الحزب الجمهوري يفوض ترامب لمنع الحرب العالمية الثالثة!

  • 7/18/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتسم الأجندة التي أعلن عنها الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية بالتغيير الجذري، وتقترب إلى حد كبير من برنامج ترامب المعلن، فقد فوض الحزب مرشحه للرئاسة لمنع الحرب العالمية الثالثة على حد تعبير الوثيقة! وهو تعبير يحتزن وراءه تغييرات سياسية مقلقة لأوروبا، على رأسها إنهاء حرب أوكرانيا عبر إيقاف الدعم لكييف، حسبما سبق وصرح ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية.  في كل الأحوال، الأجندة الجمهورية هذه المرة مختلفة عن سابقاتها. فهي مختصرة في 16 صفحة تكرر فيها اسم، دونالد ترامب، 19 مرة. وكتبت بعض عباراتها بالحروف الكبيرة. ما الجديد في الأمر؟ يبدو أن المحاولة الفاشلة لاغتيال ترامب كرست المرشح الرئاسي كزعيم أوحد للحزب بلا منازع، وجذبت الكثير من خصومه إلى دائرته. في السابق، وتحديداً في انتخابات 2016، وضع الجمهوريون أجندة الحزب بأسلوب تقليدي، ولم يتغير نصها في انتخابات 2020، وكانت مطولة ومكونة من 50 صفحة، ولم يرد فيها اسم ترامب أبداً. فحوى الوثيقة تشير إلى أن المضمون يعكس رؤية ترامب تماماً، كما أن الـ 20 وعداً التي تقدمها الأجندة للشعب الأمريكي، مكتوبة بحروف كبيرة تذكر الناخبين بصوت ترامب ونبرته في الخطابات والتغريدات حين يكتب بالأحرف الكبيرة الكلمات التي يريد التركيز عليها. البرنامج الانتخابي للجمهوريين يتخذ من شعار "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى" شكل مدخلاً لمجموعة من الوعود التي تعكس سياسات ترامب. ماذا تحمل أجندة الجمهوريين؟ يقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست إن مضمون أجندة الحزب الجمهوري لعام 2024، "يوحي كما لو كان ترامب قد أملاه". وينقل عن تقارير إعلامية أن ترامب راجع وعدل البرنامج الانتخابي للجمهوري وهو ما أحدث الفارق عن البرامج التقليدية السابقة للحزب. ويلاحظ أن كثيراً من الجمل الواردة إما إعادة صياغة أو اقتباس مباشر من خطابات ترامب أو منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن بدأ حملته للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة. وتقول الـ"واشنطن بوست" إن أجندة الجمهوريين تعكس كيف أعاد الرئيس السابق تشكيل الحزب الجمهوري وفق رؤيته، وصولاً إلى لغة أجندته الانتخابية المكتوبة.  وتكرس الأجندة رسمياً بعض رؤية ترامب، بما في ذلك تنفيذ عمليات ترحيل جماعية وإغلاق وزارة التعليم، وفرض قيود شاملة على الإجهاض، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". وكتب أحد مساعدي ترامب السابقين جزءاً كبيراً من برنامج الحزب الانتخابي، والذي راجعه ترامب، وأجرى عليه تعديلات لاحقاً، وفقاً لأشخاص مطلعين على العملية تحدثوا للصحيفة. 20 تعهد قدمت أجندة الجمهوريين 20 وعداً يتعهد ترامب بتنفيذها بعد أن يفوز بالرئاسة لأربع سنوات مقبلة، وتعكس هذه الوعود مواقف الرئيس السابق تجاه عدد من القضايا الحساسة والجدلية بالنسبة للأمريكيين. تؤكد أجندة الجمهوريين على سياسات دفاعية وطنية قوية وعسكرية قوية، بما في ذلك تحديث الجيش عبر الاستثمار في التقنيات المتقدمة، والتأكد من أن الجيش مجهز جيداً. كما أنها تركز على بناء التحالفات وتعزيز الشراكات الدولية لتعزيز الاستقرار العالمي ومواجهة التهديدات. وتشدد وعود الجهوريين على الحاجة لأن تعيد الولايات المتحدة بناء قوتها على المستوى الدولي، وذلك من خلال "منع الحرب العالمية الثالثة، استعادة السلام في أوروبا والشرق الأوسط، وبناء درع صاروخية عظيمة تغطي الأراضي الأمريكية بالكامل، كلها مصنوعة في أمريكا". ويرى الجمهوريون أنه يجب العمل من أجل "جعل أمريكا المنتج المهيمن للطاقة في العالم بفارق كبير". إلى جانب "وقف الاستعانة بالمصادر الخارجية وتحويل الولايات المتحدة إلى قوة صناعية عظمى". الهجرة والترحيل الوعد الأول في أجندة الجمهوريين هو "إغلاق الحدود ووقف غزو المهاجرين"، وهو أهم ملف لدى ترامب، والوعد الثاني هو "تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا"، وكان ترامب ألمح إلى هذا الإجراء أكثر من مرة. وفي الوعد الـ10 تؤكد أجندة الجمهوريين على "وقف وباء الجريمة المرتبطة بالمهاجرين، وهدم كارتلات المخدرات الأجنبية، وسحق عنف العصابات، وسجن المجرمين العنيفين". ويقول خبراء إن هذه الوعود تحمل "نبرة قاسية" وتشير إلى "تصعيد لهجة" ترامب تجاه ملف الهجرة وملف المقيمين بشكل غير شرعي في البلاد، وهو ما يثير أسئلة حول قدرة ترامب على تنفيذ وعوده التي ستتطلب إجراءات وأوامر تنفيذية قد تثير الجدل والانقسام حولها. كما خصصت الأجندة الوعد الـ 18 للتأكيد على "ترحيل المتطرفين المؤيدين لحماس، وجعل جامعاتنا آمنة ووطنية مرة أخرى". وهذا الوعد مرتبط بالاحتجاجات الشعبية العارمة التي شهدتها الجامعات الأمريكية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وتضمنت الأجندة التأكيد على مكافحة معاداة السامية، حيث "يدين الجمهوريون معاداة السامية، ويدعمون إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأجانب الذين يدعمون الإرهاب والتطرف". ووعد البرنامجح بـ "محاسبة أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف ضد الشعب اليهودي". وتعد قضايا الهجرة والحدود من الملفات التي اتخذ فيها ترامب خلال ولايته الأولى (2017-2020) قرارت تنفيذية وإجراءات أثارت الجدل والانقسام داخل البلاد. وأهم تلك الإجراءات، قرار تنفيذي بحظر السفر لأشخاص من دول ذات أغلبية إسلامية لمدة 90 يوماً إلى الولايات المتحدة، مع بعض الاستثناءات. وتعليق إعادة توطين اللاجئين لمدة 120 يوماً، وحظر اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى. وتدعو الأجندة إلى فرض ضوابط صارمة على الهجرة وأمن الحدود لحماية السيادة الأمريكية. وقد جعل ترامب من الهجرة محور حملته الانتخابية، وظلت لغته القاسية بشأن هذه القضية ظاهرة في أجندة انتخابات 2024. وتشير الأجندة إلى مصطلحات قاسية مثل "غزو" المهاجرين، وهو المصطلح الذي يستخدمه ترامب لوصف المعابر الحدودية في تكساس. كما استخدمت الأجندة عبارة "أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأمريكي"، وهو ما يدعو إليه ترامب في كل مناسبة، لكنه ترسخ بشكل رسمي في برنامج الجمهوريين ما يعني تبني الحزب لتوجهات ترامب بشكل كامل. وكان برنامج الجمهوريين الانتخابي الذي تمت صياغته عام 2016 أكد على تطبيق صارم لقوانين الهجرة، ولكن اللغة التي استخدمت آنذاك كانت أكثر اعتدالاً، حيث أشاد البرنامج آنذاك بمساهمات المهاجرين في المجتمع الأمريكي. لكن في انتخابات 2024، يستخدم ترامب لغة أكثر قسوة في ملف الهجرة. وعلى الجانب الآخر، وصف بعض مسؤولي الهجرة الحاليين والسابقين، إلى جانب العديد من خبراء الهجرة، مقترحات ترامب بأنها "غير إنسانية ومشكوك فيها من الناحية القانونية ويكاد يكون من المستحيل تنفيذها على النطاق الذي يتخيله"، وفقاً لـ "واشنطن بوست". وأكدت وعود أجندة الجمهوريين لانتخابات 2024 على هدف كان ترامب متمسكاً به، وهو الانتهاء من أعمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك والتي بدأت في ولايته السابقة، لمنع العبور غير الشرعي إلى الأراضي الأمريكية. الاقتصاد أكدت أجندة الجمهوريين على وعود كان ترامب يكررها دائماً، أبرزها "إنهاء التضخم وجعل أمريكا ميسورة التكلفة مرة أخرى". وتعد بـ "تخفيضات ضريبية كبيرة للعمال وعدم فرض ضريبة على الإكراميات". إضافة إلى "إلغاء تفويض السيارات الكهربائية، وخفض اللوائح المكلفة والمزعجة". ويركز الجمهوريون وترامب على ملفات الاقتصاد مستغلين تأثير التضخم على قرارات الناخب الأمريكي، خاصة في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار، وخاصة السكن. ويقول مراقبون اقتصاديون إن الانخفاض في مستويات ثقة المستهلك هو انعكاس لمشكلة التضخم، الذي جعل تكلفة المواد اليومية مثل البقالة أكثر بكثير مما كانت عليه قبل وباء كوفيد-19. وهذا الحال يجعل بايدن مسؤولاً عن هذه الأعباء أمام شريحة كبيرة من الناخبين. ويقول خبراء إن بايدن لا يمكنه الحديث عن "إنجازات" في الاقتصاد، وتجاهل كابوس الإسكان الذي يلاحق الأمريكيين في السنوات الثلاث الماضية، حيث ارتفعت كلفة الإسكان بشكل يمنع الباحثين عن منازل من الشراء، كما أن هذا الوضع يجعل أصحاب المنازل الحاليين يشعرون بأنهم محاصرون في الخيارات المتاحة أمامهم. ويعد ترامب الناخبين بتغيير هذا الوضع عبر تغيير السياسات الاقتصادية التي تنتهجها البلاد، وضبط التضخم، الحريات الأساسية ووعدت أجندة الجمهوريين بالدفاع عن دستور أميركا والحريات الأساسية في البلاد، بما في ذلك حرية التعبير، وحرية الدين، وحق حمل السلاح. وتثير قضايا الحريات الأسياسية في الولايات المتحدة، وخاصة الحق في حمل واقتناء السلاح، جدلا في الولايات المتحدة حيث يضغط الديمقراطيون من أجل تشريعات تضبط امتلاك السلاح وحمله بعد حوادث إطلاق نار استهدفت مدارس وأماكن تسوق وتجمعات عامة أدت إلى سقوط ضحايا، فيما يعارض الجمهوريون أي نهج يمكن أن يقيد حق الأميركيين الدستوري في حمل السلاح. ولم تسقط وعود الجمهوريين مسألة  "تأمين انتخاباتنا، بما في ذلك التصويت في نفس اليوم، التعريف بالناخبين، البطاقات الورقية، وإثبات الجنسية"، وهي قضية أثارت الجدل منذ انتاخابات 2020، حيث اتهم ترامب الجهات المعنية بالتلاعب في نتيجة الانتخابات، والتي أدت إلى فوز منافسه الديمقراطي بايدن بالرئاسة. قضايا التعليم تعد أجندة الجمهوريين بـ "قطع التمويل الفيدرالي عن أي مدرسة تروج لنظرية العرق النقدية، والأيديولوجية الجندرية المتطرفة، وأي محتوى غير مناسب عرقياً وجنسياً أو سياسيا لأطفالنا". وتبنى ترامب دعوات النشطاء المحافظين لفرض قيود مشددة على تدريس قضايا العرق والجنس في المدارس العامة. وترسخت هذه الدعوات في برنامج الحزب. وهو خلاف ما كان عليه الحال في أجندة انتخابات 2016، التي لم تتضمن سوى مناقشة مختصرة حول هذا الموضوع. ويصر الجمهوريون في الأجندة على تحسين التعليم في الولايات المتحدة عبر إجراء تغييرات مهمة تهدف إلى تمكين أولياء الأمور من تحسين جودة المدارس بما يشمل السماح للعائلات باختيار أفضل الضوابط التعليمية لأطفالهم. كما يتوجه ترامب والجمهوريون إلى القضاء على المحتوى غير المناسب في مناهج المدارس الحكومية. ورغم أن ترامب استخدم لغة قاسية أيضا بشأن ملف التعليم، إلأ أن الحكومة الفيدرالية تعلب دوراً محدوداً في مناهج المدارس العامة، مقارنة بإدارات التعليم الحكومية المحلية في الولايات. لكن تأثير ترامب بداً واضحاً من خلال إصدار ولايات أمريكية يسيطر عليها الجمهوريون مجموعة من قوانين، في السنوات الأخيرة، تقيد ما يمكن أن يقوله المعلمون حول الموضوعات الحساسة، بما في ذلك قضايا العرق والهوية الجنسية. كما تظهر اتجاهات الجمهوريين المحافظة، والتي يدعمها ترامب، من خلال إطلاق وعد صريح بـ"منع الرجال من المشاركة في رياضات النساء". الطاقة الأمريكية يركز الجمهوريون على أن زيادة الإنتاج من جميع مصادر الطاقة يساهم في خفض التكاليف وضمان استقلال الطاقة. ومن خلال تسليط الأجندة الانتخابية الضوء على التضخم باعتباره أحد أكبر المشكلات التي يعاني منها الأمريكيون، فإن الجمهوريين وترامب يدعون إلى تبني نهج يدعم إنتاج الطاقة المحلية كحل لخفض التكاليف. لكن تراجع التضخم في الأشهر الأخيرة بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته بسبب الوباء في 2022. وعلى وجه الخصوص، انخفاض أسعار الغاز والطاقة في يونيو، يقوض اقتراح ترامب بأن زيادة إنتاج الوقود الأحفوري ضروري للسيطرة على ارتفاع التكاليف. الرعاية الصحية تحدد أجندة الجمهوريين استراتيجيات لجعل الرعاية الصحية ميسورة التكلفة وحماية مزايا الضمان الاجتماعي.  كما تشدد على زيادة الشفافية والمنافسة لتقليل تكاليف الرعاية الصحية والأدوية الموصوفة. إلى جانب أن الجمهوريون يعدون الناخبين بحماية الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي، وضمان بقاء هذه البرامج قادرة على سداد ديونها من دون تخفيض المزايا التي تقدمها للمواطنين. في المحصلة، يقرأ الناخب عنوان الوثيقة "البرنامج الانتخابي للحزب الجمهوري لعام 2024: اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى!"، لكن هناك من يقول إن كل شيء تغير في الحزب الجمهوري، حتى أن برنامجه الانتخابي بات صوت ترامب وحده. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :