عادة ما تولد الأعمال الكبيرة من أفكار صغيرة، ففي قلب العاصمة البريطانية لندن، تطوع الفنان البريطاني بانكسي لتحويل نفق مهجور ومليء بالنفايات في عام 2008 إلى معرض فني عصري كبير. وبالفعل بدأ بالرسم ووجه الدعوات للرسامين من مختلف أنحاء العالم للرسم على جدران هذا النفق، حتى تحول منذ ذلك الحين، لأحد أشهر أماكن الرسم في العالم. فنان بريطاني متطوع يحول مرمى نفايات إلى معلم سياحي شعبية كبيرة سرعان ما انتشرت الصور الزاهية للنفق في وسائل الإعلام، مما جذب الكثيرين، خاصة وأن منظم المهرجان، بانكسي، يتمتع بشعبية كبيرة رغم عدم كشفه عن هويته، حيث أسهمت تلك المناسبة في تعزيز فنون الشوارع المنتشرة في العديد من البلدان، ومهدت الطريق لتحويل "نفق الجرافيتي" إلى أحد أبرز معالم فنون الشوارع في العالم. يقع هذا النفق تحت محطة "ووترلو" للقطارات، في شارع "ليك ستريت"، ويتميز هذا النفق بأنه معرض مفتوح لا يتبع جدولًا معينًا لعرض الرسوم الجدارية الزاهية، ولا يحدد ساعات معينة لفتح أبوابه، حيث يظل مفتوحًا على مدار الساعة ويستقطب العديد من الزوار من كل بلاد العالم. احترام الآخر هذا النفق هو المكان الوحيد في لندن الذي يُسمح فيه للفنانين بالرسم دون الحاجة إلى تصريح، ومع ذلك، وُضعت لافتة بالقرب من النفق تحذر من رسم جداريات ذات محتوى عنصري أو دعائي، كما تحدد اللافتة الأماكن المسموح بالرسم عليها، وتدعو إلى الهدوء واحترام الآخرين أثناء الرسم. الفنان بانكسي ينحدر من مدينة بريستول جنوب غرب المملكة المتحدة، وتميز بانتهاج أسلوب "الرسم والاختفاء" وإيصال رسائل اجتماعية ، بالإضافة إلى إسهاماته في مناسبات إنسانية كان آخرها إهداء لوحة تقديرية لمنتسبي الطاقم الطبي في بريطانيا خلال ذروة تفشي وباء كورونا.
مشاركة :