رام الله-غزة/ قيس أبو سمرة، نور أبو عيشة/ الأناضول م حللون سياسيون في حوارات منفصلة مع الأناضول: - إبراهيم المدهون: من الصعب الحديث عن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة في الوقت الحالي ولقاء بكين خطوة على طريق ترتيب البيت الفلسطيني - سليمان بشارات: برزت مؤخرا حالة اختلاف بين فتح وحماس تعبر عن عدم الرضا تجاه قضايا مركزية - رفيق عوض: استبعد نجاح الصين في إعلان مصالحة بين فتح وحماس حاليا، لكنها قد تضع إطارا يقرب وجهات النظر خفض محللون سياسيون سقف توقعاتهم من اللقاء الوطني الشامل للفصائل الفلسطينية المزمع عقده في العاصمة الصينية بكين الشهر الجاري، والرامي لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس". ويقول محللون، في حوارات منفصلة للأناضول، إن تعقيدات المشهد السياسي الفلسطيني وتباين الرؤى والمواقف والبرامج السياسية لا سيما بين حركتي فتح وحماس، تقلل من فرص إحراز أي تقدم في هذا الملف. لكنهم يرون أيضا أن هذا اللقاء، خطوة على طريق ترتيب البيت الفلسطيني ومن شأنه أن يساهم في تذليل العقبات أمام ملف إنهاء الانقسام وتقريب وجهات النظر بين الحركتين. والثلاثاء، صرحت وزارة الخارجية الصينية بأنها على استعداد لبذل الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" خلال لقائهما المرتقب في بكين يوم 20 يوليو/ تموز الجاري. وقالت متحدثة وزارة الخارجية الصينية لين سيين، خلال مؤتمر صحفي، إن بلادها تدعم تحقيق التوافق والمصالحة بين فتح وحماس. وأضافت أن بكين مستعدة لبذل الجهود اللازمة من أجل تهيئة الأجواء اللازمة لهذا التوافق. وقالت حركتا فتح وحماس، في تصريحات منفصلة للأناضول، إن وفديهما سيشاركان في اللقاء الفصائلي الشامل المزمع عقده في بكين. وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة فتح بزعامة محمود عباس. وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، كان آخرها اجتماعات الجزائر في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ولقاء بمدينة العلمين المصرية في 30 يونيو/ تموز 2023، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادّة تحقق هدفها. ويتزامن عقد الاجتماع مع حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 128 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. **حرص فصائلي على تحقيق الوحدة وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، للأناضول، إن حركته "ستشارك في لقاء الصين، ومنفتحة وجادة للوصول إلى إنهاء الانقسام". بدوره، قال الناطق باسم مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" عبد الفتاح دولة، للأناضول، إن "الصين تستضيف لقاء يضم كافة الفصائل الفلسطينية ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الداخلي يسبقه لقاء يضم حركتي فتح وحماس". وتابع: "نحن في حركة فتح منفتحون لحل وفكفكة كل العقبات في طريق المصالحة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وحرب الإبادة على قطاع غزة". ولفت إلى أن وفد فتح يترأسه نائب رئيس الحركة محمود العالول. أما أمين سر اللجنة المركزية للحركة صبري صيدم، فقد أعرب للأناضول عن آماله في "أن ينجم عن هذا اللقاء نتائج إيجابية". وتابع: "كلنا أمل في حركة فتح أن نرى تجليات المصالحة لمواجهة كل التحديات التي لا تواجه غزة فقط بل الهوية برمتها والبقاء على الأرض في ظل مشروع استيطاني يعمل على إزاحة وفناء الهوية الفلسطينية". من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس" حسام بدران، للأناضول، إن حركته تعاملت "بروح إيجابية ومسؤولية وطنية مع هذه الدعوة الصينية حرصا على تحقيق وحدة وطنية (...)". وتابع: "اللقاء المرتقب وطني شامل يضم مختلف الفصائل، ولا يوجد ترتيبات للقاءات ثنائية"، بخلاف ما صرحت به حركة "فتح" حول وجود لقاء يجمعها مع حماس قبل اللقاء الشامل. **خفض سقف التوقعات وقال المحلل السياسي إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة فيميد الفلسطينية للإعلام: "يجب عدم رفع سقف التوقعات بخصوص رأب الصدع بين الحركتين". وأضاف للأناضول: "أعتقد أن القيود التي تكبل حركة فتح والسلطة كبيرة لذا سيصعب عليها الذهاب لمشروع وطني يمكن من خلاله تعزيز المشروع الوطني وإصلاح منظمة التحرير". ولم يستبعد محاولة واشنطن عرقلة وإفشال الحراك الصيني في ملف المصالحة، قائلا إنها "منزعجة جدا منه، كما انزعجت من التحرك الروسي في الملف". وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية معنية بـ"احتكار الملف الفلسطيني في ظل انحيازها الأعمى والواضح للاحتلال". إلى جانب ذلك، يذهب الطرفان إلى اللقاء وسط توتر العلاقة بينهما مؤخرا على خلفية تصريحات لقيادات بحركة فتح قال المدهون إنها "تبنت الرواية الإسرائيلية فيما يتعلق بجريمة منطقة المواصي غرب خان يونس، السبت، والتي أسفرت عن مقتل 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين". وتابع: "هذا دليل أن الوصول لمصالحة يحتاج للكثير من المحادثات". مع ذلك، يصف المدهون اللقاء في الصين بـ"المحطة المهمة خاصة في ظل تعاظم دور الصين على المستويين العالمي والفلسطيني". وقال: "الصين معنية بأن يكون لها دور في المرحلة المقبلة بالقضية الفلسطينية بعد أن استحوذ العدوان على غزة على أنظار العالم، وتحاول تبني وجهة النظر الفلسطينية، لكن تريدها وحدوية". وأشار إلى أن حماس "معنية بإنجاح أي لقاء للمصالحة خاصة في ظل حرب الإبادة التي يعيشها المجتمع والشعب الفلسطيني والمشروع الوطني، سواء في غزة أو بالضفة". وأضاف أنه "من الصعب الحديث في الوقت الحالي عن إنهاء الانقسام، لكن من شأن أي خطوة فيها لقاء أن تساهم في التقريب من ترتيب البيت الفلسطيني والعمل على إنهاء الانقسام". ** فرص تقارب ضئيلة يعتقد المحلل السياسي سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات، أن "فرصة التقارب بين حركتي فتح وحماس، في هذا التوقيت قد تكون ضئيلة جدا". ويضيف للأناضول: "ما زالت العلاقة البينية بين الفصائل واضحة في عدم الوصول الى أرضية يمكن أن تشكل انطلاقة لأي تفاهمات مستقبلية". لكنه يتوقع "أن تصل هذه اللقاءات إلى أرضية أو توافقات معينة، دون أن يكون لها تأثير واضح على أرض الواقع لعدة أسباب أبرزها اختلال المواقف والرؤى بين الفصائل خاصة فتح وحماس". وتابع: "حالة الاختلاف بين الحركتين برزت مؤخرا وتعبر عن عدم الرضا تجاه القضايا المركزية سواء الحرب أو تفعيل منظمة التحرير وإمكانية ترتيب البيت الداخلي وموضوع تشكيل حكومة أو جسم يمثل الكل الفلسطيني". ويرى بشارات أن "السلطة الفلسطينية تعجز في هذا التوقيت عن حسم أبرز الملفات المرتبطة سوء بالحالة الفلسطينية الداخلية، أو ما يتعلق بقضايا أخرى وذلك لعدم وجود استقرار سياسي على مستوى إقليمي ودولي". **لقاء بروتوكولي ويقول بشارات إن اللقاء في الصين سيكون "برتوكولي وفي ظاهره مجاملة للصين". وتابع: "الظروف غير ناضجة الآن لتوحيد الصف الفلسطيني، وأي اتفاق سيكون عليه فيتو أمريكي وبالتالي ستذهب الجهود سدى". ويرى بشارات أن الصين "صاحبة الدبلوماسية الناعمة تريد أن تستغل الانشغال الأمريكي وتقديم نفسها على أنها وسيط وراعٍ للعملية السياسية في المنطقة في ظل الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، وانشغال إدارة جو بايدن في دعم أوكرانيا". ويتابع: "تسعى الصين لأن تضع قدم لها في المنطقة والقضية الفلسطينية القضية الأساس". ** تقريب وجهات النظر أما المحلل السياسي أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدارسات، فقد وصف لقاء بكين بـ"المهم"، وسط اعتقاده بأن "الصين قد تساهم في وضع أطر وتعمل على تقريب وجهات النظر". وأضاف للأناضول: "استمرار الجهود الرامية لوضع أسس عملية وممكنة وقريبة للمصالحة مهم، الكل متفق على أن استمرار الانقسام مصلحة إسرائيلية يستفيد منها العدو فقط، واستمراره سقوط وهزيمة وتراجع واستفراد العدو بكل الأطراف". واستكمل قائلا: "إسرائيل لا تريد أي تسوية لا مع حركة فتح أو حماس لذلك بات من الضرورة أن تصل الحركتين لوحدة حقيقية". واستبعد رفيق عوض نجاح الصين في إعلان مصالحة بين حركتي فتح وحماس في الوقت الحالي، لكنها قد تضع إطارا يقرب وجهات النظر بينهما، كما قال. وعن الجهد الصيني يقول عوض: "الصين القوية اقتصاديا تسعى لأن يكون لها نفوذ سياسي (...)، والقضية الفلسطينية بوابة أي تأثير، وتريد أن تكون بواباتها للمنطقة مع العلم أنها على علاقات تاريخية مع القضية الفلسطينية عبر دعمها السياسي". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :