تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء العدوان، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تدمير البنية التحتية في قطاع غزة ، بالإضافة إلى سيطرتها على المعابر ومنع دخول المساعدات، تاركة الفلسطينيين بلا ماء أو طعام أو دواء أو حتى كهرباء منذ أكثر من 9 أشهر. ويحكي أحد الفلسطينيين ويدعى أحمد الشنبري قصته في رحلة البحث عن شربة لأولاده وأسرته، إذ أكد أن معظم الآبار القريبة من المكان الذي نزحوا إليه مؤقتا في مخيم جباليا للاجئين أصبحت مدمرة. والمياه كانت شحيحة أصلا قبل اندلاع العدوان على قطاع غزة، حيث تقول لوكالات الإغاثة الإنسانية إن السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة يعتمدون على طبقة مياه جوفية ملوثة ومستنزفة على نحو مفرط. طفل فلسطيني يبحث عن ماء – تصوير من فرانس برس وقد يستغرق جمع القليل من المياه من المصادر القليلة المتبقية أربع ساعات من الشنبري تحت الحرارة الشديدة. وينطلق الرجل مع أطفاله الثلاثة، حاملين دلاء في أيديهم، في رحلتهم بين أكوام الركام والقمامة بحثاً عن حنفية أو خرطوم تابع لوكالة إغاثة متصل بشاحنة مياه. وأضاف الشنبري:«نعاني كثيرا من أجل الحصول على المياه”، ويشرح أن الوضع تفاقم منذ العملية العسكرية الإسرائيلية والمعارك العنيفة مع مقاتلي حماس في جباليا في مايو/ أيار. الوضع في غزة كارثي قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن معظم المياه الجوفية في غزة كانت ملوثة بمياه الصرف الصحي حتى قبل الحرب. وكان أكثر من 97 بالمئة منها غير آمن للشرب. حاليا، تصف العديد من منظمات الإغاثة الوضع في غزة بأنه كارثي. وعلى مدى أسابيع، روى الفلسطينيون في غزة لمراسلي وكالة فرانس برس معاناتهم من العطش الشديد الذي يدفعهم إلى الهذيان، وكم يتمنون كوبا من الشاي، والإذلال الذين يشعرون به لعدم قدرتهم على الاغتسال. بالنسبة لعائلة الشنبري، الماء ثمين جدا لدرجة أنهم يحاولون عدم إهدار أي قطرة منه بعد العثور عليه. ومن الأوعية التي ينقلونها إلى المنزل، يقومون بنقل المياه بعناية إلى أحواض لتنظيف الأطباق وأباريق للاستحمام. ويقول الوالدان إنهما مرهقان بسبب النضال المستمر للحصول على أبسط الضروريات، وأن أطفالهم مرضى. وقال الشنبري: «المياه الموجودة لا تصلح للشرب ولا للطبخ، وأولادي كلهم مرضوا، هناك مرض الفشل الكلوي… وحتى العلاج غير موجود في الشمال». وحتى لو تمكن من تحديد موقع بئر للمياه، يقول الشنبري إنه لا يوجد وقود في الشمال لتشغيل المضخات اللازمة لاستخراجه. كما ورد أن محطات معالجة مياه الصرف الصحي مغلقة بسبب نقص الوقود والقتال. ووصف خبير في البنية التحتية للمياه في قطاع غزة نظام التوزيع في القطاع بأنه بات خارج الخدمة فعلياً. وأضاف أن وقف إطلاق النار وحده يمكن أن يعيد تشغيله من جديد، نظرا للحاجة إلى قطع الغيار والخبراء للوصول إلى المحطات والآبار. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :