مشوار يمتد لموسمين وأكثر، 60 مواجهة وخسارة وحيدة، شرعت للأهلي سيادة الدوري السعودي بكل جدارة واستحقاق، دون تشكيك أو تفضيل أو معونة. لسنوات مضت كتب للفريق الملكي أن يكون مع كل نهاية مطاف البطل غير المتوج، من خلال ما يقدمه من لوحات إبداعية لا تحمل التوقيع الذي يوازي جماليتها، فتذهب البطولة الأغلى من بين يديه إلى آخرين قدموا ما لم يقدمه. في موسم شارفت جولاته على الانتهاء، فرض الراقي نفسه بطلا متوجا هذه المرة بكل المعاني واللغات، ودون أي منازع، فحتى المنافس المباشر له الهلال قد تجرع المرارة ذهابا وإيابا، ما جعل الأهلي بطلا من بوابة الزعيم المتماسكة. إرادة الأهلي منذ بداية الموسم بانت وبقوة بإدارة جديدة وطموح يقودها الهامور مساعد الزويهري، والخلوق عبدالله بترجي، بعد أن ترك لهم الأمير فهد بن خالد فريقا مثاليا أسسه قلب الأهلاويين النابض الأمير الرمز خالد بن عبدالله، فاجتمع الدعم والعشق والطموح حتى ولّدت عملا لن تقل نتيجته عن تلك التي حدثت. بعد مشوار طويل من اللاخسارة أصاب الفريق شيء من الفتور الذي أخاف المحبين وأوصل المشاعر إلى خوف من سقوط يهوي بأحلام المجانين تعاد معه كرّة الضياع من جديد. جاءت الضارة النافعة بخسارة أولى أمام نجران انطلق معها تصريح قوي لمهند عسيري عوقب عليه لكنه حمل شيئا من الصحة والدليل هو ما حصل أمس الأول. قال مهند إن الفريق كان يحتاج للخسارة، حتى يعيد الشحن من جديد، وبالفعل كانت هزيمة نجران الصفعة التي أجبرت على الصحوة، وارتدى اللاعبون ثوب الروح المتجددة التي كانت تغيب بين حين وآخر. كان حضور طارق كيال وتسلمه سدة الإشراف التي أوجدها تضارب إداري لو استمر كان سيضيع الجهد الكبير، فأضحى وجود الكيال لضبط الميزان وليكون المضاد الحيوي الذي يعيد صحة الفريق، وهو ما تم فعلا فبدا التغيير واضحا والرضا الجماهيري في أوجه، والفريق الأفضل أخذ ما يستحقه أخيرا. يبقى هنا أن يكون الختام المسك بالحديث عن العرّاب الذي صبر وعانى وبذل، آثر الصمت وابتعد قليلا عتبا على من قدم لهم كل شيء، فأبى أولئك الفتية ومن معهم إلا وأن يكون الرضا منه بما يليق. الأمير الراقي والعاشق خالد بن عبدالله، بادله مجانين العشق بدورهم العرفان شكرا، وصرخوا بعالي الصوت (الأهلي خالد في قلوبنا). يبقى يوم الجمعة السادس من شعبان موعدا منتظرا مع التتويج الكبير، في حضرة الرمز الذي سيتقدم الأهلاويين في احتفاليتهم، وبمعية الأمة الراقية في ليلة ملكية ستعَنون بمداد من ذهب، يعلن من خلال ختام أقوى دوري عربي بطله الأهلي.