"شعرت بالفرح والسرور عندما أُعلن تأهلي إلى أولمبياد باريس"، بهذه الكلمات عبر السباح العراقي حسن علي خليل الذي سيمثل السباحة العراقية في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في العاصمة الفرنسية. ويشارك خليل في سباق 100 متر فراشة لأول مرة بدورة الألعاب الأولمبية التي ستفتتح يوم غد (الجمعة) في باريس. وتحظى رياضة السباحة بشعبية كبيرة بين العراقيين، إذ يمارسونها حتى في الأنهار خاصة خلال فصل الصيف الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى أكثر من نصف درجة الغليان في بعض الأحيان. ويشارك العراق في أولمبياد باريس بأربع ألعاب هي كرة القدم والجودو والسباحة ورفع الأثقال. -- استعدادات مكثفة ويواصل خليل (20 عاما) تدريباته المكثفة بمسبح الشعب الأولمبي شرقي العاصمة بغداد بواقع وحدتين تدريبيتين صباحا ومساء لتحقيق إنجاز لبلاده وتمثيل العراق في هذا المحفل الرياضي الدولي الكبير. وقال خليل لوكالة أنباء ((شينخوا)) في آخر وحدة تدريبية وقبل سفره إلى باريس بساعات "شعرت بالفرح والسرور عندما أُعلن تأهلي إلى أولمبياد باريس، وكنت في غاية السرور، لأن هذا حلم كل رياضي". وأضاف "دخلت في معسكر تدريبي استمر لمدة أسبوعين بواقع ثماني وحدات تدريبية في الأسبوع صباحا ومساء بإشراف مدرب المنتخب مصطفى خضير ومشرف المنتخبات الوطنية التونسي محمد الزواوي، وأسعى أن أحقق مركزا متقدما في أولمبياد باريس". وشارك خليل مؤخرا في منافسات بطولة العالم للسباحة التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة مع نخبة من السباحين العالميين. ويبذل خليل مجهودا كبيرا في التدريب لتحقيق إنجاز للرياضة العراقية التي تأثرت كثيرا بسبب الحروب والعنف الطائفي لكنها بدأت تتعافى بعد تحسن الوضع الأمني. وقال إنه "بالرغم من الظروف الصعبة التي مر بها البلد من حروب، لكن نحن كرياضيين بشكل عام وسباحين بشكل خاص نواصل تدريباتنا بجد لتمثيل العراق في البطولات الدولية ورفع رايته عاليا". بدوره قال مدرب المنتخب الوطني العراقي للسباحة لـ ((شينخوا)) إن "التدريبات والتمارين المكثفة بدأت فور إعلان تأهل لاعبنا"، مؤكدا أنه ولاعبه في غاية السرور لتمثيل العراق في دورة الألعاب الأولمبية. ويسعى خليل ومدربه من خلال المشاركة في أولمبياد باريس إلى تحقيق أرقام عراقية جديدة في السباحة وتحطيم الأرقام المسجلة سابقا وكسب الخبرة خصوصا وأن هذه أول مشاركة أولمبية له، وفقا لخضير. وأضاف "نسعى أيضا إلى تحقيق إنجاز رياضي يليق باسم العراق، والاستفادة من هذه الدورة لتطوير رياضة السباحة في العراق مستقبلا". وشارك العراق لأول مرة في الأولمبياد عام 1948، وحصل على ميدالية برونزية واحدة في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 1960 في روما، أما منتخبه لكرة القدم فأحسن نتيجة حققها كانت في أولمبياد أثينا عام 2004 عندما حل رابعا. -- حلم طفل في حوض السباحة المقابل للحوض الذي يتدرب فيه السباح حسن علي خليل، تواجد الطفل العراقي جعفر زيد (10 سنوات)، والذي يتدرب على القفز إلى الماء ويحلم بأن يكون بطلا أولمبيا ويمثل بلاده مثلما سيمثلها خليل. وقال جعفر، والذي يحب السباحة ويمارسها منذ نحو ثلاث سنوات، بعد أن قفز من ارتفاع خمسة أمتار وأدى حركات جميلة "حلمي أن أكون بطلا عراقيا أولمبيا وأكتسب الشرف لي ولعائلتي ولبلدي". وأضاف جعفر لـ ((شينخوا)) وهو مبتسم "أحب السباحة لأنها تبني الجسم وتبني عقلا سليما وتهذب الشخص"، مؤكدا أن لديه مهارات جيدة في رياضة القفز إلى الماء. ويتدرب جعفر يوميا لمدة ثلاث ساعات تقريبا مع أربعة من أصدقائه، ويحظى برعاية وتشجيع عائلته حيث يوصله والده إلى المسبح يوميا ويوفر له كل ما يحتاجه لتحقيق حلمه. ويريد جعفر من اللاعبين العراقيين أن يحققوا إنجازا جيدا في دورة الألعاب الأولمبية في باريس من أجل رفع علم العراق عاليا. من جهته، نصح السباح الشاب خليل، الأطفال الذين يحلمون بأن يكونوا أبطالا أولمبيين بـ"الالتزام بالتدريب وتنفيذ كلام المدرب، لأن هذا ما يصنع لاعبا محترفا". وخاطب خليل الطفل جعفر قائلا "سوف تنجح وتحقق حلمك، إذا واصلت التدريب وطبقت تعليمات المدرب".
مشاركة :