إسلام أباد: واس من يزور إسلام آباد، لا بد أن تكون زيارة حدائق «شاليمار» على رأس اهتماماته، فهذه الحدائق فاتنة الجمال جاذبة للسياح، مما دعا منظمة «اليونسكو» لإدراجها منذ عام 1981 ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي. شاليمار من الحدائق النادرة في العالم، وتشكل واحدة من معالم الحضارة المشرقة في عهد إمبراطورية مغول الهند، حيث أنشئت بأمر من الإمبراطور المغولي «شاه جهان» في الأربعينيات من القرن السابع عشر. وكلمة «شاليمار» تعني «دار البهجة»، وهي بالفعل مكان رائع للتنزه، وباتت اليوم مقصدًا للسياح الأجانب وحتى سكان المدن الأخرى داخل باكستان، نظرًا لأهميتها التاريخية. هذه الحدائق مليئة بالكثير من أنواع الزهور والنباتات والأشجار، إضافة إلى المباني الرخامية الساحرة، والنوافير البديعة، حيث استلهم تصميمها من آسيا الوسطى وكشمير والبنجاب وسلطنة دلهي. وتغطي هذه الحدائق مساحة تزيد عن 80 فدانًا، وأنشئت مبانيها ومعالمها على ثلاثة مستويات من الجنوب إلى الشمال، فوق بعضها البعض، ويتراوح علو كل مستوى نحو 5 أمتار، حيث تجتمع فيها الزهور والأشجار مع القنوات المائية ونوافير المياه، وأحواض المرمر والشرفات، وتتناثر في أرجائها القباب الرشيقة بطابع الطراز المغولي، والتي لا تزال تحتفظ بلونها الأحمر الداكن، ونقوشها التي ظلت شاهدًا على ذلك العصر الذهبي.
مشاركة :