بفضل رؤية السعودية 2030، تشهد السعودية تغيرات ثقافية واجتماعية إيجابية مُتسارعة، في ظل انعكاسها على مختلف الفئات العمرية، خاصة "جيل زد"، الذي تكوّن من مواليد منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية من القرن الـ 21، وحدّد الديمغرافيون تاريخ هذا الجيل في الفترة بين عامي 1997 و2012، ويُطلِقون عليهم جيل الإنترنت، أي الذي ظهر بعد جيل الألفية؛ وهم يتميزون بقدرتهم الخاصة على استخدام التكنولوجيا بجودة وسهولة. ويمكن القول: إن وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس في السعودية، حيث تزايد عدد مُستخدميها بشكل ملحوظ على مختلف المنصات؛ ويعود ذلك إلى حماس شبابها للتكنولوجيا، ورغبتهم في التواصل ومشاركة المحتوى الرقمي بكافة قوالبه وأنماطه سواء عبر المنصات المختلفة، حيث أصبح استخدامها يوميًا؛ للتواصل، ومتابعة الأخبار، والترفيه، والتسوق عبر الإنترنت. ما يدعم حظوظ منصات التواصل الاجتماعي في السعودية، هو إسهام العوامل الثقافية والتقدم التكنولوجي والسياسات الحكومية في تعزيز هذا الاستخدام الواسع، مما يجعل منها جزءًا حيويًا من ثقافة المجتمع، ونشير إلى ما كشفته هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في 03 مايو 2024 في "تقرير إنترنت السعودية لعام 2023"، من تسجيل المملكة ارتفاعًا في مدى انتشار استخدام الإنترنت في عام 2023 بوصولها إلى 99% من المستخدمين، فضلًا من أن 52.3% من المستخدمين يقضون 7 ساعات فأكثر يوميًا في استخدامه. تفاعل السعوديين على منصات التواصل الاجتماعي يمكن القول: إن وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس في السعودية، حيث تزايد عدد مُستخدميها بشكل ملحوظ على مختلف المنصات؛ لذا تُعد السعودية من الدول التي تتصف بأعلى نسب استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط؛ ويعود ذلك إلى حماس شريحة شبابها للتكنولوجيا، ورغبتهم المتزايدة في التواصل ومشاركة المحتوى الرقمي بكافة قوالبه وأنماطه سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث أصبح استخدامها يوميًا؛ للتواصل، ومتابعة الأخبار، والترفيه، والتسوق عبر الإنترنت. تُقدِّرعدد من شركات التحليلات المتخصصة كـ globalmediainsight عدد مستخدمي الانترنت في السعودية، بأكثر من 37.10 مليون مُستخدم، فيما يبلغ متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأشخاص من المواطنين والمقيمين على الإنترنت بـ 7 ساعات و9 دقائق في اليوم، ومتوسط الوقت اليومي الذي يقضونه في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يصل إلى 3 ساعات و6 دقائق. وبالعودة إلى "تقرير إنترنت السعودية لعام 2023"، فقد تصدر تطبيق "سناب شات" المراتب الأولى المتقدمة على خارطة استخدام المستخدمين لتطبيقات التواصل الاجتماعي في المملكة، ويمكن الاستشهاد هنا بحصوله على المرتبة الأولى للفئة العمرية الأكثر استخدامًا بين فئة (20-24 عامًا) وذلك بنسبة 92.8%، واحتلاله المقدمة في تطبيقات المكالمات الصوتية والمرئية الأكثر استخدامًا بين الجنسين، بنسبة إجمالية تُقدر بـ 65.1%. ولكل منصة من المنصات الاجتماعية خصائصها، إلا أنه يمكن التأكيد على أن "سناب شات" من المنصات المتأصلة في النسيج الاجتماعي السعودي؛ لعدة عوامل، يتقدمها تعميق المراسلة مع العائلة و"الأصدقاء الحقيقيين"، والمميزات المبتكرة، وإعدادات الخصوصيات الصارمة، وهو ما مَكَّن المستخدمين في السعودية بأن يكونوا على طبيعتهم الحقيقية عبر الإنترنت، ويعود ذلك إلى رغبة مؤسسي التطبيق في صناعة منصة مختلفة، لذا كانت التفاعلات عليها مختلفة تماما أضحت المكانَ المناسب لجوهر "التفاعلات الحقيقية"، ما أسهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية الموثوقة. ظل "سناب شات" لأكثر من 10 سنوات إحدى أفضل المنصات للتواصل المرئي في السعودية، خاصة أن متوسط استخدامه من المستخدمين زاد عن 50 مرة يوميًا، ويستخدمه السعوديون بمقدار 2.3 مرة في المتوسط للتعبير عن هويتهم الحقيقية مقارنة بالتطبيقات الاجتماعية الأخرى، وبات الخيار الأول الأساسي للحياة اليومية، خاصة أنه يضم أكثر من 22 مليون مستخدم نشط شهريًا، ويُشكِّل من تتراوح أعمارهم بين 13 و34 عامًا النسبة الأكثر بينهم بنسبة 90%. السردية القصصية والأمان إحدى أهم التحديات التي يواجهها المستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي في العالم عمومًا – والسعودية جزء منها- يتبلور في كيفية صناعة ما يُعرف بـ "السردية القصصية"؛ لكونها الأجدر والأقدر على صناعة العلاقات الإنسانية المجتمعية، وهو التحدي الفعلي الذي واجهته بعض التطبيقات الاجتماعية، وهو ما يتميز به "سناب شات" باعتباره نموذجًا واقعيًا، من خلال تنمية مهارات "السرد القصصي"، وبات منصة يشارك فيها صناع المحتوى قصصهم اليومية بطابع بصري، ما أسهم في بناء تفاعل أكبر مع مجتمعاتهم، وهو ما يؤكده تصميمها المحاكي للطريقة التي يتفاعل بها الناس مع الأصدقاء والعائلة عندما يتواصلون وجهاً لوجه. أكبر التحديات التي تواجهها الأسرة اليوم، يتمثل في كيفية الحفاظ على أبنائهم في ظل الفضاء الرقمي المفتوح للمنصات الاجتماعية، ويقدم "سناب شات" تجربة نموذجية ناجحة، من خلال توفير بيئة صحية وآمنة للجميع، تحمي المستخدمين الأصغر سناً الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، وهو ما يتداخل بشكل كُلي مع نسيج المجتمع السعودي، فضلًا عن اتخاذ التطبيق عددًا من التدابير الوقائية لمنع الغرباء من العثور على المراهقين أو التواصل معهم، وبالتالي توفير إعدادات خصوصية عديدة، وأدوات توفر للأهل البيانات اللازمة لحماية أبنائهم، وتشجيع الحوار حول السلوكيات الآمنة على الإنترنت، وهو ما يقوم به "مركز العائلة" عبر تمكينهم من أدوات التحكم الأبوية داخل التطبيق، الأمر الذي يسمح لهم برؤية من يُحدِّث أطفالهم، ومشاهدة إعداداتهم، وتقييد الوصول إلى خاصية "My AI"، والإبلاغ عن الحسابات المشبوهة، ما يعني أنها منصة راقية تُسهم في التقدّم الإنساني؛ تُتيح للأشخاص الفرصة ليعبّروا عن أنفسهم، ويعيشوا اللحظة، ويكتسبوا المعلومات عن العالم، ويقضوا أوقاتًا ممتعًة معًا. سناب شات جزء لا يتجزأ من حياة السعوديين مكون رئيسي لخارطة تفاعل السعوديين مع "سناب شات"، والذي يتميز بوجود كافة الفئات العمرية من الصغار والكبار، بما يشمل المراهقين والشباب والآباء والأمهات، بل حتى الأجداد يتواجدون بفعالية في التطبيق، الذي أصبح بمثابة "الرئة التواصلية الإنسانية"، وينسحب ذلك أيضًا على صناع المحتوى من المؤثرين والمشاهير الذين وجدوا فيه بُغيتهم، لتقديم محتوى يسهم في تشابك العلاقات الاجتماعية بطريقة عفوية تمامًا. نجح "سناب شات" من خلال عدسات الواقع المعزز في رواية القصص الرائدة، فضلًا عن جعل لحظات الحياة أكثر متعة، وهو ما حافظ على تعزيز علاقات المستخدمين في السعودية من مختلف فئاتهم العمرية، وهو ما لم يتوفر في أي منصة أخرى، وهو المكون الذي استند عليه سيناريو فيلم "تلقانا على سناب"، من خلال إظهار التفاعل الحقيقي مع قصص المستخدمين بطريقة عفوية وشخصية فريدة من نوعها. ما يميز التطبيق بالنسبة لهذا الجمهور الواسع في السعودية، هو أنهم يستفتحون يومهم في المنصات الاجتماعية من خلاله، وهي ركيزة محورية، عبر عنها بعمق فيلم "تلقانا على سناب"، الذي تم نشره منتصف مايو الماضي، وسلطت الضوء فيه على مدى حيوية تفاعل الجمهور السعودي معها، وكيف شكل جزءًا مهمًا للأفراد والمؤسسات في التواصل اليومي من خلال رواية القصص المفضلة باستخدام تقنيات الواقع المُعزز على سناب شات، ويُشير اسم الفيلم لمعنى عميق في مكنونات اللغة العربية الأصيلة، بحيث يتجاوز مقابلة شخص ما أو مجرد العثور عليه، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، ويكمن ذلك في تعبير المستخدم عن نفسه بشكل حقيقي وواقعي.
مشاركة :