كشفت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، عن تحوّل كبير في سياستها تجاه الحرب في غزة بقولها إنهّا عبّرت لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعها به في واشنطن الخميس عن "قلقها العميق" إزاء عدد الضحايا في القطاع وناشدته إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار. وبعدما أصبحت المرشّحة المفترضة للحزب الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية إثر تخلّي الرئيس جو بايدن عن سعيه لولاية ثانية، قالت هاريس أمام الصحافيين: "لا يمكننا أن نغضّ الطرف عن هذه المآسي. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدَّرين تجاه المعاناة، وأنا لن أصمت". وتتناقض هذه المواقف الصريحة مع سياسة بايدن الذي يفضّل الضغط على إسرائيل من خلف الكواليس. وإثر لقائها نتنياهو، شدّدت هاريس على أنّ الوقت حان لوضع حدّ للحرب "المدمّرة" المستمرّة في قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر. وقالت إن "ما حدث في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية مدمّر" مشيرة بالخصوص إلى "الأطفال القتلى" و"الأشخاص اليائسين والجياع الذين يفرّون بحثاً عن الأمان". وأضافت السناتورة السابقة، البالغة من العمر 59 عاماً، أنّها شدّدت خلال لقائها "الصريح" مع نتنياهو على خطورة الوضع الكارثي في غزة. وأوضحت نائبة الرئيس الأميركي أنّها طلبت من نتنياهو التوصل إلى اتّفاق يرسي وقفاً لإطلاق النار ويتيح إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حماس في القطاع منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتابعت هاريس: "كما قلت للتو لرئيس الوزراء نتنياهو، لقد حان الوقت لإبرام هذا الاتفاق". كما دعت هاريس إلى قيام دولة فلسطينية، وهو أمر يعارضه بشدّة رئيس الوزراء الإسرائيلي. ويتعارض هذا الانتقاد الصريح من هاريس لنتنياهو مع صورة الود الكبير التي أظهرها الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقائهما في وقت سابق الخميس، فيما تبدو العلاقة بين الرجلين معقّدة للغاية. وعقد اللقاء بين نتنياهو وبايدن بعد أربعة أيام على إعلان الأخير انسحابه من سباق الرئاسة الأميركية التي ستجرى انتخاباتها في تشرين الثاني/نوفمبر. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي لبايدن: "أود أن أشكرك على خمسين عاما في الخدمة العامة وخمسين عاما من دعم دولة إسرائيل، وإنني أتطلع إلى إجراء محادثات معك اليوم والعمل معك في الأشهر المقبلة". ويؤكد الرئيس الأميركي، البالغ 81 عاما، دعمه الراسخ لإسرائيل منذ اندلاع النزاع مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر. لكنه في المقابل يوجه انتقادات متزايدة للدولة العبرية مع تزايد حصيلة القتلى المدنيين في القطاع. ويسعى بايدن لممارسة مزيد من الضغط على نتنياهو على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة. إلى ذلك، أيد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مسعى الديمقراطية كامالا هاريس للوصول إلى البيت الأبيض، اليوم الجمعة، ما يعطي دفعة كبيرة لحملتها للتغلب على دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر. وكتب أوباما على منصة "إكس": "اتصلنا أنا وميشيل في مطلع الأسبوع بصديقتنا كامالا هاريس. قلنا لها إننا نعتقد أنها ستكون رئيسة ممتازة للولايات المتحدة، وإنها تحظى بدعمنا الكامل". وتابع: "في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها بلادنا، سنبذل كل ما في وسعنا لضمان فوزها في نوفمبر. نأمل أن تنضموا إلينا". يعطي موقف أوباما مزيداً من الزخم لحملة هاريس (59 عاماً) التي حصلت على تأييد واسع منذ أن أعلن الرئيس جو بايدن، الأحد، انسحابه ودعمه ترشيحها.
مشاركة :