يسعى مجلس النواب الروسي (الدوما) إلى تمرير مشروع قانون يعاقب الجنود الروس الذين يتم ضبطهم وهم يستخدمون الهواتف الذكية أثناء القتال في أوكرانيا، وسط مخاوف متزايدة من أن الأجهزة الإلكترونية يمكن أن تكشف عن موقع القوات في ساحة المعركة. ووفقاً لمشروع القانون الذي تدعمه لجنة الدفاع بمجلس الدوما، فإن حمل الهواتف المحمولة المتصلة بالإنترنت التي يمكن أن ترصد بياناتها القوات الروسية أو موقع القوات، يُعاقب مرتكبها بالسجن لمدة تصل إلى 10 أيام. ويمكن أن يؤدي تعددها إلى ما يصل إلى 15 يوماً من الاعتقال. ويحظر القانون أيضاً استخدام الأجهزة الإلكترونية الأخرى المخصصة «للأغراض المنزلية» التي تسمح بتسجيل الفيديو والصوت ونقل بيانات تحديد الموقع الجغرافي. وبحسب ما ورد، استخدم الجيشان الروسي والأوكراني الهواتف المحمولة، لتحديد أهداف العدو خلال الحرب، وجمع البيانات مثل الصور والرسائل، لتتبع الإحداثيات، وشن الهجمات. وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستخباراتيون في منظمة «العيون الخمس»- أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة - في العام الماضي، من أن المتسللين العسكريين الروس، كانوا يستهدفون الأجهزة المحمولة للجنود الأوكرانيين في محاولة لسرقة معلومات حساسة من ساحة المعركة. وقدر جهاز الأمن الأوكراني أيضاً أن المتسللين الروس سعوا إلى اختراق أجهزة أندرويد لوحية يستخدمها الجيش الأوكراني «للتخطيط وتنفيذ المهام القتالية»، حيث قاموا باستخدام رمز مصمم لسرقة البيانات المرسلة من الأجهزة إلى نظام الأقمار الاصطناعية «ستارلينك» الخاص بإيلون ماسك، التي كانت مستخدمة للاتصالات في ساحة المعركة في أوكرانيا. بعد ضربة أوكرانية أسفرت عن مقتل نحو 100 جندي روسي في مدينة ماكييفكا الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا في يوم رأس السنة من العام الماضي، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن «السبب الرئيس» للضربة، هو الاستخدام الواسع النطاق للهواتف المحمولة من قبل الجنود الروس، على الرغم من تشكيك بعض المسؤولين في هذا التقييم. وعلى الرغم من اعتراف الكرملين بالمخاطر التي يشكلها الجنود الذين يحملون هواتف محمولة، فإن المدونين العسكريين الروس انتقدوا مشروع القانون، زاعمين أنه يظهر افتقار مجلس الدوما إلى فهم طبيعة الحرب الحديثة. وكتب أحد المدونين، الذي يُدعى «مهووس بحرب Z»، على إنستغرام «يعيش هؤلاء الزعماء على كوكب آخر». وقال مدون آخر، «في الوقت الحاضر، هناك حاجة إلى أدوات في الحرب ليس فقط من قبل المتخصصين الأفراد، ويحتاج كل جندي فعلياً إلى أداة في الحرب. وهذا ليس ترفاً أو نزوة، بل هو ضرورة يمليها الزمن والظروف». وبدلاً من الأجهزة «غير الخاضعة للرقابة» مثل الهواتف الذكية، اقترح المدون إنشاء أداة «خاضعة للرقابة» لا يمكنها الكشف عن معلومات حساسة في ساحة المعركة. وكتبوا: «إذا لم نتمكن من صنع أداة بأنفسنا، فلنسأل الصينيين، سيفعلون أي شيء مقابل المال». ويُمنع الجنود الروس بالفعل من توزيع معلومات يمكن أن تكشف عن هوية أو موقع الأفراد العسكريين. وبموجب العملية التشريعية في روسيا، يتطلب الأمر أولاً أن ينظر مجلس الدوما في مشاريع القوانين، قبل عرضها على مجلس الاتحاد، وهو مجلس الشيوخ، ولا يجوز للمجلس تعديل القوانين التي أقرها مجلس الدوما، لكن يمكنه الموافقة عليها أو رفضها. عن الـ«سي إن إن» . المتسللون الروس سعوا إلى اختراق أجهزة أندرويد لوحية يستخدمها الجيش الأوكراني. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :