أعلن مسؤولون ونواب في محافظة نينوى أن غياب خطة لإدارة المحافظة بعد «داعش»، والمخاوف من حصول عمليات انتقام، بالإضافة إلى خلافات على الحدود الإدارية، تشكل عقبات أمام تحرير الموصل. وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد أقر بوجود «مشكلة سياسية حقيقية حول المدينة»، ودعا إلى وضع «خطة لما بعد تحريرها بمشاركة كل الأطراف». وقال النائب في كتلة «التحالف الكردستاني» ماجد شنكالي لـ»الحياة» إن «رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني سبق وشدد على وضع خطة لإدارة نينوى وحل الخلافات السياسية قبل الدخول في عملية التحرير، كي لا يُهمش أي طرف لأن المحافظة عبارة عن مزيج من العرب والأكراد والأقليات ومختلف المذاهب». وأضاف أن هناك حاجة «لوضع إستراتيجية واضحة ومشتركة وتنسيق عالي المستوى بين حكومتي أربيل وبغداد والجانب الأميركي، لأننا قد ندخل في مشاكل أكثر تعقيداً من مشكلة وجود داعش، في ظل هاجس حصول عمليات انتقامية أو تغيير ديموغرافي وتهميش مكون لآخر». وأشار إلى أن إقليم كردستان «لن يقبل مطلقاً أن يعاد تهميش المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها بين حكومتي إقليم كردستان وبغداد، أو أن يُحجم دورنا كما في السابق». إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة نينوى علي خضر لـ»الحياة» إن «المناكفات هي المعطل الوحيد لعملية تحرير نينوى، والعمل السياسي هو المفتاح الرئيسي للعمليات العسكرية، والطرف الأميركي يشير صراحة إلى هذه المشكلة، لذلك فإن المعركة ستكون، في الدرجة الأساس، أميركية بمساعدة الجيش العراقي وأبناء العشائر لمسك الأرض». ولفت إلى أن «العقبات السياسية تتركز حول الحدود الإدارية، على رغم أنها لا تعتبر مشاكل لأنها رسمت وفق الدستور ويمكن حلها في البرلمان العراقي، ونحذر من العودة إلى الخلافات السابقة مع الإخوة الأكراد حول الحدود الإدارية المشتركة، لأن المسألة ترتبط بالدستور الذي يحسم المشكلة، ومن خلال التقارب بين محافظتي أربيل ونينوى نستطيع تجاوز كل الخلافات، أما الحديث عن إنشاء أقاليم في سنجار وسهل نينوى وتلعفر، فذلك من شأن سكانها». وأضاف: «لا نرغب في أن تعود الأطراف السياسية إلى المربع الأول من الخلافات، بل التركيز على بناء الإنسان لنتجنب الويلات، لأن ضعف الإدارة السابقة وكثرة المناكفات السياسية مع الحكومة الاتحادية كان السبب في سقوط المحافظة». وأكد «وجود مخاوف حقيقية من حصول عمليات انتقام بعد تحرير الموصل، وهذا يتطلب التوعية عبر الإعلام لأن المسألة هي حرب فكر وليست حرب أشخاص أو نزاع عشائري، ومع أول عودة إلى الموصل نحتاج إلى برامج على الصعيد التربوي لإعادة تأهيل الأطفال، لأننا سنواجه مشاكل جوهرية غائبة عن الإعلام اليوم».
مشاركة :