب نحو أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وأضاف المسلماني، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد)، أن نتنياهو معاد للسلام والتسوية السياسية، مؤكدا أنه يخشى من دخول السجن إذا ما توقفت الحرب في قطاع غزة. وأكد المسلماني أنه لا يجب أن تكون هواجس نتنياهو الشخصية سببا لقتل الأبرياء في فلسطين. وأشار إلى أن أفعال إسرائيل فيما يخص المفاوضات محبطة للغاية وغير مسبوقة، ونتنياهو يجمع ما بين الكذب والتطرف. وقال المسلماني إن مصر لديها خبرة في التعامل مع إسرائيل، حيث عانت القاهرة كثيرا من المنهجية الإسرائيلية وعمليات الابتزاز، وطرح جدول أعمال ليس جزءا من التفاوض أو العملية التفاوضية. البحث عن صيد ثمين من رام الله، قال إبراهيم ربايعة، الباحث في العلوم السياسية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد صفقة لأنه يخشى بالفعل من إسقاط حكومته إذا توقفت الحرب في قطاع غزة. وأضاف ربايعة، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد) أن نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلي أعلنوا أن الضغط العسكري سيفضي إلى استعادة الأسرى، وبالتالي فإن هذه القاعدة الإسرائيلية في التفاوض. كما أوضح ربايعة أن نتنياهو يرغب في تحميل حركة حماس فشل المفاوضات. وقال ربايعة إن نتنياهو يبحث عن (صيد ثمين) للذهاب نحو أي صفقة تبادل أسرى ومحتجزين في إشارة إلى اغتيال قيادة كبيرة في حماس.. وبالتالي يحاول الحصول على أي مكتسبات. كما أشار إلى أن ردود الفعل الغربية تجاه الانتهاكات والمجازر الإسرائيلية باتت أقل حدة، وللأسف كل هذه المعطيات تعقد المشهد التفاوضي تماما. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :