اتفق أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة في ليبيا اليوم (الخميس) على تشكيل حكومة موحدة جديدة، ووضع خارطة طريق للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتكثيف الجهود وتوحيدها لإنهاء حالة الانقسام السياسي والمؤسساتي. وقال البيان الختامي للإجتماع الموسع الثاني لأعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة في ليبيا، والمنعقد اليوم بالقاهرة، إنه تم الاتفاق على التمسك بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق القوانين المتفق عليها والصادرة عن مجلس النواب والعمل على توسعة دائرة التوافق. وأوضح أن المجتمعين اتفقوا على تقديم مقترح خارطة الطريق من قبل أعضاء المجلسين باعتبارها المسار الأساسي لاستكمال باقي الاستحقاقات الضرورية للوصول إلى الانتخابات. واتفق الليبيون على تشكيل حكومة جديدة واحدة من خلال دعوة مجلس النواب للإعلان عن فتح باب الترشح والشروع في تلقي التزكيات ودراسة ملفات المترشحين لرئاسة حكومة كفاءات بقيادة وطنية تشرف على تيسير شئون البلاد. وأكدوا على ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لإنهاء حالة الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي يزيد من استشراء الفساد والغلاء والتدهور غير المسبوق للأوضاع المعيشية للمواطن. ودعا أعضاء الاجتماع، المجتمع الدولي لدعم التوافق الوطني واحترام إرادة وسيادة القرار الوطني ووحدة وسلامة التراب الليبي، وشددوا على أهمية المصالحة الوطنية ودعم السلم المجتمعي للوصول إلى الاستقرار وبناء الدولة المدنية الحديثة. كما جددوا التأكيد على أهمية استمرار الحوار الوطني الليبي المباشر ورفض مبدأ الاستيلاء على السلطة لفرض الأمر الواقع ودعوة كل القوى الوطنية والأحزاب السياسية وكل أبناء الشعب الليبي لدعم جهود المجلسين لاستعادة أمن وحدة البلاد واستقرارها. وأوضح البيان أن الإجتماع جاء "استمرارا لجهود التوافق الوطني عبر الحوار المباشر بين الليبيين والهادف لإنهاء الأزمة السياسية والوصول إلى الانتخابات والتي توجت سابقا بإصدار التعديل الدستوري الثالث عشر وإصدار القوانين الانتخابية والتي ترجمت إلى عقد الاجتماع الموسع الأول لمجلس النواب والأعلى للدولة في تونس نهاية فبراير الماضي". وأشار إلى أن الإجتماع الموسع الثاني لأعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة، المنعقد بالقاهرة جاء أيضا انطلاقا من الحرص المشترك من أعضاء المجلسين على عملية سياسية يمتلكها الليبيون وتيسرها البعثة الأممية لتجاوز حالة التعثر التي تمر بها العملية السياسية وبعد التشاور مع القوى المدنية والأحزاب السياسية خلال الاجتماعات التي تمت بمختلف المدن الليبية. وتعاني ليبيا من فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام الراحل معمر القذافي في العام 2011، إذ فشلت في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر 2021 كما كان مقررا سابقا بسبب خلافات بين الأطراف الليبية حول قوانين الانتخابات.