أيقظ صوت إطلاق النار على المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، صدمات تاريخية خطرة. فعلى الرغم من أن ترامب لا يشغل منصب الرئيس حالياً، فإن إصابته تسلط الضوء على التهديد الذي يخيم دائماً على المنصب الرئاسي وأولئك الذين يترشحون له. ويحدثنا التاريخ أن أربعة من الرؤساء لقوا مصرعهم وهم في مناصبهم، وكان آخرهم جون كينيدي في عام 1963. ويبدو أن محاولة اغتيال ترامب أنهت فترة دامت 40 عاماً ظن فيها الكثيرون أن خبرة الخدمة السرية أسهمت في الحدّ بشكل كبير من مثل هذه الأحداث، وسيُلقي هذا الواقع الجديد بظلاله على الأحداث لسنوات عدة. وأثار استهداف ترامب خلال الحملة الرئاسية مقارنات باغتيال المرشح الديمقراطي روبرت كينيدي عام 1968، وهو عام امتلأ بالدماء وشهد أيضاً مقتل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور، وأعمال عنف في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو التي ستستضيف الحدث نفسه هذا العام. اغتيالات سياسية لكن العنف السياسي لم يتوقف منذ ذلك الحين. ففي عام 2011 أصيبت النائبة الديمقراطية عن ولاية أريزونا آنذاك، غابرييل جيفوردز، بتلف في الدماغ بعد استهدافها برصاصة في رأسها خلال حفل قُتل فيه ستة أشخاص. محاولة الاغتيال ستجعل ترامب بطلاً في عيني أنصاره، وأنه لا يمكن هزيمته، فقد ظل يُعامَل باحترام منقطع النظير في مؤتمراته الانتخابية، وصورته كمقاتل يتعرض باستمرار لهجوم من أعدائه ستترسخ الآن بشكل أعمق في وجدان بعض أفراد الشعب الأميركي. وخلال إصابته، حرص الرئيس السابق على استغلال تلك اللحظة وظهر في عينيه تحدٍ عجيب، ورفع قبضته وصاح في أنصاره: «قاتلوا قاتلوا»، ونظر مباشرة إلى مجموعة كاميرات التلفزيون أمامه. وستظل صور محاولة الاغتيال خالدة في التاريخ وستُثري أساطير ترامب، تماماً مثل الصورة التي تم التقاطها له في سجن أتلانتا، ولقطات عودته إلى البيت الأبيض عام 2020، بعد التغلب على عدوى خطرة بفيروس كورونا. أميركا.. تاريخ سياسي غارق في الدم تعرض رؤساء أميركيون سابقون ومرشحون للرئاسة، وأعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس لاغتيالات أو محاولات اغتيال. وقد نجا العديد من الرؤساء أو الرؤساء السابقين أو المرشحين من تلك المحاولات. ففي حقبة ما قبل الحرب الأهلية، تم إطلاق النار على الرئيس أندرو جاكسون أثناء حضوره جنازة في مبنى الكابيتول، وحاول الجاني إطلاق النار مرتين لكن البندقية فشلت. وكان الرئيس السابق ثيودور روزفلت، مثل ترامب، يحاول استعادة وظيفته القديمة خلال حملة عام 1912. وتم إطلاق النار عليه وهو في طريقه لإلقاء خطاب في ميلووكي على يد حلاق. وقال روزفلت في وقت لاحق، إن نسخة مطوية من خطابه المكون من 50 صفحة كان يتحفظ بها في ملابسه، أبطأت الرصاصة التي ظلت في جسده لبقية حياته. وألقى الكلمة رغم إطلاق النار. وكان فرانكلين دي روزفلت رئيساً منتخباً عندما أطلق قاتل محتمل النار عليه في ميامي عام 1933. وقد أخطأ مطلق النار، جوزيبي زانغارا، الرئيس روزفلت، لكنه قتل عمدة شيكاغو أنطون سيرماك، وتم إعدام القاتل صعقاً بالكهرباء. وتعرض هاري ترومان الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة بعد وفاة روزفلت، لإطلاق نار قرب البيت الأبيض من قِبل القوميين البورتوريكيين في عام 1950. حاكم ولاية ألاباما، جورج والاس، وهو من دعاة الفصل العنصري وكان مرشحاً للرئاسة للمرة الثالثة في عام 1972، تم إطلاق النار عليه بعد حملة انتخابية خارج واشنطن العاصمة. وقد أدى إطلاق النار إلى إصابته بشلل من الخصر إلى الأسفل، وفكّر في ما بعد في تغيير سياساته. وواجه الرئيس جيرالد فورد محاولتي اغتيال في تتابع سريع عام 1975. وتم الإمساك بمطلقة النار لينيت سكويكي فروم، وهي من أتباع زعيم طائفة تشارلز مانسون، قبل أن تتمكن من إطلاق النار على فورد في سكرامنتو بكاليفورنيا. وبعد أسابيع أطلقت امرأة تدعى سارة جين مور النار على فورد في سان فرانسيسكو، لكنها أخطأت الهدف لأن أحد المارة أمسك بها. وتم إطلاق النار على الرئيس رونالد ريغان عام 1981 خارج فندق هيلتون في واشنطن العاصمة، بعد إلقاء خطاب. وأصيب سكرتيره الصحافي، جيمس برادي، بجروح أكثر خطورة من إصابة ريغان، وأصبح في ما بعد ناشطاً في مجال السيطرة على الأسلحة. وقضى جون هينكلي، مطلق النار على ريغان، عقوداً من الزمن في مصحة للأمراض العقلية. وتم إطلاق سراحه من قبل الرقابة القضائية عام 2022، كما تم اتهام رجل من ولاية أيداهو بمحاولة اغتيال الرئيس آنذاك، باراك أوباما، عندما أطلق النار على البيت الأبيض في عام 2011. ويواجه جميع الرؤساء تهديدات ويحصل الرؤساء السابقون أيضاً على حماية الخدمة السرية مدى الحياة. 4 رؤساء قضوا بالرصاص أبراهام لينكولن أول رئيس أميركي يموت جراء رصاصة أطلقها عليه جون ويلكس بوث، في مؤخرة رأسه عام 1865 أثناء ظهوره في مسرح فورد في واشنطن، وكان قاتل لينكولن ممثلاً في المسرح نفسه في تلك الليلة. فرّ بوث من مكان الحادث وتم القبض عليه بعد أسابيع في فرجينيا. أطلق المواطن تشارلز غيتو النار على الرئيس جيمس جارفيلد في محطة قطار بواشنطن في يوليو 1881. وتوفي متأثراً بجراحه بعد أشهر عدة، في نيوجيرسي. وكان غيتو غاضباً لعدم حصوله على وظيفة في إدارة غارفيلد، وأُدين غيتو وشُنق في غضون عام. وقُتل الرئيس ويليام ماكينلي في سبتمبر 1901 في بوفالو (نيويورك) على يد ليون كولغوش، وهو شخص فوضوي. وتم إعدام كولغوش بالصعق بالكهرباء في وقت لاحق. وقُتل جون إف كينيدي على يد القناص لي هارفي أوزوالد في دالاس في نوفمبر 1963، بينما كان يقود سيارة ليموزين مفتوحة السقف، وتم القبض على أوزوالد، وهو متعاطف مع السوفييت، بعد أيام. وقُتل أوزوالد على يد جاك روبي في مركز شرطة دالاس. وكان شقيق جون كينيدي، روبرت كينيدي، عضواً في مجلس الشيوخ عن نيويورك عندما كان يترشح للرئاسة في عام 1968. وقد تم إطلاق النار عليه في فندق أمباسادور في لوس أنجلوس في الليلة التي فاز فيها بالانتخابات التمهيدية الديمقراطية في كاليفورنيا. ولا يزال قاتله، سرحان سرحان، في السجن في كاليفورنيا، وقد تم رفض طلب الإفراج المشروط عنه أخيراً. • محاولة اغتيال ستجعل ترامب بمثابة البطل في عيني أنصاره، وأنه لا يمكن هزيمته، فقد ظل يُعامَل باحترام منقطع النظير في مؤتمراته الانتخابية، وصورته كمقاتل يتعرض باستمرار لهجوم من أعدائه ستترسخ بشكل أعمق. • بدأ العديد من الساسة يتحسرون بالفعل على تطرف الخطاب السياسي، وأشاروا إلى ما يمكن أن يتمخض عن هذا الخطاب في دولة يسهل فيها الحصول على الأسلحة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :