تعتزم الصين بناء «موقع متقدم» على جزيرة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، في محاولة لتعزيز وجود بكين في هذه المنطقة التي تطالب بها الفيليبين، و«تحسين تغطيتها الجوية»، كما ذكرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصينية اليوم (الإثنين). وقال مصدر قريب من الجيش الصيني إن «الموقع المتقدم» سيقام على جزيرة سكاربورو المرجانية (هوانغيان بالصينية) الواقعة على بعد 230 كيلومتراً غرب لوزون كبرى مدن الفيليبين، مضيفاً أن الموقع الصيني سيتيح لبكين «تحسين» تغطيتها الجوية في بحر الصين الجنوبي، ملمحاً إلى احتمال تشييد مدرج عليه. وقال المصدر إنه تم تسريع مشروع البناء الصيني، استباقاً للحكم الوشيك الذي ستصدره محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، وإن على «بكين استعادة المبادرة بسبب محاولات واشنطن احتواءها من خلال وجود عسكري دائم في المنطقة». وتأتي هذه المعلومات بعد إعلان الولايات المتحدة والفيليبين أخيراً، تسيير دوريات مشتركة في المنطقة، وتعتبر الصين القسم الأكبر من منطقة البحر الجنوبي «أرضاً وطنية»، بما في ذلك المناطق الواقعة قرب دول مجاورة، وأقامت في السنوات الماضية جزراً اصطناعية لتأكيد سيادتها عليها. وتؤكد الفيليبين أن جزيرة سكاربورو تقع ضمن منطقتها البحرية، وبالتالي فإن سيادتها عليها ليست موضع جدل. ووفق مانيلا، فإن الصين تسيطر على الجزيرة المرجانية منذ العام 2012، وتبعد الصيادين الفيليبينيين الذين يقتربون منها. وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا قبل زيارة إلى بكين إن الصين تثير « قلق» العالم بسبب حشدها العسكري وتوسعها في بحري الصين الجنوبي والشرقي. وقال كيشيدا في خطاب لقادة الأعمال بصراحة «فإن الزيادة السريعة والغامضة في الإنفاق العسكري الصيني والمحاولات الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن في بحري الصين الجنوبي والشرقي بهدف فرض سيطرة بحرية قوية أثارت قلقاً بالغاً ليس فقط في اليابان ولكن في دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي المجتمع الدولي». ونشرت واشنطن في الأشهر الماضية سفناً حربية قرب الجزر التي تسيطر عليها بكين، مؤكدة أنها تريد الدفاع عن «حرية الملاحة» في مواجهة «عملية عسكرة يمارسها الجيش الصيني، غير أن الصين ترفض الانتقادات الأميركية وتتهم الولايات المتحدة بـ «تأجيج التوتر». ولفيتنام وسلطنة بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان مطالب تشمل أجزاء من بحر الصين الجنوبي، قد تحتوي أعماقها على احتياطي نفطي كبير.
مشاركة :