افتتحت وول ستريت في المنطقة الخضراء مع انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي ودعم نائبته كامالا هاريس. وأثرت هذه الخطوة في عديد من الأسواق، بما في ذلك المحلية والعالمية وحتى العملات المشفرة التي كانت تتأهب بقدر متزايد لفوز محتمل للرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية. ارتفعت مؤشرات وول ستريت الرئيسية بقدر طفيف بعد أن أعلن الرئيس بايدن أنه لن يكمل السباق الانتخابي رسميًا، بما في ذلك مؤشر داو جونز الذي ارتفع بنحو 0.29%، وستاندرد آند بورز 500 بنحو 0.90%، وناسداك بنحو 0.70 مع افتتاح السوق يوم الاثنين. وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة الدولار الأميركي مقابل مجموعة من العملات الأجنبية التي يستخدمها شركاء أميركا التجاريون، بنسبة 0.05% ليصل إلى 104.3. ويشير هذا إلى ضعف الدولار الأميركي وتراجع قوته الشرائية العالمية. كما انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية ما يعني ارتفاع أسعار السندات لأن العلاقة بينهما عكسية، ويشير هذا إلى أن المستثمرين ربما يبتعدون عن الرهانات على استراتيجيات "تجارة ترمب". يشير هذا التحول إلى أنه في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بنتيجة الانتخابات، يعيد المستثمرون النظر في مواقفهم، وربما يتجهون نحو أصول أكثر أمانًا عندما يصبح المشهد السياسي أقل قابلية للتنبؤ به. وارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الاثنين، وأظهرت المؤشرات الرئيسية مكاسب. ارتفع مؤشر STOXX Europe 600 بنسبة 1.2%، وارتفع مؤشر Dax الألماني بنسبة 1.56%، وارتفع مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 1.3%، وارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0.93%. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ شهدت معظم أسواق الأسهم انخفاضات، فقد انخفض مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1.16%، وانخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.14%، وانخفض مؤشر ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.5%، وانخفض مؤشر شنغهاي المركب في الصين بنسبة 0.61% في أعقاب تخفيض البنك المركزي الصيني معدلات الفائدة استجابة للبيانات الاقتصادية المخيبة للآمال. وكان الهدف من خفض أسعار الفائدة تحفيز الاقتصاد لكن كان له تأثير سلبي في معنويات المستثمرين، ما أدى إلى تراجع أسعار الأسهم. ومع ذلك، سار مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ عكس هذا الاتجاه، حيث ارتفع بنسبة 1.25%. وبعد إعلان بايدن، ظل سعر البيتكوين مستقرًا نسبيًا، فقد تجاوزت مدة وجيزة 68 ألف دولار لكنها استقرت بعد ذلك عند نحو 67440 دولارًا. وبالمثل، شهدت العملات المشفرة الرئيسية الأخرى بما في ذلك إيثريوم ودوغكوين وسولانا سول وآدا كاردانو، زيادات في البداية يوم الاثنين لكنها قلصت مكاسبها لاحقًا. حساسية الأسواق للسياسة الأميركية تتأثر الأسواق العالمية بالتحولات في السياسة الأميركية بسبب تأثير أميركا الكبير في الاقتصاد العالمي، ومع تقلب احتمالات الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تتفاعل الأسواق وفق ذلك. في الآونة الأخيرة، أدت تطورات مثل الأداء الضعيف للرئيس بايدن في المناظرة ونجاة الرئيس السابق ترامب من محاولة اغتيال إلى تغيير التوقعات، حيث أشار بعض المحللين إلى وجود فرصة أكبر لفوز ترامب. وقد دفع هذا التحول المستثمرين إلى الرهان على عوائد أعلى للسندات، لأن أسعار السندات تنخفض عادة عندما ترتفع العائدات، وينظرون إلى أسواق معينة مثل الأسهم الآسيوية وأسهم الرقائق، على أنها أكثر خطورة بسبب زيادة حالة عدم اليقين والآثار الاقتصادية المحتملة. كيف تأثر سوق العملات المشفرة بانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني؟ ارتفعت أسواق العملات المشفرة مع تحسن فرص ترامب في الفوز بالرئاسة، لقد وضع ترامب نفسه مرشحًا مؤيدًا للعملات المشفرة، وهو ما يتناقض مع شكوكه السابقة في هذا القطاع. وقد أدى هذا التحول إلى تعزيز التفاؤل بين مستثمري العملات المشفرة الذين يرون أن إدارة ترامب المحتملة مواتية لهذه الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، أدى اختيار ترامب لجيمس ديفيد فانس الذي يدعم أيضًا العملات المشفرة، ليكون نائبًا له إلى جذب مزيد من مستثمري سيليكون فالي وقادة التكنولوجيا الذين يتوقون إلى الاستفادة من نمو سوق العملات المشفرة. ليست الانتخابات الرئاسية العامل الوحيد الذي يؤثر في الأسواق المالية، ويمكن أن تؤثر الأحداث القادمة الأخرى في تحركات السوق أيضًا. ومن المتوقع خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي معدلات الفائدة في سبتمبر/أيلول بسبب انخفاض التضخم، وسيناقش تغييرات السياسة في اجتماعه نهاية يوليو/تموز. بالإضافة إلى ذلك تؤدي شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة بما في ذلك ألفابيت ومايكروسوفت وميتا وأبل وأمازون وتيسلا وإنفيديا، دورًا مهمًا في الأسواق الأميركية وتؤثر في الشركات الصغيرة خصوصًا في مجال التكنولوجيا. ويمكن أن تؤدي تقارير الأرباح الفصلية القادمة من هذه الشركات خصوصًا شركتي تيسلا وألفابت إلى تقلبات كبيرة في السوق، حيث يراقب المستثمرون من كثب أداءها وتطوراتها في مجال الذكاء الصناعي.
مشاركة :