فيما كان الفرح ينتشر في ديار المجزل والاتفاق بتأهلهما سويا إلى دوري عبداللطيف جميل، في إنجاز رائع لهما بعد مشوار طويل في دوري الدرجة الأولى، كان الحزن سيد الموقف في الرياض الذي تداعى وأنهار بنيانه المرصوص منذ زمن بعيد، ليسقط إلى دوري الثانية. أحيانا التاريخ لا يرحم ولا يلعب معك، والبكاء على الأطلال، وعلى اللبن المسكوب لا يجدي نفعا، وها هو الرياض بكل تاريخه وعراقته ومدرسته الوسطى، يجد نفسه بين أندية الثانية، وغيره يمضي إلى الأمام، فلا صوت اللوم ينفع ولا الدموع تنقذ شيئا، المصير الآن مر وصعب، والمستقبل ربما يكون حالكا وأسود إذا استمر الحال على ما هو عليه. لم يكن هناك سوى الدموع والصمت، يحكيان واقع الحال الذي لا يسر، الوضع مزر، والظلام دامس، لا طوق نجاة يلوح في الأفق، ما لم يتماسك أهل الشأن ويعيشوا الوجعة للخروج منها، بعلاج ناجع يعيد الأمور إلى نصابها، ولو بعد حين. من جهته، أكد تركي آل إبراهيم رئيس النادي الأسبق أن الوضع محزن، وما حصل للنادي صاحب التاريخ الكبير، شيء غير قليل، وقال "قدر الله وما شاء فعل، بالتأكيد هناك أسباب كثيرة وراء هذا السقوط، والحلول الآن مطروحة، لكن ينقص النادي داعمون يقفون خلفه". وأضاف "أدعو كل المحبين أن يجتمعوا، ويبدؤوا العمل من الآن لإعادته لمكانه الطبيعي الذي ليس بأقل من دوري عبداللطيف جميل". وكشف آل إبراهيم لمقربين له أنه لن يترشح لرئاسة النادي بسبب ظروفه الخاصة. من جانبه، أكد الأمير فيصل بن عبدالعزيز المشرف العام على فريق كرة القدم، أن التاريخ لن يرحم رئيسه عبدالرحمن الروكان الذي كان السبب في هبوطه، وقال "الروكان قال لديه خبرة 35 عاما، ولكن أين هي؟ إلا إذا كانت في إهمال الفريق في كل شيء سواء كان لا يدعم ولا يحضر للنادي أصلا حتى وقعت (الفاس في الراس)". وتابع "لو كانت لديه شجاعة لقدم استقالته من الجولة الخامسة، ولكن كابر، فكانت الكارثة، اعتبر إدارته كارثية ولم يمر مثلها في تاريخ النادي، حتى الرياضة السعودية، فهي لا تملك فكرا ولا مالا، فطبيعي أن تكون هذه النهاية المحزنة". وزاد "عدت للإشراف على الفريق بدعم من ماجد الحكير، وفعلنا ما يمكن فعله في المدة القصيرة، وسلمنا بعضا من الرواتب ومقدمات عقود، ونحن حضرنا كلجنة إنقاذ وبحثنا عن إيجاد حلول في وقت متأخر ولم نجد أي تعاون من إدارة النادي".
مشاركة :