أفاد مسؤول فلسطيني اليوم (الأربعاء) بأن السلطات الإسرائيلية استولت على 40 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري. جاء ذلك في مؤتمر صحفي لرئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان عقد بمقر الهيئة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية حول الإجراءات الإسرائيلية الجديدة للتوسع الاستيطاني وعمليات الهدم. وقال شعبان، إن 24 ألف دونم من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها أعلنتها إسرائيل تحت مسمى "أراضي دولة"، في أكبر عملية استيلاء منذ أكثر من 30 عاما تحت هذا المسمى. وأضاف أن السلطات الإسرائيلية استهدفت المحميات الطبيعية في الضفة الغربية بشكل ممنهج لتستولي على ما مجموعه أكثر من 15 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) في إطار نزع الملكية والاستيلاء. كما جرى إقامة 20 بؤرة استيطانية جديدة منذ بداية العام الجاري وحولت السلطات الإسرائيلية 11 بؤرة إلى مستوطنة (شرعنتها) ومنحت صلاحيات جديدة بتكثيف عمليات الهدم في المناطق المصنفة "ب" و"ج" وفق شعبان. وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية حرضت المستوطنين لتنفيذ مخططات التهجير القسري، عبر تهجير 26 تجمعا بدويا وتنفيذ أكثر من 1300 اعتداء و23 محرقة في القرى والبلدات، لافتا إلى أن المعطيات الخطيرة التي تؤشر إلى سيطرة إسرائيل على أكثر من 43% من مجمل مساحة الضفة الغربية. واعتبر أن الإجراءات "لم تعد تهدد حل الدولتين بل قضت تماما ووفق المعطيات المتاحة على إمكانية تحقيق حل الدولتين ولم تعد تسعى إلى فصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها بل فصلت الضفة وقطعت أوصالها وأحالتها إلى كانتونات ومعازل". وأشار شعبان إلى أن الهيئة ستواصل مع كافة الشركاء جهودها في تقديم الملفات والتقارير والوثائق اللازمة لكل منظمات ومجالس وهيئات ومحاكم العالم، لا سيما المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، من أجل كشف "اللثام عن وجه إسرائيل القبيح". بدوره قال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عصام العاروري إن الأراضي الفلسطينية شهدت منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفاعا خطيرا في عمليات الهدم في أنحاء الضفة بما فيها القدس، ما يدلل على توجهات متصاعدة لاستخدام الأداة التخطيطية الإسرائيلية في محاصرة الوجود الفلسطيني. وأفاد العاروري خلال المؤتمر الصحفي بأن عام 2023 كان الأسوأ منذ نحو 30 عاما، فقد شهد النصف الأول من عام 2024 زيادة في عمليات الهدم بنسبة 43% مقارنة مع عام 2023 و65% مع عام 2022. وأضاف أن معدلات الاستيلاء على الأراضي ونزع ملكيتها لصالح المشروع الاستيطاني ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من ثلاثة عقود في موجة جديدة تؤشر فعلا إلى رغبة إسرائيل في تمزيق الجغرافيا الفلسطينية وإعدام إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل. من ناحية أخرى قتل 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لبوابة مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة اليوم، في وقت أطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة للمجتمع الدولي ومؤسساته والدول العربية والإسلامية لتوفير مولدات كهربائية لمستشفيات القطاع. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن طائرات إسرائيلية قصفت بصاروخ بوابة مدرسة "الثورة" في حي الرمال غرب مدينة غزة تؤوي عشرات العائلات النازحة. بدورها أفادت مصادر طبية لـ ((شينخوا)) بأن الغارة الإسرائيلية أدت لمقتل 9 فلسطينيين وإصابة عدد أخر بجروح متفاوتة تم نقلهم جميعا إلى المستشفيات. يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم مقتل 81 فلسطينيا وإصابة 198 آخرين بجروح في هجمات إسرائيلية على القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 38794 شخصا منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت الوزارة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن حصيلة المصابين بلغت 89364 شخصا. إلى ذلك أطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة للمجتمع الدولي ومؤسساته الدولية والأممية والدول العربية والإسلامية لإنقاذ المنظومة الصحية والقيام بالدعم وشراء عدد من المولدات اللازمة لضمان عمل المستشفيات. وقال بيان صادر عن الوزارة إنها تعتمد منذ حوالي 9 أشهر على المولدات الكهربائية العاملة بالديزل لإمداد المستشفيات بالطاقة الكهربائية اللازمة. وذكر البيان أن هذه المولدات تعمل على مدار الساعة بدون توقف وقد تعرض العديد منها لأعطال فنية كبيرة يصعب إصلاحها و قد تعرض جزء من تلك المولدات للتدمير والقصف المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي. وتوقع البيان خروج عدد من المولدات الرئيسية عن الخدمة خلال الفترة المقبلة نتيجة منع دخول قطع الغيار اللازمة لأعمال الصيانة الوقائية والدورية لضمان استمرار عمل المولدات وهذا يعني الموت المحقق للمرضى والمصابين وانتهاء الخدمة الصحية بالكامل.
مشاركة :