رئيس الجمعية الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون: - لا يمكن إصلاح الواقع الفلسطيني إلا بمصالحة كاملة وشاملة. الشعب يتوق لجني ثمار كثيرة ولهذا تمنع إسرائيل إنجاز المصالحة - اليوم من أهم أهداف حماس وفتح هو إقامة الدولة الفلسطينية، وفي حال تمت المصالحة، فسنكون أقرب إلى تحقيق حلم الدولة - توجه الفصائل نحو المصالحة يحتاج دعما إقليميا ودوليا لرعايتها ومؤسسات المجتمع الدولي أضعف من أن يكون لها دور فاعل رجح رئيس الجمعية الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون أن تحقيق المصالحة الوطنية سيقرب الشعب الفلسطيني من تحقيق حلم إقامة دولته، وسيزيد الاعتراف الدولي الرسمي بها. المدهون شدد، في مقابلة مع الأناضول بإسطنبول حيث مقر الجمعية في تركيا، على أنه لا يمكن إصلاح الواقع الفلسطيني إلا بمصالحة كاملة وشاملة، ولهذا تحول إسرائيل دون إنهاء الانقسام الفلسطيني. ومنذ عام 2007، تعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا، حيث تسيطر حركة حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، بينما تدير حكومة شكلتها حركة فتح، بزعامة الرئيس محمود عباس، الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت الحركتان، الثلاثاء، تلقيهما دعوة من الصين للمشاركة في لقاء وطني فلسطيني شامل وموسع بالعاصمة بكين بعد أيام، في أحدث مسعى لإنهاء الانقسام الفلسطيني. ومؤخرا تبادلت الحركتان اتهامات بالمسؤولية عن تعطيل مؤتمر حوار وطني فلسطيني كان مقررا في بكين نهاية يونيو/ حزيران الماضي، ضمن جهود إقليمية ودولية لم تفلح حتى اليوم في تحقيق المصالحة. ويأتي التحرك الجديد نحو المصالحة الفلسطينية برعاية صينية، في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على قطاع غزة أسفرت عن أكثر 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود. شروط تعجيزية وفي 2014، بحسب المدهون، "حينما تم اتفاق الشاطئ بين إسماعيل هنية وقيادة حركة فتح خرج (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وقال: على الرئيس محمود عباس أن يختار بين حماس وإسرائيل، وبين حماس والسلام، وعرقل هذا الاتفاق". وسُمي اتفاق الشاطئ بهذا الاسم لأن جلسات الحوار عُقدت في منزل هنية بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة. وأكمل المدهون: "في أكثر من مرة هناك شروط تعجيزية توضع من قبل الولايات المتحدة من أجل عدم الوصول إلى المصالحة، فيما المصالحة الفلسطينية ضرورية ومهمة جدا ولا يمكن إصلاح الواقع الفلسطيني إلا بمصالحة كاملة وشاملة ومشاركة". ورأى أن "المصالحة يمكن أن تتم في عدة مستويات، المستوى الفصائلي بين فتح وحماس، والمستوى الفصائلي العام بين فتح وحماس وباقي الفصائل الوطنية، والمرحلة الثانية دخول الفصائل في المؤسسات الفلسطينية الرسمية والمركزية". و"الآن منظمة التحرير، التي تمثل الشعب الفلسطيني، تخلو من حماس والجهاد الإسلامي، وأعتقد أنها تحتاج إلى إصلاح وتعزيز بقوى فلسطينية أصيلة، على رأسها حماس والجهاد الإسلامي"، وفق المدهون. وأردف: "ولهذا المصالحة مهمة جدا من أجل بناء منظومة وبيئة فلسطينية قادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". انعكاسات المصالحة وردا على سؤال حول انعكاسات المصالحة في حال تحققها على الملف الفلسطيني، أجاب المدهون: "لا شك أن المصالحة الفلسطينية سيكون لها تأثير عميق". ورجح أن يكون التأثير "على المستوى الوطني الفلسطيني أو على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي، وأهم هذه التأثيرات هو بناء منظومة فلسطينية متكاملة يشارك بها الجميع". ومن الانعكاسات، وفق المدهون، "الاتفاق على مشروع وطني فلسطيني موحد يجمع كل الفرقاء، وهذا سيؤدي إلى تعزيز المشروع إقليميا ودوليا". واستطرد: "اليوم أمام المشروع الوطني الفلسطيني فرصة كبيرة بسبب عملية طوفان الأقصى (في 7 أكتوبر الماضي)، التي جعلت العالم يجتمع على ضرورة وجود دولة فلسطينية". وفي ذلك اليوم، هاجمت فصائل فلسطينية 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الفصائل. دولة فلسطين وحسب المدهون، "اليوم حماس وفتح من أهم أهدافهم هو إقامة الدولة الفلسطينية، ولهذا في حال تمت المصالحة، باعتقادي سنكون أقرب إلى تحقيق حلم الدولة". وأضاف أن هذا سيتحقق "بدعم ومساندة الإقليم وأيضا بإجماع دولي يمكن أن يكون قريبا، خصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تعرقلان مشروع الدولة باعتبار أن هناك انقسام فلسطيني". ورجح أنه "في حال انتهى هذا الانقسام سيكون هناك دعم ومساندة لهذا المشروع، وستذهب المبررات والحجج الأمريكية التي تمنع قيام الدولة الفلسطينية". و"بلا شك المصالحة الفلسطينية ستمهد الطريق لدولة فلسطينية، وسيكون هناك اعتراف أكبر وأوسع وسيكون هناك تحرك أقوى في المؤسسات الدولية"، وفق المدهون. وفي الشهرين الماضيين، اعترفت أرمينيا وسلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا رسميا بدولة فلسطين، ما رفع عدد الدول المعترفة بها إلى 149 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة. ومنذ 2012، تمتلك فلسطين وضع "دولة مراقب غير عضو" بالأمم المتحدة، ويحول دون حصولها على العضوية الكاملة استخدم الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، لسلطة النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدولي. المدهون قال: "اليوم منظمة التحرير ضعيفة وهشة بدون حماس والجهاد، بالمصالحة ستدخلان إلى المنظمة وسيكون هناك تمثيل شعبي قوي، العالم كله يحاول أن يجمع الفرقاء إلا الولايات المتحدة التي تعيق إلى الآن (المصالحة) بسياستها ودعمها اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي". وشدد: "لهذا المصالحة اليوم ضرورة وطنية وضرورة إقليمية وضرورة دولية. اليوم الدول كلها تريد مصالحة فلسطينية". رؤية وطنية وضمن الفوائد للشعب الفلسطيني من المصالحة، قال المدهون: "أولا المصالحة الفلسطينية ستكامل المشروع الوطني، الشعب الفلسطيني الآن منقسم داخليا بين حماس وفتح، باعتقادي في حال عودة المصالحة ستتعزز الرؤية الوطنية". وأضاف: "سيكون أمام الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني آفاق كبيرة لبناء دولته، وأيضا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة العدوان وتعزيز المؤسسات الفلسطينية". وزاد: "سيتم بناء منظمة التحرير، ستتم إعادة تعزيز السلطة الفلسطينية، ستتم إعادة إعمار غزة، وسيكون هناك أيضا مقاومة موحدة في الضفة الغربية، وتمثيل رسمي حقيقي في المؤسسات الدولية، وبين القوى الإقليمية والدولية". وأعرب عن اعتقاده بأن "الشعب الفلسطيني يتوق لأن يجني ثمار كثيرة من وراء المصالحة، ولهذا إسرائيل تعتبر من محددات السياسية اليوم منع المصالحة الفلسطينية، وتستخدم أمريكا في إعاقة ذلك". دور الفصائل وبخصوص المحيطين الإقليمي والدولي ودورهما في تحقيق المصالحة، قال المدهون إن "الانقسام الفلسطيني ليس انقساما داخليا بقدر ما هو انقسام إقليمي ودولي". وتابع: "ولهذا إذا ما كانت هناك إرادة إقليمية من القوى الإقليمية الرئيسية في المنطقة، بما فيها العربية والإسلامية، أعتقد أنها ستعمل على تعزيز هذه المصالحة". وأضاف: "هناك دول بلا شك تقوم بتشجيع السلطة أو بتشجيع هذا الطرف أو ذاك، ولهذا يجب أن يكون هناك إرادة إقليمية وإرادة دولية وخصوصا من الولايات المتحدة من أجل المصالحة، بالإضافة إلى أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع منقسم وفصائلي". و"هناك توجه اليوم من الفصائل الفلسطينية لهذه المصالحة، ولكن تحتاج أيضا دعما وبيئة إقليمية ودولية لرعايتها، أعتقد أن مؤسسات المجتمع الدولي أضعف من أن يكون لها دور فاعل إن كان في الانقسام أو في المصالحة"، حسب تقدير المدهون. إنهاء الحرب المدهون قال إن "حماس وفصائل المقاومة معنية بإنهاء الحرب (على غزة). المشكلة لدى الاحتلال الإسرائيلي". وتابع: "باعتقادي حماس وافقت على الورقة الأمريكية (لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى) وتعاملت معها بإيجابية، ولكن حتى اللحظة نتنياهو يجد في وقف الحرب ارتدادا عكسيا وسلبيا عليه". وتتهم الفصائل الفلسطينية إسرائيل والولايات المتحدة بعدم الرغبة حقا في إنهاء الحرب في هذه المرحلة ومحاولة كسب وقت عبر المفاوضات، على أمل أن تحقق تل أبيب مكاسب. وتواصل تل أبيب حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع. كما تتحدى إسرائيل مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة. وردا على سؤال بشأن هدف الاحتلال بعد 7 أكتوبر، أفاد المدهون بأن "إسرائيل في عدوانها كان من أهم الأهداف خلق حالة فراغ، وهي ترفض السلطة (الوطنية الفلسطينية) وترفض فتح وحماس". وأكمل: "اليوم هناك إدراك جمعي فلسطيني أن إسرائيل معنية بالانقسام، ولهذا هناك إرادة حقيقية لتجاوز هذه المرحلة". وأردف: "بعد صبر وصمود وثبات شعبنا الفلسطيني في غزة، وبعد قدرة الشعب على مواجهة الاحتلال وما قدمه من تضحيات، ليس له حقيقة الآن إلا المصالحة". و"الاحتلال يرفض حماس وفتح، إذن ليس أمام فتح وحماس والفصائل الفلسطينية إلا بعضهم من أجل أن يجتمعوا في مواجهة هذا الاحتلال"، وفق المدهون. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :