يتواصل القصف كثيفاً في غزة، جرّاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر في القطاع، فيما تتلاشى الآمال بالتوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار وسط تفاقم «الأوضاع الإنسانية». وخلال اجتماع في واشنطن، عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمسؤولَين إسرائيليين كبيرين عن «القلق العميق» الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنّها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في قطاع غزة وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح، بحسب المتحدث باسمه ماثيو ميلر. وأكد ميلر أن وزير الخارجية ناقش مع المسؤولَين الإسرائيليين سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق بموجب الشروط التي وضعها الرئيس جو بايدن في 31 مايو، حسبما صرح المسؤولان الإسرائيليان. وفي وقت استؤنفت الجهود الدبلوماسية على أمل التوصل لوقف إطلاق النار، أعلن قيادي بالفصائل الفلسطينية، الأحد الماضي، وقف المفاوضات الجارية عبر الوسطاء بسبب عدم جدية إسرائيل، وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة التي تتبعها، وارتكابها المجازر بحق المدنيين العزل. إلى ذلك، اعتبرت منظمات إنسانية أن الأحداث الأخيرة في غزة فاقمت من الكارثة الإنسانية بالقطاع المدمر، منددة بعرقلة إسرائيل دخول المساعدات الإغاثية وإغلاق المعابر. وفي تقرير نُشر، أمس، حذّرت 13 منظمة إنسانية غير حكومية من تدهور وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع تكثيف العمليات الإسرائيلية. ولفتت المنظمات إلى أن سيطرة الجيش الإسرائيلي منذ مايو على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، تسببت «بالوقف الكامل» لإيصال المساعدات. ونوّهت المنظمات إلى أن إسرائيل سهّلت 46% فقط من المهمات الإنسانية المقررة (53 من أصل 115). وفي شمال قطاع غزة، أصبحت نحو 20% من الأسر مصنّفة في وضع «كارثي» و50% في حالة «طوارئ» بسبب خطر المجاعة، بحسب المنظمات التي أشارت إلى أن توزيع المساعدات في هذه المناطق محدود جداً. من جهتها، تنفي إسرائيل انتشار المجاعة في غزة وتتهم الأمم المتحدة بأنها مسؤولة عن عرقلة وصول المساعدات. في الأثناء، قُتل 44 شخصاً على الأقل في ثلاث غارات جوية مكثفة، في أقل من ساعة على قطاع غزة أمس، إحداها استهدفت مدرسة في مخيم النصيرات في الوسط، وفق ما أعلن الدفاع المدني في بيان مقتضب. وأكدت إسرائيل من جانبها أنها نفذت غارتين. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «ثلاث مجازر بأقل من ساعة بحق النازحين في منطقة العطار غرب خان يونس، ومدرسة الرازي بمخيم النصيرات، وتجمع للمواطنين بمحيط دوار الشيخ زايد شمال قطاع غزة»، مضيفاً قتل أكثر من 44 شخصاً، وعشرات الجرحى منهم حالات خطيرة». في وقت سابق، أعلنت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني تعامل طواقمها مع 5 قتلى و8 إصابات، جراء استهداف قوات الاحتلال مدرسة الرازي في مخيم النصيرات. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه ضرب نشطاء كانوا يعملون في مدرسة تابعة للأونروا في منطقة النصيرات، قاموا بالتخطيط وتوجيه العديد من الهجمات ضد قواته في قطاع غزة. وأعلنت مصادر طبية مقتل 17 شخصاً، وإصابة أكثر من 26 في غارة قرب محطة وقود العطار في مواصي خان يونس. وتعرضت منطقة المواصي التي أعلنتها إسرائيل «آمنة» وطلبت من النازحين التوجه إليها لقصف عنيف السبت الماضي أسفر عن مقتل 92 شخصاً على الأقل.
مشاركة :