قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أمر الإخلاء الجديد الصادر عن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين، والذي يتضمن "منطقة إنسانية"، يجبر العائلات في غزة على العيش في مناطق إيواء مكتظة ومتناثرة. وأوضح المكتب أته تلقى تقارير أولية تفيد بأن العائلات بدأت في الفرار نحو دير البلح وغرب خان يونس، حيث تعاني المنطقتان بالفعل من الاكتظاظ الشديد ومحدودية الخدمات وأماكن الإيواء المتاحة. وأضاف أوتشا أن أمر الإخلاء الأخير يشمل مناطق واقعة في الجزء الشرقي مما صنفه الجيش الإسرائيلي على أنه "منطقة إنسانية" في خان يونس. وأشار إلى أن الأعمال العدائية المستمرة وأوامر الإخلاء المتكررة تدمر النظام الصحي في غزة، مما يزيد من صعوبة حصول الأشخاص الذين نزحوا مرارا على الخدمات الأساسية. وفي أحدث تحد يواجه النظام الصحي، أصدر مجمع ناصر الطبي في خان يونس نداء جديدا للتبرع بالدم، حيث تفيد التقارير بأن المجمع استقبل عشرات الضحايا وحد يوم الاثنين. في السياق ذاته، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت متجهة إلى مدينة غزة يوم الأحد. وأعلن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عدم وقوع إصابات، لكن فرق الأونروا، التي كانت تسافر في سيارات مدرعة تحمل شارات الأمم المتحدة وترتدي سترات الأمم المتحدة، اضطرت للاحتماء. وقال إن إحدى السيارات أصيبت بأضرار بالغة أثناء انتظارها بالقرب من حاجز للقوات الإسرائيلية جنوب وادي غزة، مشيرا إلى مسار القافلة تم تنسيقه مسبقا مع السلطات الإسرائيلية، وشدد على محاسبة المسؤولين عن الحادث. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه "أمر مقلق للغاية. لقد رأينا عددا غير مسبوق من الزملاء قتلوا في هذه العملية. لقد رأينا ما حدث للمطبخ المركزي العالمي. نحن بحاجة إلى الوصول إلى الحقيقة، وهذا يأتي أيضا في سياق بعض التصريحات القاسية جدا من قبل عدد من المسؤولين الإسرائيليين تجاه أونروا". واتهم مسؤولون إسرائيليون مرارا موظفي الأونروا بالمشاركة في هجوم حماس على الإسرائيليين في 7 أكتوبر. وقتل سبعة من موظفي المطبخ المركزي العالمي في هجوم بمسيرة إسرائيلية في أبريل استهدف قافلتهم. وقال دوجاريك للمراسلين في مؤتمر صحفي "كما هو الحال دائما نعمل في أي مكان تحت حماية سلطات هذا المكان"، مضيفا أن "الأمم المتحدة في غزة ليست مسلحة. ليس لدينا أمن مسلح معنا. ويتعين على جميع الأطراف في هذا النزاع ضمان حماية موظفي الأمم المتحدة وجميع العاملين في المجال الإنساني". وأردف أن العمليات الإنسانية في غزة سوف تستمر. وأفاد شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني أيضا أن سكان غزة ما زالوا يواجهون نقصا حادا في المياه. وفي الفترة ما بين 8 و21 يوليو، بلغ متوسط إمدادات المياه اليومية في القطاع حوالي 90 ألف متر مكعب، وهذا يبلغ حوالي ربع الكمية المنتجة قبل أكتوبر العام الماضي، وفقا لأوتشا. وأضاف أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، ونقص الكهرباء وشح الوقود وقطع الغيار والكلور ما زالت تعيق إنتاج المياه وتنقيتها وكذلك ضخ مياه الصرف الصحي. وهذا على الرغم من بعض التحسينات، بما في ذلك تركيب محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية في دير البلح بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وقالت اليونسيف إن طفلا فلسطينيا واحدا يقتل في المتوسط كل يومين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ أكتوبر. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن الوضع تدهور بشكل كبير بالتزامن مع تصاعد الأعمال العدائية داخل غزة.
مشاركة :