قال رواد أعمال إماراتيون إن صناعة العطور الإماراتية حققت تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، بعد أن شهدت الدولة إنشاء العديد من مصانع العطور المتميزة، في وقت سجل فيه التصدير للأسواق الخارجية، خصوصاً الخليجية، نمواً كبيراً خلال الفترة الأخيرة. وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن العطور الإماراتية أثبتت جودة تضاهي نظيرتها من العلامات التجارية العالمية، وأصبحت تنافس في الأسواق العالمية، لاسيما أنه يتم تصنيعها بمواصفات ومقاييس عالية الجودة تم اعتمادها عالمياً، فضلاً عن أنها تتميز بخصوصية كبيرة، إذ إنها مستخلصة من منتجات تراثية. ولفتوا إلى أن دولة الإمارات، وخصوصاً دبي، أصبحت مركزاً لصناعة العطور عالية الجودة وتصديرها للمنطقة والعالم، مدعومة ببنية تحتية عالية الجودة، وتسهيلات وحوافز خاصة للاستثمار، وإنشاء مناطق مخصصة للصناعة، كما أصبح للعديد من الشركات العالمية المصنعة والموردة للمواد الأولية، مكاتب ومراكز ومستودعات في دبي، داعين الشركات ورواد الأعمال إلى التركيز أكثر على دعم صناعة العطور المحلية، عبر تطوير مزيد من العلامات التجارية الإماراتية ودفعها إلى العالمية. جودة عالمية وتفصيلاً، قال رائد الأعمال الإماراتي المتخصص في تصنيع العطور، علي الجابري: «أثبتت العطور الإماراتية جودة لا تقل عن نظيرتها من علامات تجارية عالمية»، لافتاً إلى أن «دولة الإمارات أصبحت مركزاً لتصنيع العطور عالية الجودة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، وتصديرها للعديد من دول العالم». ودلل الجابري على عالمية العطور الإماراتية بقوله: «أطلقت العلامة الإماراتية (وديان) في نهاية مارس الماضي عطراً حصرياً في متاجر (هارودز) في العاصمة البريطانية لندن، بمناسبة احتفال سلسلة المتاجر البريطانية بذكرى تأسيسها الـ175، ليكون بذلك أول عطر من الشرق الأوسط يحظى بهذه الفرصة بعد مباحثات استمرت نحو أربع سنوات، نظراً لوجود متطلبات مشددة في اختيار العلامات التجارية التي تحمل اسم المحل، حتى لو كانت منتجات هذه العلامة التجارية تباع في (هارودز)». وأكد أنه تم اختيار «وديان» ليكون واحداً من سبع «ماركات» عالمية فقط يحق لها إصدار عطر «هارودز» لعام 2024، نظراً للجودة العالية التي يتمتع بها. وتابع الجابري: «العطور المحلية تنافس في الأسواق العالمية، خصوصاً أنها تصنع في دولة الإمارات بمواصفات ومقاييس عالية الجودة تم اعتمادها عالمياً، حيث أصبحت الإمارات مركزاً لصناعة العطور ومستحضرات العناية الشخصية عالية الجودة، وتصديرها، وإعادة تصديرها للمنطقة والعالم». وأوضح: «أصبحت دولة الإمارات وجهة لمن يرغب في التصنيع والتصدير للخارج، للعديد من المنتجات لاسيما العطور، نظراً لأن الدولة سباقة إلى توفير بنية تحتية عالية الجودة، مثل الموانئ والمطارات والمناطق المخصصة للصناعة، والمناطق الحرة، كما أصبح للعديد من الشركات العالمية المصنّعة والمورّدة للمواد الأولية، مكاتب ومراكز ومستودعات في الإمارات ودبي تحديداً، وبالتالي لا حاجة للسفر للتباحث مع الشركات بهدف توفير هذه المواد اللازمة للصناعة، كونها موجودة في دبي». ورداً على سؤال حول آلية زيادة تصدير العطور من الدولة، قال: «يمكن زيادة تصدير العطور من دولة الإمارات إلى الأسواق الخارجية من خلال التركيز على الابتكار، سواء من حيث التركيبة العطرية أو الشكل أو التعبئة أو التغليف»، لافتاً إلى أن عدم التجديد والابتكار والسير وراء تقليد الماركات العالمية يضعف الوجود في الأسواق الخارجية. تطور كبير من جانبه، يرى رائد الأعمال الإماراتي المتخصص في تقييم العطور، محمد الخوري، أن صناعة العطور الإماراتية شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية. وقال: «شهدت دولة الإمارات إنشاء العديد من مصانع العطور المتميزة، كما شهد التصدير للأسواق الخارجية، خصوصاً الخليجية منها، نمواً كبيراً خلال الفترة الأخيرة»، لافتاً إلى أن «العطور الإماراتية تتميز بخصوصية كبيرة، إذ إنها مستخلصة من منتجات تراثية، كما يركز بعض المصنعين على استخدام منتجات محلية، مثل التمر والقهوة». واتفق الخوري مع الجابري على أن دولة الإمارات ودبي تحديداً أصبحت مركزاً لتصنيع العطور الخليجية بشكل خاص، بسبب التسهيلات والحوافز الخاصة بالاستثمار التي تنفرد بها، والتي قلّ أن يوجد لها مثيل عالمياً، فضلاً عن الأسعار التنافسية، ما يمكنها من إقامة صناعة قوية للعطور تنافس بها على المستويين الخليجي والعالمي. ودعا الخوري الشركات إلى التركيز أكثر على دعم صناعة العطور المحلية عبر تطوير مزيد من العلامات التجارية الإماراتية ودفعها للعالمية، مبيناً أن بعض الشركات يركز على تصنيع العطور الأجنبية فقط، في وقت يركز فيه عدد من الشركات على إنتاج علامات تجارية محلية متميزة يتم تصديرها للأسواق الخليجية، فضلاً عن أنها استطاعت المنافسة في عدد من الأسواق العالمية الكبرى وإثبات قدراتها بجدارة. وقال: «جعلني عملي كمقيّم عطور، سواء المحلية أو الأجنبية، أعرف السوقين المحلية والعالمية جيداً، وأدرك مميزات العطور المحلية وتزايد قدرة صناعة العطور الإماراتية على المنافسة عالمياً». إقبال متنامٍ وفي السياق نفسه، أكد رائد الأعمال الإماراتي مشعل المرزوقي، أن صناعة العطور الإماراتية شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة. وقال: «سجل عدد المصانع المنتجة لهذه العطور زيادة كبيرة نتيجة تنامي الإقبال عليها، ما أدى إلى زيادة عدد العلامات التجارية للعطور الإماراتية بشكل ملموس، وأصبحت العطور الإماراتية تباع في عدد من كبريات دول العالم». وأضاف: «أصبحت الإمارات مركزاً لتصنيع العطور في منطقة الخليج، كما باتت العطور الإماراتية تنافس في السوق العالمية نتيجة للمعايير والاشتراطات التي وضعتها الجهات المسؤولة عن الصناعة، والتي تجعل العطور المصنعة في دولة الإمارات ذات جودة عالية، ما دعم الثقة بها عالمياً». وتابع: «أصبحت الإمارات خصوصاً دبي مركزاً مهماً للتصنيع عالمياً، وتوجد فيها مقار ومكاتب لعدد كبير من الشركات العالمية، ما جعل هذه الشركات تفضل التصنيع في الإمارات بدلاً من التصنيع في الخارج». وذكر المرزوقي الذي استطاع تصنيع وتطوير أربعة عطور مختلفة، بمكونات تناسب السوق العالمية، أن تجميع العطور النادرة كان هواية له منذ الصغر، بحيث أصبحت لديه قطع فريدة ومميزة من ماركات عالمية نادرة، فضلاً عن أنه أصبح خبيراً في عمليات تصنيع وتوريد العطور للدولة من مختلف العلامات التجارية. • 4.5 مليارات درهم تجارة الدولة من العطور بنمو نسبته 31.6%. صادرات الإمارات من العطور تنمو 70.5% خلال الربع الأول أظهرت بيانات التجارة الخارجية لدولة الإمارات من العطور، والتي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، أن تجارة الدولة من العطور حققت نمواً إجمالياً نسبته 31.6% خلال الربع الأول من عام 2024، لتصل إلى أربعة مليارات و581 مليون درهم، مقابل ثلاثة مليارات و482 مليون درهم في الفترة نفسها من عام 2023. وكشف المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء عن نمو نسبته 70.5% في صادرات دولة الإمارات من العطور خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2023، إذ وصلت قيمة هذه الصادرات إلى مليار و610 ملايين درهم، مقابل 944 مليون درهم خلال الربع الأول 2023. بدورها، حققت قيمة «إعادة التصدير» نمواً نسبته 22.2% خلال الفترة ذاتها لتصل إلى مليار و636 مليون درهم، مقابل مليار و339 مليون درهم خلال الفترة نفسها من عام 2023. وبيّنت الإحصاءات كذلك أن واردات دولة الإمارات من العطور حققت نمواً بنسبة 11.3%، لتصل إلى مليار و335 مليون درهم، مقابل مليار و199 مليون درهم في الفترة نفسها من عام 2023. ووفقاً للإحصاءات، فإن أهم خمس دول تتعامل معها دولة الإمارات في تجارة العطور هي فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وإيطاليا والكويت. أما أهم الدول التي صدرت دولة الإمارات العطور إليها خلال الربع الأول 2024، فهي الولايات المتحدة تليها السعودية، ثم العراق وعُمان وهولندا. بدورها، تمثلت دول «إعادة التصدير» في السعودية والولايات المتحدة وقطر والكويت ثم فرنسا على التوالي، بينما كانت أهم دول «استيراد» العطور على التوالي: فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :