أعرب الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الاثنين) عن استعداده للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان إذا كان ذلك "يؤدي لنتائج ويحقق مصلحة بلاده"، معتبرا أن اللقاء بحاجة إلى "قواعد ومرجعيات عمل" لينجح في تحسين علاقات البلدين. وقال الأسد في تصريحات خلال الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) بشأن لقاء أردوغان إنه "إذا كان اللقاء يؤدي لنتائج أو إذا كان العناق أو إذا كان العتاب أو إذا كان تبويس اللحى (..) يحقق مصلحة البلد، فأنا سأقوم به". وتابع "ولكن المشكلة لا تكمن هنا، تكمن ليس في اللقاء وإنما في مضمون اللقاء". وتساءل الأسد "ما هي مرجعية اللقاء.. هل ستكون هذه المرجعية هي إلغاء أو إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب، والانسحاب من الأراضي السورية؟ هذا هو جوهر المشكلة لا يوجد سبب آخر، فإذا لم يكن هناك نقاش حول هذا الجوهر فماذا يعني لقاء؟". لكنه أكد "أن طرح اللقاء قد يكون هاماً باعتباره عبارة عن وسيلة لتحقيق هدف.. ما هو الهدف؟ لم نسمع ما هو الهدف.. حل المشكلة.. تحسين العلاقات.. إعادتها إلى الوضع الطبيعي". وأردف قائلا "إن اللقاء هو وسيلة، والوسيلة بحاجة إلى قواعد ومرجعيات عمل لكي تنتج، فإن لم تنتج فقد تصبح العلاقات أسوأ، فشل هذه الوسيلة في مرحلة من المراحل قد يجعلنا نذهب باتجاه أسوأ وندفع الثمن أكثر". وقال الرئيس السوري "نحن إيجابيون تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة، وهذا هو الشيء الطبيعي.. لا أحد يفكر بأن يخلق مشاكل مع جيرانه، ولكن هذا لا يعني أن نذهب من دون قواعد"، مضيفا أنه "لذلك سوريا أصرت على أن اللقاء ضروري بغض النظر عن المستوى". وأشار إلى "أن هناك لقاء يرتب على المستوى الأمني من قبل بعض الوسطاء". وأكد الأسد "نحن لسنا ضد أي إجراء، لقاء أو غير لقاء، المهم أن نصل لنتائج إيجابية تحقق مصلحة سورية ومصلحة تركيا بنفس الوقت". وكان الرئيس التركي قد أعلن في الخامس من يوليو الجاري أن أنقرة قد تبدأ عملية تطبيع جديدة مع دمشق، وقد يوجه دعوة إلى الرئيس السوري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعد يومين أعرب أردوغان عن استعداده لإصلاح العلاقات بين تركيا وسوريا، قائلا إنه إذا اتخذ الرئيس السوري خطوة تجاه تحسين العلاقات مع تركيا "سنرد بشكل إيجابي على هذا النهج"، وفق وكالة أنباء ((الأناضول)) شبه الرسمية. وتشترط دمشق عودة الوضع الذي كان سائداً قبل العام 2011 لعودة العلاقات الطبيعية مع تركيا، وتطالب بـ"أسس واضحة" في أي مبادرة لتحسين علاقات البلدين، أبرزها الانسحاب التركي من الأراضي السورية. وفي 26 يونيو الماضي أكد الرئيس السوري خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف انفتاح بلاده على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا. فيما أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في يونيو أن الشرط الاساسي لأي حوار سوري تركي هو أن تقوم أنقرة بإعلان استعدادها للانسحاب من الأراضي التي تحتلها، مشددا على أنه لا يمكن أن نتفاوض مع دولة تحتل أرضنا. وكان وزير الدفاع التركي يشار غولر أكد مؤخرا أن بلاده تدرس إمكانية سحب قواتها من سوريا بشرط أن يتم ضمان بيئة آمنة وأن تكون الحدود التركية آمنة. وساءت العلاقات بين دمشق وأنقرة بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.
مشاركة :