أصدر معهد هورون للأبحاث تقريره السنوي لعام 2024، الذي يكشف عن توزيع الثروة العالمية من خلال حصر عدد المليارديرات في مختلف المدن حول العالم. ويظهر التقرير الذي نشره موقع "republic"، أن هناك تركيزًا كبيرًا للثروة في عدد محدود من المدن، حيث تستحوذ 10 مدن على ما يقارب ربع عدد المليارديرات في العالم. ويعكس هذا التقرير التحولات الاقتصادية والمالية العالمية وأثرها على توزيع الثروة. تتصدر نيويورك قائمة المدن بأكبر عدد من المليارديرات، حيث يبلغ عددهم 119 مليارديرًا. ويعتبر التفوق الاقتصادي والتجاري للمدينة، بالإضافة إلى مركزها المالي العالمي في وول ستريت، من أهم العوامل التي تسهم في هذا التركيز العالي للثروة. تحتل لندن المركز الثاني بوجود 97 مليارديرًا. وتعتبر المدينة مركزًا ماليًا وتجاريًا هامًا، ويعززها تاريخها الطويل في الأعمال والخدمات المالية، مما يجعلها وجهة جذابة للأثرياء. قفزت مومباي إلى المركز الثالث بوجود 92 مليارديرًا، متجاوزة بكين. وشهدت المدينة نموًا اقتصاديًا قويًا، مما جعلها مركزًا للأعمال والاستثمارات في الهند، خاصة في مجالات التكنولوجيا والصناعات التقليدية. تراجعت بكين إلى المركز الرابع بوجود 91 مليارديرًا، رغم أنها كانت تحتل مراكز أعلى في السنوات السابقة. ويعزى هذا التراجع إلى التغيرات الاقتصادية والسياسية في الصين، مما أثر على قطاعي العقارات والطاقة المتجددة. تعد شنغهاي مركزًا اقتصاديًا رئيسيًا في الصين، ووجود 87 مليارديرًا فيها يعكس أهميتها كمركز تجاري وصناعي ومالي في البلاد. تعتبر شينزين من أسرع المدن نموًا في الصين، وتعد مركزًا للتكنولوجيا والابتكار، مما جعلها تجذب عددًا كبيرًا من المليارديرات، ليصل عددهم إلى 84. تظل هونغ كونغ مركزًا ماليًا وتجاريًا دوليًا، ويعيش فيها 65 مليارديرًا، وتحافظ المدينة على مكانتها رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها. تعتبر موسكو العاصمة الروسية مركزًا للأعمال والمال، حيث يعيش فيها 59 مليارديرًا. وتعزز موارد روسيا الطبيعية والتجارية من مكانة المدينة في هذا التصنيف. وتحتل نيودلهي، العاصمة الهندية، المركز التاسع بوجود 57 مليارديرًا. وتشهد المدينة نموًا اقتصاديًا كبيرًا، مما يجعلها مركزًا للأثرياء في الهند. تشتهر سان فرانسيسكو بكونها مركزًا للتكنولوجيا والابتكار، حيث يعيش فيها 52 مليارديرًا. وتعكس هذه الأرقام نجاح الشركات التكنولوجية الكبرى التي تتخذ من المدينة مقرًا لها. ويشير تقرير معهد هورون إلى أن التركيز الكبير للثروة في عدد محدود من المدن يعكس الاتجاهات الاقتصادية العالمية والتغيرات في الأسواق المالية. بالإضافة إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، كان له دور كبير في زيادة عدد المليارديرات هذا العام. كما يتوقع التقرير أن يستمر هذا التركيز للثروة في هذه المدن، مع احتمال ظهور مدن جديدة في التصنيف مستقبلًا نتيجة للنمو الاقتصادي والتحولات الجيوسياسية. ويقدم تقرير معهد هورون للأبحاث لعام 2024 نظرة شاملة على توزيع الثروة العالمية وتركز المليارديرات في عدد محدود من المدن، حيث يعكس التحولات الاقتصادية الكبرى وأثرها على الثروة الفردية، مع توقعات بأن يستمر هذا الاتجاه في السنوات القادمة.
مشاركة :