جدّد الإسباني كارلوس ألكاراس، الثالث عالمياً، تفوقه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش الثاني واحتفظ بلقب بطولة ويمبلدون الإنجليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بفوزه عليه في النهائي 6-2 و6-2 و7-6 (7-4). وكرّر ابن الـ21 عاماً سيناريو 2023 حين تغلب على منافسه في النهائي لكن بخمس مجموعات، رافعاً رصيده إلى أربعة ألقاب في البطولات الكبرى، فيما فشل ديوكوفيتش في معادلة رقم السويسري روجيه فيدرر بإحراز البطولة الإنجليزية للمرة الثامنة في مسيرته. كما فشل ابن الـ37 عاماً في الانفراد بالرقم القياسي المطلق لعدد الألقاب الكبرى في حقبتي الهواة والمحترفين والذي يتقاسمه مع الأسترالية مارغاريت كورت (24 لكل منهما). وبعد خمسة أسابيع فقط على خضوعه لجراحة في ركبته اليمنى، كان ديوكوفيتش أمام فرصة أن يصبح أكبر متوّج بتاريخ ويمبلدون في العصر الحديث للعبة، لكنه بدا عاجزاً الأحد أمام منافسه الإسباني الشاب الذي أسقط الصربي في النهائي العاشر للأخير على ملاعب نادي عموم انجلترا والـ37 في 75 مشاركة له في البطولات الكبرى. وفرّط ديوكوفيتش بفرصة أن يصبح البطل الأكبر سناً في تاريخ البطولة الإنجليزية، فيما بات منافسه سادس لاعب يحرز بطولتي رولان غاروس وويمبلدون توالياً، معادلاً أيضاً الرقم القياسي من حيث إحراز أربعة ألقاب كبرى قبل الوصول إلى عامه الثاني والعشرين والمسجل باسم الألماني بوريس بيكر والسويديين بيورن بورغ وماتس فيلاندر. وبات أيضاً عن 21 عاماً و70 يوماً ثالث أصغر لاعب يتوج بلقب البطولة الإنجليزية مرتين خلف بيكر (18 عاماً و227 يوماً في 1986) وبورغ (21 عاماً و26 يوماً في 1977)، وقال الإسباني: "بصراحة، الفوز بهذه الكأس حلم بالنسبة. أجريت مقابلة عندما كان عمري 11 أو 12 عاماً وقلت إن حلمي هو الفوز ببطولة ويمبلدون"، مضيفاً "بالنسبة لي، هذه هي البطولة الأجمل، الملعب الأجمل، والكأس الأجمل". وأشاد بديوكوفيتش، قائلاً: "إنه مقاتل لا يصدق، كنت أعلم أنه سيحصل على فرصه، كان الأمر صعباً لكني حاولت أن أبقى هادئاً قبل الشوط الفاصل وحاولت تقديم أفضل ما لدي، كنت سعيدًا في النهاية لأني تمكنت من إيجاد الحلول". ودخل الصربي اللقاء بمعنويات الفوز على ألكاراس في المواجهتين الأخيرتين بينهما في نهائي دورة سينسيناتي 2023 ثم نصف نهائي بطولة "أيه تي بي" الختامية، لكن ألكاراس بدا الأحد متفوقاً تماماً على منافسه، لا سيما في المجموعتين الأوليين اللتين كسر فيهما إرسال الأخير أربع مرات قبل أن تعود الحياة إلى ديوكوفيتش في المجموعة الثالثة لكن من دون أن يكون مجهوداً كافياً لفرض مجموعة رابعة. بداية نارية وبدأ ألكاراس بقوة من خلال انتزاعه الشوط الأول على إرسال منافسه، متقدماً 2-0 ثم 3-1 قبل أن يحسمها بشكل كبير بكسره إرسال ديوكوفيتش للمرة الثانية في الشوط الخامس، متقدماً 4-1 ثم 5-1 وصولاً إلى إنهائها 6-2 على إرساله في 41 دقيقة. وواصل الإسباني تفوقه في مستهل المجموعة الثانية وكسر إرسال منافسه للمرة الثالثة في اللقاء، ليتقدم 1-0 و3-1 ثم 5-2 بعدما كسر إرسال ديوكوفيتش مرة أخرى، قبل أن يحسمها على إرساله 6-2 مجدداً في 34 دقيقة فقط. وتحسن أداء ديوكوفيتش في المجموعة الثالثة لكن ألكاراس حصل على أربع فرص لخلق الفارق وانتزاع الشوط الثالث على إرسال منافسه الذي رفض الاستسلام وقاتل حتى أنهاه لصالحه، ثم واصل انتفاضته وحصل في الشوط السادس على فرصته الثانية فقط منذ بداية اللقاء لكسر إرسال الإسباني من دون أن ينجح في ترجمتها، ليبقى التعادل سيّد الموقف 3-3 و4-4. وحقق ألكاراس الفارق في الشوط التاسع حين حصل على ثلاث فرص لحسمها لصالحه على إرسال منافسه بعدما تقدم 40-0، ثمّ ورغم حصول الأخير على نقطة الـ40-15، كان الإسباني مصمماً على إنهائها لصالحه ونجح في تحقيق مبتغاه ليتقدم 5-4 قبل أن يرسل من أجل المجموعة والمباراة. وتقدم الإسباني 40-0 وحصل بالتالي على ثلاث فرص لإنهاء المواجهة وحسم اللقب، لكنه سمح لديوكوفيتش بالعودة 15-40 بعد خطأين مزدوجين على إرساله، و30-40 قبل أن يدرك التعادل 40-40 بعد خطأ مباشر من الإسباني. وحصل ديوكوفيتش بعدها على فرصة كسر الإرسال ونجح في ترجمتها ليدرك التعادل 5-5، قبل أن يتقدم على إرساله 6-5. وبعد فوز ألكاراس بالشوط الثاني عشر نظيفاً، احتكم اللاعبان إلى الشوط الفاصل بعد ساعة ودقيقتين من القتال بين اللاعبين خلال هذه المجموعة. وتقدم ألكاراس في الشوط الفاصل 2-1 بعد خطأ مباشر من ديوكوفيتش الذي قاتل بشراسة وأدرك التعادل 3-3 بعد خطأ مباشر من منافسه، لكنه عاد وتخلف 3-5 و4-6 بعد كرة ساقطة رائعة من الإسباني الذي حسم الشوط على إرساله 7-4، منهياً اللقاء في ساعتين و27 دقيقة.