لم يتمكن المنتخب الوطني للرياضيات من السفر إلى إنجلترا للمشاركة في الأولمبياد العالمية للرياضيات 2024، نتيجة تأخر مساطر طلبات تأشيرة السفر من قبل المسؤولين، مما أدى إلى حرمان ستة من أفضل التلاميذ المغاربة في المستوى الثانوي من فرصة تمثيل المغرب في هذا الحدث العالمي، وفقاً لمسؤولي جمعية مغرب رياضيات. وبحسب الجمعية، تم اختيار هؤلاء التلاميذ بعد اجتيازهم اختبارات انتقائية صارمة على مدار الثلاث سنوات الماضية، وكان حلمهم هو رفع راية المغرب عالياً في الأولمبياد العالمية للرياضيات. ومع ذلك، انضم المغرب إلى قائمة قليلة من الدول التي لم تتمكن من الحضور في هذه النسخة من الأولمبياد التي شهدت مشاركة 108 دول. تُعتبر المشاركة في تظاهرة الأولمبياد العالمية للرياضيات فرصة لتعزيز مكانة المغرب في المحافل الدولية، وتشجيع التلاميذ على التميز والإبداع. محمد بودرة، رئيس جمعية رياضيات المغرب، أبرز في تصريح صحفي لموقع القناة الثانية، أسباب تأخير إعداد التأشيرات الخاصة بالتلاميذ الستة المغاربة المترشحين للمسابقة المرموقة والأبرز عالمياً، موضحاً أن الفريق المغربي كان يتكون من نخبة متميزة مغربياً، وشارك في مجموعة من التدريبات والاستحقاقات المحلية والوطنية على مدى ثلاث سنوات. فيما يتعلق بمسؤولية التأخير، شدد رئيس الجمعية على أن المسؤولية تعود للمسؤولين عن الأولمبياد في الدرجة الأولى، حيث تسبب التأخير في حرمان المنتخب الوطني من المشاركة. وأضاف أن دور الجمعية الأساسي هو دعم الفريق الوطني عبر تكوينات وتدريبات إعدادية على يد متوجين بالأولمبياد. ويرى بودرة أن دور الجمعية، في إطار الشراكة مع الوزارة وباقي الشركاء، هو تعزيز الدور التربوي والدعم النفسي للتلاميذ، مستدركاً بالقول إن الجمعية ليست في موضع قوة لتنزيل قرارات نظرًا لطبيعتها القانونية، فيما تبقى شبكة العلاقات أبرز آلية لاتخاذ الأمور بجدية على مستوى الأولمبياد. ودعا رئيس جمعية رياضيات المغرب إلى تقديم قيمة أكبر لمسابقة الأولمبياد واتخاذها بجدية كمثيلتها لاستحقاقات البكالوريا، وذلك بالنظر إلى كون المسابقة تتضمن مشاركة رواد وقياديين مستقبليين للمغرب. كما شدد على أهمية التحسيس التربوي انطلاقاً من سلكي الابتدائي والإعدادي، مشيراً إلى أهمية الاستعداد المبكر ولما لا الفوز بالميداليات الذهبية. أما بخصوص كيفية تلقي أعضاء المنتخب المغربي للرياضيات خبر الحرمان من المشاركة ووضعيتهم النفسية، لفت بودرة إلى أن الخبر شكل صدمة لهم ولأسرهم، خصوصاً وأن فريق هذا العام كان يتميز بإمكانات كان يُنتظر أن تحقق نتائج إيجابية في الأولمبياد. وسجل المتحدث أن الرحلة لن تتوقف عند هذا الإخفاق، حيث ينتظر التلاميذ مساراً متميزاً، خصوصاً بعد قبول أحد أعضاء الفريق ضمن معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) المرموق دون المرور على الأقسام التحضيرية، فضلاً عن قبول مجموعة أخرى من الفريق ضمن الأقسام التحضيرية لأرقى المدارس الفرنسية. مشدداً على أن الحديث مع الفريق حول خبر الحرمان حاول التخفيف من الضغط النفسي وخيبة الأمل التي يأمل الرئيس أن لا تتكرر مستقبلاً.
مشاركة :