قتل 44 فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات بجروح متفاوتة في غارات إسرائيلية متزامنة جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية اليوم (الثلاثاء). ففي خان يونس جنوب القطاع قصفت طائرة إسرائيلية منطقة "العطار" التي يتواجد فيها خيام نازحين تؤوي مئات العائلات في منطقة المواصي غرب المدينة وفق ذكرت مصادر أمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)). وذكر شهود عيان أن جثث عدد من الأشخاص كانت ملقاة على الأرض ومدرجة بالدماء بينها نساء، فيما نقلت مركبات مدنية إصابات إلى المستشفيات. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان مقتضب إن الجيش الإسرائيلي ارتكب "مجزرة مروعة" بحق النازحين في مواصي خان يونس ما أدى إلى مقتل 17 فلسطينيا وأكثر من 26 جريحا. وجاءت الغارة بعد أيام من قصف طائرات حربية إسرائيلية يوم (السبت) الماضي لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس ما أدى لمقتل 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال. وتزامنا مع الغارة في خان يونس استهدفت طائرات إسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل مدرسة تابعة للأونروا في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع. وقالت مصادر أمنية لـ ((شينخوا)) إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مدرسة "الرازي" التي تؤوي عائلات نازحة جنوب مخيم النصيرات. وأدت الغارة الإسرائيلية التي لم يسبقها أي تحذير إلى تدمير أجزاء من المدرسة، وفق ذكرت مصادر محلية وشهود عيان. بدورها، أفادت مصادر طبية لـ ((شينخوا)) بأن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل 23 شخصا على الأقل وإصابة 73 بجروح متفاوتة تم نقلهم إلى المستشفيات. وفي وقت سابق أفادت أونروا في منشور على حسابها في منصة ((إكس)) باستهداف خمس مدارس تابعة للأمم المتحدة في الأيام العشرة الماضية. وقالت الوكالة "بعد مرور 9 أشهر، تستمر عمليات القتل والتدمير بلا هوادة". وأضافت "لا أحد في أمان في غزة والناس لديهم الحق في الحياة"، مطالبة بحماية مرافق الأمم المتحدة في جميع الأوقات وعدم استخدامها لأغراض عسكرية أو قتالية. كما قتل 4 أشخاص وأصيب 5 أخرون في استهداف إسرائيلي لتجمع فلسطينيين عند دوار "الشيخ زايد" على أطراف بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وفق مصادر طبية فلسطينية. ولم يصدر أي تعليق من قبل الجيش الإسرائيلي على تلك الغارات. من جهته اتهم المكتب الإعلامي بغزة الجيش الإسرائيلي بالتركيز على استهداف وقصف النازحين المدنيين في مدارس الأونروا بمخيم النصيرات وتجمعات النازحين بشكل عام لاسيما في مواصي خان يونس التي زعم مراراً أنها مناطق "آمنة". وقال المكتب في بيان إن الجيش الإسرائيلي يستهدفها بشكل "مدبر ومخطط له وبشكل مركز بهدف القتل العمد وتحقيق أكبر قدر ممكن من الضحايا في ظل الدعم الأمريكي لجريمة الإبادة الجماعية في غزة". وأضاف البيان أن "المجازر تأتي في ظل إسقاط الجيش الإسرائيلي للمنظومة الصحية وإخراجها عن الخدمة وفي ظل نقص المستلزمات الصحية والطبية وإغلاق المعابر أمام سفر الجرحى والمرضى وعدم إدخال الوقود". وأدان ارتكاب الجيش الإسرائيلي لهذه "المجازر المروعة ضد المدنيين واصطفاف الإدارة الأمريكية مع إسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية". وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل وعلى الإدارة الأمريكية لوقف "حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة". ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، فضلا عن دمار كبير في المنازل والبنية التحتية وأزمة إنسانية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.
مشاركة :