وانطلقت الصافرات في الشطر الجنوبي للجزيرة المعترف به دوليا، عند الساعة 5,30 صباحا (02,30 ت غ)، ساعة بدء "عملية أتيلا" في 1974 والتي أفضت لسيطرة القوات التركية على ثلث مساحة قبرص وأرغمت قرابة 40 بالمئة من السكان على النزوح. وقبرص مقسومة منذ أن اجتاح الجيش التركي قسمها الشمالي في 20 تموز/يوليو 1974، بعد خمسة أيام على محاولة انقلاب قادها قوميون قبارصة يونانيون لإلحاق الجزيرة باليونان. وفي 1983، أعلن الشطر الشمالي من جانب واحد قيام "جمهورية شمال قبرص التركية"، وهي كيان انفصالي لا تعترف به إلا تركيا التي تنشر فيه الآلاف من جنودها. وتسعى الأمم المتحدة التي تسيّر قوة حفظ السلام التابعة لها دوريات في المنطقة العازلة بين الشطرين، الى استئناف المحادثات بحثا عن حل بين "جمهورية شمال قبرص التركية" وجمهورية قبرص التي انضمّت الى الاتحاد الأوروبي في العام 2004 وتمارس سلطتها على الشطر الجنوبي للجزيرة. قبل إحياء الذكرى، عبّر محاربون قدامى قبارصة يونانيون شاركوا في التصدي للغزو لوكالة فرانس برس عن تشاؤمهم حيال آفاق السلام. وقال ديميتريس تومازيس الذي كان من بين أسرى الحرب الذين نقلوا إلى تركيا في 1974 "مضت 50 سنة ولا حل بعد ولا أمل". ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قبرص مساء السبت لحضور مراسم في ذكرى الغزو إلى جانب الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس. وسيشارك خريستودوليدس صباحا في مراسم إحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا، ويلي ذلك قداسا في كنيسة للروم الأرثوذكس في قرية كوكينوتريميثا غرب العاصمة المقسمة. وسينضم ميتسوتاكيس للرئيس القبرصي للاطلاع على مشروع فني يجمع ذكريات من الغزو في القصر الرئاسي، قبل أن يلقي كل منهما كلمة. في "جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا، ستكون الأجواء احتفالية، إذ من المتوقع أن يصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وسط تدابير أمنية مشددة للمشاركة في فعاليات من بينها عرض عسكري. وفي ظل المقاطعة الدولية وشبه انقطاع عن العالم، يعتمد الشطر الشمالي بشدة على تركيا. وفشلت عقود من محادثات سلام مدعومة من الأمم المتحدة في توحيد الجزيرة، وكتبت الموفدة الدولية الأخيرة الكولومبية ماريا أنخيل أولغوين في رسالة مفتوحة مطلع تموز/يوليو أن لا بد من "الابتعاد" عن الحلول القديمة و"التفكير بطريقة مختلفة". انهارت آخر جولة من محادثات السلام في 2017، وقبل 20 عاما في نيسان/أبريل رفض القبارصة اليونانيون في استفتاء خطة مدعومة من الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة. كانت قبرص مستعمرة بريطانية من العام 1878 حتى العام 1960 حين نالت استقلالها. وجرت مفاوضات الاستقلال بين المملكة المتحدة واليونان وتركيا والقادة القبارصة، في سياق دستور يضمن خصوصا تمثيل القبارصة الأتراك. وكان الإطار يحظّر إلحاق الجزيرة سواء باليونان أو بتركيا أو تقسيمها، لكنه انهار في نهاية 1963 وسط أعمال العنف بين قبارصة من أبناء المجموعتين.
مشاركة :