قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم (الأربعاء) إن السكان في غزة منهكين من النزوح المستمر والظروف غير الصالحة للعيش. جاء ذلك في بيان مقتضب صدر عن الوكالة الأممية عبر حسابها على منصة ((إكس)) تعليقا على مطالبات الجيش الإسرائيلي المتكرر لسكان القطاع بالإخلاء من منازلهم. وقال البيان "لا يوجد مكان آمن في غزة وأوامر الإخلاء شملت جزءا كبيرا من القطاع مما جعل الخيارات التي قد يتجه إليها النازحون محدودة". وأضاف أن الناس في غزة أصبحوا منهكين من النزوح المستمر والظروف غير الصالحة للعيش وهم محاصرون في مناطق صغيرة ومكتظة بشكل متزايد. وشهدت مناطق شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع أول أمس الاثنين حركة نزوح كبيرة بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي سكانها بالإخلاء للمرة الثانية خلال أسابيع. وبرر الجيش الإسرائيلي عملية الإخلاء الجديدة بأنها جاءت بعد إطلاق قذائف صاروخية نحو إسرائيل من المنطقة. وذكر الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على حسابه في منصة ((إكس)) أنه ستتم "ملاءمة" المنطقة بناء على معلومات استخبارية دقيقة تفيد بقيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوضع "بنى إرهابية" في المنطقة التي تم تصنيفها إنسانية. وتابع "لذلك يتم تحذير السكان بهدف تجنب استهداف المدنيين ولإبعادهم عن منطقة القتال"، لافتا إلى أن الجيش سيعمل بقوة ضد المنظمات، ولذلك يدعو السكان الذين بقوا في الأحياء الشرقية لخان يونس إلى الإخلاء فورا وبشكل مؤقت نحو المنطقة الإنسانية المستحدثة في المواصي. وأشار أدرعي إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل ضد حماس التي تستخدم سكان غزة دروعا بشرية للأنشطة والبنى "الإرهابية". وكان الجيش الإسرائيلي قد طالب سكان البلدات الشرقية لمدينة خان يونس بإخلائها فورا في مطلع الشهر الجاري، مما أدى إلى حركة نزوح كبيرة حيث استهدف الجيش في ذلك الوقت عدة أهداف عسكرية لحماس، على حد قوله. وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن "مناشدات كثيرة تصلنا من مواطنين محاصرين شرق خان يونس، يطالبون بإجلائهم من المنطقة ومنهم جرحى ومرضى". وذكر الجهاز في بيان اليوم أن القوات الإسرائيلية تتواجد لليوم الثالث على التوالي في عدة مناطق من خان يونس ومازال القصف المدفعي يستهدف الأطراف الشرقية وهناك نسف للمنازل وتدمير للبنية التحتية. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى مقتل أكثر من 39 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة في القطاع، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن، وفق السلطات الإسرائيلية.
مشاركة :