تغيير المدرب قبل النهائي، لمصلحة من؟!

  • 7/23/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتصاعد التوقعات والتحليلات حول فرص المرشحَين الرئيسَين. هذه المرة، نجد أنفسنا أمام سيناريو غير مسبوق، إذ انسحب الرئيس الحالي جو بايدن من السباق الانتخابي، بينما تعرض المرشح الجمهوري دونالد ترمب لمحاولة اغتيال فاشلة. في هذا السياق، تبرز كامالا هاريس كمرشحة الحزب الديمقراطي، مما يجعل التنافس أكثر تعقيدا وإثارة للاهتمام. فيما تتغير معادلات اللعبة السياسية بشكل دراماتيكي، يصبح من الضروري تقييم حظوظ ترمب كمرشح الحزب الجمهوري، في مواجهة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. تواجه كامالا هاريس كثيرا من التحديات أمام خصم عنيد، يزداد قوة يوما بعد آخر. فمنها على سبيل المثال، الإرث السياسي لبايدن. هاريس شغلت منصب نائبة الرئيس تحت إدارة بايدن، مما يمنحها ميزة الاستمرارية في السياسات. ولكن، عليها مواجهة الانتقادات المتعلقة بأداء إدارة بايدن، خاصة في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية. أما ترمب، فقد كانت فترة رئاسته الماضية مليئة بالجدل والانتقادات، سواء من حيث التعامل مع جائحة (كوفيد19)، أو السياسات الخارجية. سيحتاج إلى مواجهة هذه الانتقادات، وتقديم رؤية جديدة ومقنعة للمستقبل. هناك ـ أيضا ـ التحديات الأمنية، فمحاولة اغتيال ترمب قد تؤدي إلى تعاطف شعبي معه، مما يضيف ضغطا على حملة هاريس. ستحتاج هاريس إلى التركيز على قضايا الأمن الداخلي، والتأكيد على قدرتها على حماية البلاد. محاولة اغتيال ترمب قد تؤدي إلى زيادة التركيز على قضايا الأمن والإرهاب. يجب على هاريس تقديم خطط واضحة ومفصلة لكيفية التعامل مع هذه التحديات. بينما يمكن أن تؤدي محاولة اغتيال ترمب إلى تعاطف شعبي وتعزيز دعم قاعدته، إلا أنها قد تثير أيضا مخاوف بشأن استقرار البلاد وأمنها تحت إدارته. محاولة اغتيال ترمب قد تعزز من صورته كضحية لهجمات سياسية. هذا يمكن أن يزيد من دعم قاعدته، ويجذب بعض الناخبين المترددين. يواجه المرشحان ـ أيضا ـ انقساما سياسيا حادا داخل المجتمع الأمريكي. على هاريس أن تجذب الناخبين المستقلين والمعتدلين من كلا الحزبين، وهي مهمة ليست بالسهلة في ظل هذا الانقسام. ورغم شعبيته الكبيرة بين قاعدة الحزب الجمهوري، يواجه ترمب مقاومة شديدة من الديمقراطيين وبعض المستقلين. الانقسام السياسي الحاد قد يجعل من الصعب عليه جذب الناخبين المعتدلين. من جهة أخرى، يملك الطرفان نقاط قوة قد تكون قادرة على دعم حظوظهما السياسية. فهاريس تتمتع بخلفية قانونية قوية، وخبرة في مجلس الشيوخ كمدعية عامة سابقة لكاليفورنيا. هذا يعطيها ميزة في القضايا القانونية والعدالة الاجتماعية، وهي قضايا تهم كثيرا من الناخبين. كما أن تجربتها كنائبة للرئيس تمنحها فهما عميقا لآليات العمل في البيت الأبيض والعلاقات الدولية، مما يعزز من مصداقيتها كقائدة قادرة على إدارة البلاد. وقد كان لانسحاب بايدن تأثير كبير في أن يتوحد الحزب الديمقراطي خلف هاريس، مما يعزز من فرصها في الحصول على دعم واسع النطاق داخل الحزب. على هاريس أن تركز على التواصل المباشر مع الناخبين، والاستماع إلى مشكلاتهم وتقديم حلول واقعية. هذا يتطلب جولات انتخابية مكثفة وخطابات موجهة بدقة، وهذا ما يتقنه ترمب بحرفية أكبر. ترمب يتمتع بمهارات تواصل فعالة مع الجمهور، سواء عبر وسائل الإعلام التقليدية أو منصات التواصل الاجتماعي، هذه القدرة تمنحه ميزة في الوصول إلى الناخبين بشكل مباشر، وتقديم رسالته بوضوح. كما يتمتع بقاعدة مؤيدين وفيّة ومتحمسة، وهو ما يمنحه ميزة كبيرة في الانتخابات. هؤلاء المؤيدون يرون فيه قائدا قويا وصريحا، قادرا على مواجهة النظام السياسي التقليدي. وكونه شغل منصب الرئيس سابقا، يمتلك ترمب خبرة مباشرة في إدارة البلاد، وهذا يمكن أن يكون نقطة قوة في إقناع الناخبين، بأنه قادر على القيادة في أوقات الأزمات. الاقتصاد سيكون عاملا حاسما في الانتخابات، إذا تمكن ترمب من تقديم خطط اقتصادية قوية ومقنعة، فقد يعزز من فرصه في الفوز، خاصة إذا كانت الأوضاع الاقتصادية معقدة. المناظرات ستكون حاسمة. سيحتاج كل من هاريس وترمب إلى تقديم رؤية واضحة ومقنعة للمستقبل. أداء المرشحَين في هذه المناظرات وقدرتهما على تقديم رؤية واضحة ومقنعة، سيكون له تأثير كبير على الناخبين. تبقى الانتخابات الرئاسية الأمريكية غير قابلة للتنبؤ بشكل كبير، لكن كامالا هاريس لديها فرصة حقيقية للفوز، إذا استطاعت الاستفادة من نقاط قوتها ومعالجة التحديات بفعالية. لكن دونالد ترمب يمتلك مجموعة من نقاط القوة التي يمكن أن تعزز من فرصه في الفوز، إذا تمكن من التعامل بفعالية مع التحديات واستغلال نقاط قوته، فقد تكون لديه فرصة جيدة للعودة إلى البيت الأبيض. MBNwaiser@

مشاركة :