بلاينهايم.. قصر خرج عن ملكية العائلة البريطانية

  • 7/22/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

- بني القصر بين عامي 1705 و1722، وهو المبنى الوحيد الذي يطلق عليه اسم "القصر" رغم عدم ملكيته للأسرة المالكة. - اسم القصر الذي يبعد عن العاصمة لندن حوالي 100 كيلومتر جاء نسبة إلى انتصار قوات إنجلترا على الفرنسيين في معركة بلاينهايم عام 1704. - يعد القصر مسقط رأس ونستون تشرشل، الذي شغل منصب رئيس وزراء إنجلترا مرتين، وتولى مناصب مهمة في الحربين العالميتين. - استخدام القصر مستشفى عسكريا خلال الحرب العالمية الأولى واستضاف جهاز المخابرات البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. - شهد القصر تصوير أفلام شهيرة مثل أفلام "جيمس بوند" و"هاري بوتر" و"المهمة المستحيلة" و"المتحولون" و"إنديانا جونز". لفت قصر بلاينهايم بمدينة أوكسفورد البريطانية الانتباه أثناء استضافته أكثر من 45 رئيس دولة وحكومة في نطاق قمة "قادة الجماعة السياسية الأوروبية"، باعتباره المبنى الوحيد في انجلترا الذي لا تعود ملكيته للعائلة المالكة ويحمل صفة "القصر". استضاف القصر القمة الرابعة لقادة الجماعة السياسية الأوروبية في 18 يوليو/ تموز الجاري، حيث يتميز بجمعه التاريخ والهندسة المعمارية في مكان واحد، وله مكانة خاصة في عالم الفن والتماثيل. بني القصر بين عامي 1705 و1722، ورغم عدم انتمائه للعائلة المالكة، إلا أنه المبنى الوحيد الذي يطلق عليه اسم "القصر"، نظرا لحجمه وهندسته المعمارية الشبيهة بالقلعة. وجاءت تسمية القصر "بلاينهايم"، الذي يبعد عن العاصمة لندن نحو 100 كيلومتر، نسبة إلى انتصار جيوش إنجلترا على الفرنسيين في معركة "بلاينهايم" عام 1704. ** هدية ملكية وبخصوص حكاية بناء القصر، شيّد بلاينهايم ضمن الحديقة الممنوحة لـ"جون تشرشل"، دوق مارلبورو، الذي قاد الجيوش في تلك الحرب باعتباره "هدية من الملكة آن، والأمة الممتنة له" على انجازه، واستمر القصر ملكية شخصية ومقر إقامة لدوقات مارلبورو منذ ذلك الحين. ويعد القصر أيضا مسقط رأس ونستون تشرشل، الذي شغل منصب رئيس وزراء إنجلترا مرتين، وتولى مناصب مهمة في حربين عالميتين، ويعيش اليوم في القصر أقارب تشرتشل من أبناء ابن عمه تشارلز تشرشل. وصُمم القصر ومنتزهه من قبل المهندس المعماري الشهير جون فانبرو، أحد أعظم مصادر الإلهام لحركة "الرومانسية الإنكليزية" التي يبرز فيها حب الطبيعة. ** حكاية البناء ورغم أن القصر ومهندسه المعماري معروفان اليوم، إلا أن اسم "فانبرو" تم محوه عند بناء القصر بسبب خلافات ملكية. فانبرو الذي حصل على وظيفة بناء القصر من دوق مارلبورو، عقب لقائهما إثناء عرض مسرحي من كتاباته التي اكسبته شهرة أكثر من أعماله المعمارية. ولكن سارة جينينغز، زوجة الدوق تشرشل، أرادت منح الوظيفة للمهندس المعماري الشهير كريستوفر رين، ولذلك تُرك الأمر لجينينغز للإشراف على فانبرو الذي فضله زوجها الذي كان منشغلا دائما في الخطوط الأمامية للجبهات. وبينما كانت الدوقة جينينغز تحلم بمنزل مريح بجوار نصب تذكاري وطني لزوجها وللبلاد، صمم فانبرو هيكلا مبهرا على الطراز الباروكي، لكنه لا يوفر ما تمنته الدوقة. ولاحقا، تعرض فانبرو للطرد عام 1719 بعد تعرضه لانتقادات متكررة من جينينغز، بسبب إسرافه وتفاخره، لكنه استمر في السيطرة على بناء القصر سرا حتى اكتمال البناء. ولم يسمح لزوجة فانبرو بالدخول إلى بلاينهايم حيث دُعي الجمهور لزيارة القصر بعد 3 سنوات من افتتاحه، كما لم يتمكن فانبرو من استعادة الشهرة التي حققتها خلال فترة بنائه للقصر. ** القصر من الداخل وفيما يخص أقسام القصر، تم بناء كتلتين على جانبيه، تضم المكتبة ودار الضيافة والمعارض والمطبخ والمغسلة، ويتوسطهما المبنى الرئيسي الذي يضم وحدات سكنية وإدارية. كما تم استخدام أبراج أضيفت للمبنى لتجعله يبدو مثل "القلعة" ولإخفاء المداخن أيضا. ويحوي القصر على نقوش ومنحوتات تشمل "الأسد البريطاني" الذي يأكل "الديك الفرنسي" على القاعدة المثلثة للمبنى الرئيسي التي تم إنشاؤها بواسطة النحات الشهير غرينلينغ غيبونز. ويوجد بالقصر تمثال لتشرشل، دوق مارلبورو، وتمثال نصفي للملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا، الذي هزمه تشرشل عام 1704، ويعد التمثال النصفي من بين الغنائم التي جلبها تشرشل من مدينة تورناي في بلجيكا. ويوجد داخل كنيسة القصر أيضا قبور جون تشرشل، دوق مارلبورو الأول، وزوجته سارة جينينغز، والدوقات الأحد عشر اللاحقين وعائلاتهم. ** ديكورات داخلية وعلى أسقف وجدران القصر من الداخل، تتجسد مشاهد من معركة بلاينهايم، وبطولة جون تشرشل، وشخصيات نسائية محاربة (بريطانيا) تحمل الرمح الثلاثي الذي يرمز إلى إنكلترا. أما مكتبة القصر فيبلغ طولها 56 مترا، وتعد أحد الأجزاء الأكثر لفتا للانتباه في بلاينهايم، وإحدى الأقسام التي تم تكليف الرسام الشهير جون تورنهيل برسمها. وتشتهر حديقة القصر بتصميماتها الفريدة، حيث صمتت عبر تجفيف وإعادة ترتيب مستنقعات جسرا سمي على اسم فانبرو. وتشمل المباني الشهيرة الأخرى في الحديقة "معبد ديانا"، والمنزل الصيفي الذي تقدم فيه ونستون تشرشل لخطبة زوجته، وعمود النصر، وبيت البرتقال البلاستيكي، والحديقة الإيطالية. ** القصر عبر العصور حصلت عائلة تشرشل على ألقابها ودخلها من نجاحاتهم العسكرية، وباعتبارها من فئة النبلاء، لم يكونوا من ملاك الأراضي أو التجار، بل من أقل العائلات دخلا بين دوقات البلاد. العديد من الأعمال الفنية والممتلكات العائلية بيعت خلال فترة حكم تشرشل، حيث كلفت نفقات القصر أموالا باهظة على الأسرة. وتغيرت حظوظ القصر، الذي أصبح في حالة سيئة وكان على وشك الانقراض لمدة 160 عاما تقريبا، عقب زواج دوق مارلبورو التاسع من كونسويلو ابنة عائلة فاندربيلت، التي كانت صاحبة استثمارات في السكك الحديدية في الولايات المتحدة. حصل الدوق تشارلز التاسع على دخل سنوي قدره 100 ألف دولار من عائلة فاندربيلت، وأسهم في شركات السكك الحديدية بزواجه، وتولى رعاية القصر مرة أخرى، ليتم استبدال الأعمال الفنية المباعة بأخرى جديدة، وإعادة تصميم الديكورات الداخلية على الطراز الفرنسي. استخدام قصر بلاينهايم لأغراض متنوعة في فترات مختلفة، فكان المبنى مستشفى عسكريا خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) واستضاف جهاز المخابرات البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945). وأصبحت زيارة القصر ممكنة للعامة منذ العام 1950، حيث تم تصوير بعض الأفلام فيه، مثل أفلام "جيمس بوند" و"هاري بوتر" و"المهمة المستحيلة" و"المتحولون" و"إنديانا جونز". وعلى الرغم من أن دوق مارلبورو وعائلته لا يزالون يعيشون في جزء من القصر، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي عام 1987، إلا أن بلاينهايم يستضيف أيضا العديد من الفعاليات والمعارض. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :