مقابلة: خبير بريطاني: التحديث الصيني النمط يرفض التفكير قصير المدى ويشدد على الاستدامة

  • 7/26/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال خبير بريطاني إن التحديث الصيني النمط يرفض التفكير قصير المدى ويؤكد على الاستدامة. وقال كيث بينيت، وهو مستشار في العلاقات الدولية في لندن، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن النُهج الشاملة والجامعة تأتي من بين السمات المميزة للتحديث الصيني النمط. وأضاف" إنه لا يهتم فقط بجانب دون الآخر، ولا ينظر إلى جانب بمعزل عن الآخر، بل كجزء من كل متكامل ومترابط. وهذا يعكس حقيقة أنه يرفض التفكير قصير المدى ويشدد على الاستدامة". علاوة على ذلك، فإن التحديث الصيني النمط "علمي" وقبل كل شيء "يركز على الناس"، كما قال بينيت. وأضاف أن "الهدف من التحديث على الطريقة الصينية هو أن يتمكن جميع الناس من عيش حياة كريمة وذات مغزى تقوم على الرخاء المشترك". كما قارن الخبير البريطاني بين التحديث الصيني ونظيره الغربي. وقال إن الدول الغربية شهدت تنمية اقتصادية كبيرة على مدى فترة طويلة، لكن الفجوة بين الأغنياء والفقراء لم تستمر فحسب، بل ازدادت سوءا، مشيرا إلى أن المشاكل الاجتماعية بكافة أنواعها تكاثرت وأصبحت تشكل في نهاية المطاف عبئا على التنمية الاقتصادية أيضا. في الجانب المقابل، اتخذ التحديث الصيني النمط مسارا مختلفا، مستبدلا تلك الحلقة المفرغة بحلقة فعالة، ما يؤكد أهميته الكبيرة للعالم. كما أشار الخبير إلى أن السلام والتنمية في حالة الصين مترابطان ومكملان لبعضهما البعض، ولا يلغي أحدهما الآخر. وأضاف "لقد حددت الصين منذ فترة طويلة التنمية والسلام كقضيتين رئيسيتين في عصرنا، فهما مرتبطان ارتباطا وثيقا، فبدون السلام لا يمكن أن تكون هناك تنمية"، مضيفا أن الصراعات المأساوية في أجزاء مختلفة من العالم تؤكد ذلك بوضوح شديد، مشيرا إلى أن "التنمية الناجحة تساعد على القضاء على سبب واحد على الأقل من الأسباب الجذرية الرئيسة للصراع". وينظر بينيت إلى سياسة السلام الخارجية الصينية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التزام الصين بالاستقرار والتنمية العالميين. وقال "سياسة السلام الخارجية للصين مرتبطة تماما ومتناغمة مع حملة التحديث في الداخل وكذا مساهماتها في تحديث الدول الأخرى". ولهذا السبب فإن المبادرات التي اقترحتها الصين، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، تشكل كلا متكاملا وتضع معا الأسس للمساعدة في تحقيق مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. وحول دور الصين المهم في الاقتصاد العالمي، قال بينيت "الصين هي المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي العالمي منذ عقود". وأوضح أن مساهمات الصين الكبيرة باعتبارها "مستثمرا خارجيا رائدا ومتلقيا كبيرا للاستثمار الأجنبي المباشر وسوقا ضخمة تضم أكبر مجموعة متوسطة الدخل في العالم وأكبر شريك تجاري لغالبية دول العالم" تجعلها لاعبا رئيسا في الاقتصاد العالمي. وبالنظر إلى العوامل المذكورة أنفا، أكد بينيت أن جهود الصين الرامية لبناء اقتصاد سوق اشتراكي عالي المستوى ودعم الابتكار الشامل والمثابرة على الانفتاح يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى، مما "سيساعد على تحقيق الاستقرار للاقتصاد العالمي وتوليد الفرص للشركات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، مع توفير مراجع قيمة للدول الأخرى التي ترغب في تطوير اقتصاداتها وتحقيق التحديث".

مشاركة :