تأتي الموافقات الأخيرة بعد إطلاق أول صناديق تداول فورية للبتكوين في الولايات المتحدة خلال شهر يناير. وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على إطلاق أول صناديق تداول فورية لعملة الإيثريوم، ويمثل ذلك نقطة تحول لمؤيدي العملات المشفرة والمستثمرين بعد طرح صناديق تداول للبتكوين في وقت سابق من العام الجاري. ومنحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الموافقة على 9 صناديق لتداول الإيثريوم، الاثنين الماضي، ويشمل ذلك تحويل صندوق «غرايسكال إنفستمنتس» بقيمة 9.3 مليارات دولار، وعمليات إطلاق جديدة من عملاقا صناديق تداول البتكوين «بلاك روك» و«فيديليتي»، مع بدء التداول في صباح اليوم التالي. ولم تقدم الهيئة أي رد على طلب التعليق. وتعد إيثر، وهي العملة المشفرة الأصلية لمعاملات شبكة بلوكتشين إيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم بعد البتكوين، حيث تبلغ قيمتها السوقية نحو 415 مليار دولار. وارتفع سعر الإيثر نحو 1% فور بدء التداول يوم الثلاثاء، وزاد بأكثر من 47% منذ الأول من يناير. وتمنح الموافقات الأخيرة، التي تأتي عقب الموافقة على صناديق التداول للعقود الآجلة في الإيثريوم العام الماضي، موطئ قدم أقوى للعملات المشفرة في التمويل الأمريكي التقليدي بعد إطلاق أول صناديق التداول الفوري في البتكوين الفورية بالولايات المتحدة في يناير. وارتفع سعر البتكوين بأكثر من 51% منذ بداية العام وحتى الآن. وقال مات هوغان، كبير مسؤولي الاستثمار لدى شركة «بيتوايز»، الراعية لصناديق العملات المشفرة إنه «لم يعد بإمكان مديري الأصول التقليدية تجاهل العملات المشفرة كونها فئة أصول.. وأعتقد أننا سنشهد قبولاً واسعاً من الجميع لهذا القطاع». وقالت شركة «سي بي أو إي غلوبال ماركتس»، التي أدرجت 5 صناديق تداول للإيثر، أن التداول المبدئي أظهر أن «السوق عالية الجودة». وقالت الشركة في بيان إن «التداول لجميع المشتقات بدأ بسلاسة، بمشاركة قوية من صناع السوق المخلصين الذين أسهموا في تسعير وتوفير السيولة منذ البداية». وعلى غرار عملة البتكوين، يتنافس مصدرو صناديق تداول الإيثريوم على جذب المستثمرين برسوم منخفضة نسبياً. ووفقاً لبيانات بلومبرغ إنتليجنس، فإن النفقات النهائية لجميع المشتقات باستثناء واحد ستكون أقل من 0.25%، حيث يخطط 5 مصدرين على الأقل للتنازل عن الرسوم بالكامل في البداية. وثمة استثناء صارخ في حرب التسعير، وهي «غرايسكال»، التي ستبقي على رسوم الإدارة البالغة 2.5% لصندوقها الكبير الذي تحول إلى صندوق مؤشرات متداول في الإيثريوم، بينما ستصدر نسخة «أصغر» تحتوي على 10% من أصول الصندوق الأكبر. ومن المتوقع حصول هذه النسخة على أقل رسوم بعد الإعفاء من بين صناديق المؤشرات المتداولة للإيثريوم بنسبة 0.15%. وخلال شهر يناير، حافظت «غرايسكال» كذلك على رسوم إدارة صندوق تداول البتكوين عند 1.5%، وهو انخفاض عن النسبة الأولية البالغة 2%، لكنها لا تزال أعلى بكثير من منافسيها. وأدى هذا القرار إلى تحقيق إيرادات رسوم قدرها 160 مليون دولار لصندوق تداول البتكوين التابع لها في عام 2024 حتى الآن، وهو ثالث أعلى مستوى من أي صندوق استثمار متداول في الولايات المتحدة ويمثل 2% من جميع إيرادات صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة، وفقاً لبريان أرمور، مدير أبحاث الاستراتيجيات السلبية في مورنينغ ستار. وليس من المتوقع أن تجذب مشتقات إيثر قدراً كبيراً من الأصول في البداية على غرار صناديق تداول البتكوين، التي ضخ فيها المستثمرون أكثر من 17 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة خلال الأشهر الستة الماضية منذ إطلاقها. قال تيم أوجيلفي، الرئيس العالمي للمؤسسات في شركة كراكن، وهي بورصة عملات رقمية أمريكية، إنه في حين أن بلوكشين الإيثريوم لها مجموعة واسعة من الاستخدامات التي تتجاوز تخزين القيمة، إلا أن المستثمرين قد لا يستطيعون استيعابها على عكس البتكوين التي تُعد «ذهباً رقمياً». وأضاف: «ستعتريني الدهشة حال حققت عملة الإيثر بداية قوية مماثلة». وتوقع هوغان أن تجذب صناديق تداول الإيثريوم نحو 15 مليار دولار في أول 18 شهراً من طرحها في السوق، مضيفاً أن التدفقات إلى هذه الصناديق الجديدة «قد تكون غير مستقرة بعض الشيء» خلال موسم الصيف. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: FT Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :